تأثر الطيور من تجزئة الغابات اعتمادًا على أجنحتها

تأثر الطيور من تجزئة الغابات اعتمادًا على أجنحتها

15 يوليو , 2023

دقق بواسطة:

زينب محمد

تُظهر دراسة جديدة سبب احتمال أن تكون الطيور الاستوائية أكثر عرضة للآثار السلبية الناتجة عن تجزئة الغابات، وتشير إلى أن سياسات الحماية يجب أن تأخذ في الاعتبار دور المناخ في تحديد قدرة الحيوانات على التحرك عبر المناطق الطبيعية المجزأة.

نظرًا لأن قطع الأشجار والتوسع الزراعي يؤديان إلى تجزئة الغابات حول العالم، ستتأثر بعض الحيوانات بشدة بينما ستكون بعضها قادرة على التكيف، ومع هذا تختلف كيفية استجابة كل نوع اعتمادًا على مجموعة واسعة من العوامل، مثل: نظامها الغذائي، والبيئة المحلية، ومدى سهولة عبورها الفجوات بين المناطق المتبقية من موطنها الطبيعي.

ولاحظ الباحثون سابقًا أن حساسية الطيور لتجزئة الغابات تختلف باختلاف خطوط العرض، فإن الطيور الموجودة في خطوط العرض العليا – البعيدة عن خط الاستواء – قادرة على التكيف بشكل أفضل، فكانت النظرية الرائدة لهذا هي أن غابات خطوط العرض العليا قد مرت بـ “مرشح انقراض”، مما يعني أن الطيور الأقل مقاومة قد انقرضت عندما تدهورت المناطق الطبيعية لفترة أطول، مثل: فترات التجلد.

ومع ذلك، أظهرت دراسة جديدة نُشرت على موقع Nature Ecology & Evolution بقيادة باحثي إمبريال كوليدج لندن، أن قدرة الطيور على النجاة من تجزئة موطنها تعتمد بشكل أكبر على مدى تصميم أجنحتها لعبور الفجوات.

وقال المؤلف الأول للدراسة توم ويكس، من قسم علوم الحياة بمركز سيلوود بارك في جامعة إمبريال كوليدج: “تؤكد دراستنا أن تجزئة الغابات سيكون لها تأثيرات أكثر حدة على الأنواع الاستوائية، وتشير إلى أن هذا النمط يعكس الاختلافات المتأصلة بين الأنواع في قدرتها على التكيف”.

وأضاف: “وأحد الآثار الرئيسية لإدارة الغابات المجزأة هو أن هناك حاجة إلى “ممرات” أو “نقاط انطلاق” للغابات بين مناطق أكبر سليمة لزيادة الاتصال والسماح للحيوانات بالتعامل مع هذه المناطق الطبيعية، لاسيما في المناطق الاستوائية.”

اقرأ أيضًا: دراسة موسعة: تغير المناخ وإزالة الغابات يدفعان الحيوانات من الأشجار إلى الأرض

تحدد قدرة التشتت الحساسية

قام الفريق بدمج بيانات المسح الميداني مع مؤشر لقدرة الطيران يسمى “مؤشر الجناح اليدوي”، والذي يعكس الاستطالة في الجناح – فالأجنحة الأكثر استطالة تتكيف بشكل أفضل مع الطيران المستمر- مما يوفر تقديرًا تقريبيًا لما إذا كانت الطيور تستطيع الانتقال بين مناطق موطنها.

وأظهر بحث سابق للفريق وجود تدرج في قدرة التشتت، من منخفض بالقرب من خط الاستواء إلى مرتفع عند خطوط العرض العليا، فقد حددوا قدرة التشتت التي تنبؤوا بها من خلال ما إذا كانت الطيور موزعة عبر مناخات موسمية متغيرة.

تعيش الطيور في خطوط العرض المنخفضة في مناخات أكثر استقرارًا، وبالتالي فإنها تتكيف مع نمط حياة شديد الاستقرار وغالبًا ما تدافع عن أراضيها على مدار السنة دون الحاجة إلى الهجرة، مقارنةً بالطيور الموجودة على خطوط العرض العليا فإنها تكون مشتتة لتتبع التغيرات في البيئة والموارد الموسمية.

وتعتمد الدراسة الجديدة على هذا من خلال تحديد تأثير هذا التدرج على الاستجابة لتجزئة الغابات لما يصل إلى 1034 نوعًا من الطيور في جميع أنحاء العالم، فوجد الفريق أن الحساسية يتنبأ بها بقوة من قدرة التشتت أكثر من العوامل الأخرى، مثل: خط العرض وكتلة الجسم والاضطراب التاريخي.

وأحد الأسباب الرئيسية لهذا الاتجاه هو أن العديد من أنواع الطيور تتكيف مع المناطق الداخلية من الغابات الاستوائية، مثل: طير Malaysian rail-babbler، لديه أجنحة مستديرة قصيرة نسبيًا وقدرة منخفضة على عبور الفجوات بين الغابات للوصول إلى الموارد الأساسية، مثل: الطعام أو الأصحاب، وغالبًا ما يختفي من الغابات الأصغر ويبدو أنه بحاجة إلى غابات ذات مساحات شاسعة جدًا للبقاء على قيد الحياة.

وأشار الباحث الرئيسي الدكتور جوزيف توبياس، من قسم علوم الحياة بمركز سيلوود بارك في جامعة إمبريال: “توضح نتائجنا بأنه كيف يوفر شكل جناح الطيور مقياسًا بسيطًا لتحديد الجماعات والأنواع الأكثر حساسية لتجزئة الغابات، والتي يمكن أن تكون مفيدة في مراقبة آثار إدارة استخدام الأراضي وتحديد الأنواع المعرضة للخطر وتصميم شبكات المناطق المحمية”.

المصدر: phys.org

ترجمة: خولة المبارك

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!