لماذا كان لك الحق في أن تصاب بمتلازمة المنتحل

لماذا كان لك الحق في أن تصاب بمتلازمة المنتحل

27 أغسطس , 2021

ترجم بواسطة:

بلقيس الصالح

دقق بواسطة:

زينب محمد

الإصابة بمتلازمة المنتحل إنما هي دليل على النجاح وليس الفشل

تشكل متلازمة المنتحل حملاً يثقل كهول مصابيها، فشعورهم بالقلق من أن ينظر لهم الآخرون كمحتالين أو غير مستحقين حقيقي. يكمن الجانب المشرق في أن شعور التشكيك في الذات هذا مؤقت وزائل، وكثيراً ما يصاحب تقليد المناصب الجديدة أو الإنجازات كالترقية والحصول على جوائز.

إن كنت تعاني من هذه المتلازمة، فاعلم أنك تنتمي لفئة واسعة ومتنوعة من الناس، فمنهم مدراء تنفيذيين، رياضيين اولمبيين ومرشحين لرئاسة دول. قد تصل نسبة من يعانون من متلازمة المنتحل إلى ٧٠٪ من القوة العاملة، كالسيدة الأولى في الولايات المتحدة سابقاً ميشيل أوباما، الممثل الحائز على جائزة الأوسكار توم هانكس، مديرة العمليات في فيسبوك شيريل ساندبرغ، عضو المحكمة العليا سونيا سوتوميور ومحترفة التنس سيرينا وليامز. إن كان قد عانى من هذه المتلازمة فائزون بالأوسكار والجراند سلام، أوليس الأولى بنا أن نصاب بها أيضاً؟

ماذا لو نظرنا للمتلازمة من زاوية مختلفة؟ بدلاً من أن ننظر لها كمحفز للشعور بانعدام الأمان والقلق والنقص، ماذا لو كنت تصاب بها نتيجة اهتمامك وحماسك لتحقيق النجاح؟ ماذا لو أن هذا الشعور قد تبدل مع تركيزك المنصب على مهمة محددة ألا وهي تطوير وتحسين مستقبلك المهني؟ أنت لا تشعر بمتلازمة المنتحل لأنك محتال، بل لأنه وأخيراً أصبح هناك من يلتفت إلى الجهد والوقت اللذين تبذلهما.

أنت عملت بجهد، استثمرت وقتاً، واجهت العقبات وذللت الصعاب وقوبلت بعدد مرات لا يحصى من الرفض والفشل حتى نجحت في النهاية، بعبارة أخرى، أنت استحققت متلازمة المنتحل استحقاقاً. النجاح في هذه المرحلة قد يبدو جديداً وغير مألوف، فربما تكون المتلازمة هي استراتيجية الدفاع التي يستخدمها الجسم في سبيل التكيف مع النجاح الحالي.

قليلاً ما تصيب هذه المتلازمة، والتي سُميت باسمها منذ قرابة نصف قرن، النساء وأصحاب الإنجازات الكبيرة. سماحك لهذا الشعور بأن يصنفك كمتصنع أو محتال سيحول أهدافك دون وعي منك لحماية نفسك وتقليل إنجازاتك مما قد يدمر مستقبلك الوظيفي.

قد توعز نجاحك الأخير للحظ، لكن نظرة خاطفة على الحقائق واضعاً في الاعتبار سنوات من العمل الدؤوب والإصرار والمثابرة كفيلة بأن تقنعك أن الحظ أيضاً يُستحق. منصبك الجديد أو التقدير الذي تلقيته إنما هو تقدير لسنوات من العمل الجاد، ضغوط العمل التي تلازمك حتى في وقت راحتك وربما ليال لم تنمها. يعد شعورك بمتلازمة المنتحل احتفالاً بنجاحك وليس تسليماً بعدم كفاءتك.

لو لم تكن حريصاً على عملك لما كنت قلقاً على مستوى أدائك. أنت تريد أن تحقق إنجازات أكبر وتفخر بمسيرتك المهنية لكن الشلل الذي تخلفه هذه المتلازمة يمنعك من أن تنجز أكثر، أن تحقق نجاحات أكبر وأن تتعلم أكثر.

كثر هم من يريدون تحطيمك فلا تسمح للمتلازمة أن تحقق مبتغاهم. لم ترتكب لجنة القبول خطأ باختيارك أو حتى لجنة الترشيح للجوائز. لا تقلل من قدرتهم على معرفة من يستحق الفوز أو من يملك إمكانيات عظيمة، فهم يرون فيك ما لم تره في نفسك. تجاوز تلك السلوكيات النابعة من استنقاص الذات واعلم أن إصابتك بمتلازمة المنتحل مستحقة بالفعل، بل أنها بحد ذاتها نجاح.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: بلقيس الصالح

تويتر: balqees_a_

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!