دراسة موسعة: تغير المناخ وإزالة الغابات يدفعان الحيوانات من الأشجار إلى الأرض

دراسة موسعة: تغير المناخ وإزالة الغابات يدفعان الحيوانات من الأشجار إلى الأرض

28 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

أمنية يوسف

دقق بواسطة:

زينب محمد

توصلت دراسة موسعة أُجريت على 47 نوعًا من القرود والليمور إلى أن تغير المناخ وإزالة الغابات يدفعان هذه الحيوانات القاطنة بالأشجار إلى العيش على الأرض، حيث تكون أكثر عرضة للمخاطر نتيجة لنقص غذائها المفضل وفقدان المأوى، كما أنها تكون أكثر عُرضة إلى المواجهات السلبية مع البشر والحيوانات الأليفة.

تمت الدراسة، التي نشرت في 10 أكتوبر/تشرين الأول في دورية “بروسيدنجز أوف ذا ناشيونال أكاديمي أوف ساينس” (PNAS)، تحت إشراف تيموثي إيبلي، الحاصل على الدكتوراه وزمالة ما بعد الدكتوراه بتحالف الحياة البرية في حديقة حيوان سان دييغو (SDZWA)، حيث فُحص أكثر من 150 ألف ساعة من بيانات المراقبة لما يصل إلى 15 نوعًا من الليمور و32 نوعًا من القرود في 68 موقعًا في الأمريكتين ومدغشقر.

تعد هذه الدراسة تعاونًا عالميًا بارزًا، حيث ضمت 118 مؤلفًا مشاركًا من 124 مؤسسة متميزة.

وصرّح دكتور إيبلي: “إن هذه الدراسة بدأت بنقاش بين الزملاء حول ملاحظة قضاء مجموعات معينة من الرئيسيات القاطنة للأشجار وقتًا أطول على الأرض، في حين أنه قد يستحيل هبوط أفراد من نفس النوع إلى الأرض في المواقع الأقل إزعاجًا بصفة نسبية”.

وقدَّر الباحثون تأثير الدوافع البيئية، بما فيها الضغوط المحتملة الناجمة عن النشاط البشري و/أو السمات الخاصة بالأنواع، على مستوى البريَّة (الوقت الذي يقضيه الحيوان على الأرض) في الرئيسيات القاطنة بالأشجار.

توصلت الدراسة إلى أن الرئيسيات التي تستهلك القليل من الفاكهة وتعيش في جماعات كبيرة هم الأكثر ميلًا إلى الهبوط إلى الأرض. ويشير معدّو الدراسة أن هذه السمات بمثابة “تكيُّف مُسبق” ومحتمل مع البريَّة. فضلًا عن أن الرئيسيات التي تعيش في بيئات أعلى حرارة، وذات غطاء نباتي أقل كثافة، كانت أكثر تكيفًا مع هذه التغيرات من خلال العيش على الأرض بشكل أكثر توسعًا.

تتحمل العديد من هذه الأنواع أعباء العيش في بيئات حارة ومشتتة وشديدة الاضطراب، والتي عادةً ما يتوافر فيها القليل من المصادر الغذائية.

ومع تفاقم أزمة تغير المناخ وتضاؤل الموائِل الشجرية، تشير الدراسة إلى أن الرئيسيات التي تتبع نظامًا غذائيًا أعم وتعيش في جماعات أكبر قد لا تواجه صعوبة في التكيف مع نمط الحياة البريَّة.

وأوضح إيبلي أنه: “من المحتمل أن يحمي قضاء المزيد من الوقت على الأرض بعض الرئيسيات من آثار تدهور الغابات وتغير المناخ؛ ومع ذلك، فإنه لا غنى عن استراتيجيات الوقاية السريعة والفعالة لضمان بقاء الأنواع الأقل قدرة على التكيف على قيد الحياة”.

كما كشفت الدراسة أن الرئيسيات التي تعيش بالقرب من البنى التحتية البشرية أقل ميلًا للهبوط إلى الأرض. وأوضح لوكا سانتيني، الحاصل على الدكتوراه من جامعة لا سابينزا في روما وأحد اثنين من كبار مُعدّي الدراسة، أن: “هذه النتائج تشير إلى أن الوجود البشري، الذي غالبًا ما يشكل تهديدًا على الرئيسيات، قد يتداخل مع القدرة الطبيعية لتكيف الأنواع على التغير العالمي”.

إن الانتقال من نمط الحياة على الأشجار إلى البريّة تحقق بالفعل عند تطور الرئيسيات، لكن التغيرات السريعة في حاضرنا تشكل تهديدًا خطيرًا.

كما ذكر جوزيبي دوناتي، الحاصل على الدكتوراه من جامعة أكسفورد بروكس وهو أحد كبار مُعدّي الدراسة، أنه: “على الرغم من أن تشابه الظروف البيئية وسمات الأنواع قد أثر على التحولات التطورية السابقة للرئيسيات القاطنة بالأشجار، بما في ذلك البشرانيات (القردة العليا)، ودفعها إلى العيش على الأرض، إلا أنه من الواضح أن الوتيرة الحالية لإزالة الغابات وتغير المناخ يودي بمعظم أنواع الرئيسيات إلى التهلكة”.

علقت نادين لامبيرسكي، كبيرة مسؤولي الحفاظ على البيئة وصحة الحياة البرية في (SDZWA)، والتي لم تشارك في إعداد الدراسة، على التغطية المثيرة للإعجاب لهذه المبادرة العلمية التعاونية، قائلةً: “إن اجتماع 118 مُعِد، ومراجعة هذا الكم من البيانات يعد جهدًا استثنائيًا. كما أنه مثال يحتذى به في استخلاص الأفكار واتخاذ الخطوات عند دراسة كيفية الحفاظ على البيئة على نطاق عالمي”.

المصدر: https://phys.org

ترجمة: أمنية يوسف عبد الرازق

تويتر: omnia_yousef11@

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!