يرتبط الاستخدام المُفرط للمُضادات الحيوية بالإصابة بداء كُرون والتهاب القولون

يرتبط الاستخدام المُفرط للمُضادات الحيوية بالإصابة بداء كُرون والتهاب القولون

7 يوليو , 2022

ترجم بواسطة:

هالة عبد اللطيف

تُشير دراسة جديدة، أنه كلما زاد تناول كبار السن المُضادات الحيوية أكثر من اللازم، زاد خطر إصابتهم بداء الأمعاء الالتهابي (IBD).  ووفقًا لمُعدّي الدراسة، قد تُساعد النتائج في تفسير بعض الزيادات في حالات الإصابة بداء كُرون والتهاب القولون التقرحي (أكثر الأنواع شيوعًا هو داء الأمعاء الالتهابي) بين كبار السن. وقال رئيس الباحثين الدكتور آدم فاي، وهو أستاذ مُساعد في علوم الطب وصحة السكان في مدرسة غروسمان للطب بجامعة نيويورك بمدينة نيويورك: “نعتقد أن العوامل البيئية أكثر أهمية من العوامل الجينية بالنسبة لكبار السن”.

وأوضح فاي في بيان صحفي من اجتماع عن أمراض الجهاز الهضمي: “عندما تنظر إلى المرضى الأصغر سِنًا الذين شُخصوا حديثًا بداء كرون والتهاب القولون التقرحي، فإنك تجد غالبًا أن هناك تاريخ عائلي قوي مُسبب للمرض، ولكن يختلف الوضع عند كبار السن، لذا فإنه يوجد بالفعل شيء ما في البيئة يُحفز ظهورهما”.

ولإجراء الدراسة، حلل فاي وزملاؤه سجلات وصف الأدوية لدى 2.3 مليون بالغٍ تتراوح أعمارهم ما بين 60 عامًا وأكثر في الدنمارك، الذين شُخصوا حديثًا بداء الأمعاء الالتهابي من عام 2000 إلى 2018.

وجد الباحثون أن هناك علاقة ما بين استخدام أي من المُضادات الحيوية وارتفاع مُعدلات الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي، ويزداد هذا الخطر على نحوٍ ملحوظ مع كل دورة علاجية بالمُضادات الحيوية.

أعلن الباحثون أن بالمُقارنة بهؤلاء الذين لم يستخدموا المُضادات الحيوية خلال السنوات الخمس الماضية، ارتبط استخدام دورة علاجية واحدة من المُضادات الحيوية بارتفاع خطر التشخيص الحديث بداء الأمعاء الالتهابي بنسبة 27%، واستخدام دورتين علاجيتين يزيد من خطر الإصابة بنسبة 55% وأما الثلاث دورات فإنها تزيد خطر الإصابة بنسبة 67%، كما ارتبط استخدام أربع دورات علاجية منها بزيادة خطر الإصابة بنسبة 96%، بينما استخدام خمس دورات أو أكثر بزيادة الخطر بنسبة 236%.

وكشفت الدراسة أن أولئك الذين أخذوا المُضادات الحيوية خلال العام أو العامين الماضيين، ارتفعت مُعدلات تشخيصهم حديثًا بداء الأمعاء الالتهابي، ولكن ظل مستوى الخطر مرتفعًا لأولئك الذين تناولوها في السنتين إلى الخمس سنوات الماضية.

ووُجد أن جميع المُضادات الحيوية تزيد من خطر الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي ما عدا النيتروفيورانتوين، الذي يُوصف على نحو شائع لعلاج التهاب المسالك البولية. ومن المُرجح أن تكون المُضادات الحيوية التي تُوصف عادةً لعلاج عدوى الجهاز الهضمي مُرتبطة بالإصابة بداء الأمعاء الالتهابي.

وصرّح فاي قائلًا: أظهرت النتائج أنه يجب على الأطباء عند مُلاحظة أن كبار السن يُعانون من أعراض أولية مُرتبطة بالجهاز الهضمي أن يضعوا في اعتبارهم أنهم مُصابون بداء الأمعاء الالتهابي، وخاصةً إذا اُكتشف استخدامهم للمضادات الحيوية في تاريخهم المرضي.

وقد أكدت الدراسة أيضًا على الحاجة إلى الاستخدام الحذر للمُضادات الحيوية لتفادي الإصابة بداء الأمعاء الالتهابي ومُقاومة المُضادات الحيوية.  وذكر فاي: “تعد إدارة المُضادات الحيوية أمرًا هامًا، لكن تجنب استخدامها مهما كانت التكلفة ليس حلًا صحيحًا أيضًا”. وأضاف: “إن لم تكن مُتأكدًا مما تتعامل معه، فستكون حذرًا مع المرضى المُصابين بعدوى واضحة، وهم في أمَسّ الحاجة إلى المُضادات الحيوية، فلا ينبغي منع إعطائها بسبب هذه النتائج”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: د. هالة عبد اللطيف السحيمي

مراجعة وتدقيق: د. فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!