هل يقيّم المعلمون الوالدين بدلاً من الطلاب؟!

هل يقيّم المعلمون الوالدين بدلاً من الطلاب؟!

19 مايو , 2022

ترجم بواسطة:

صفية الحربي

قد تعتمد درجات الطلاب بشكل أساسي على كفاءة الوالدين ومشاركتهم. وعن تجربة شخصية، عندما بدأت ابنتي المدرسة الإعدادية، نجحنا في الانتقال إليها معًا بصعوبة، فلقد زاد عدد المعلمين من واحد إلى سبعة، وهذا يعني إجراءات وأدوات وأنظمة وتقنيات مختلفة لتسليم الواجبات المنزلية. وبعد معرفة كيفية تسجيل الدخول إلى البوابة الإلكترونية، والعثور على الأداة أو الرابط الصحيح، ثم معرفة مكان إدراج المهمة، سنرى رمزًا مثل “ص ٩ س٩-٧” ونحاول معرفة التمرين المطلوب وأين يوجد، لقد أشفقت حينها على الأطفال الذين لم يكن لديهم شخص بالغ يساعدهم خلال هذه العملية المحبطة.

ليست كل الواجبات المنزلية مفيدة!

وأفادت دنيس بوب، الحاصلة على درجة الدكتوراه من كلية الدراسات العليا في ستانفورد: ” لا يوجد ارتباط حقيقي بين الواجبات المنزلية والإنجاز بالنسبة لأطفال المدارس الابتدائية.  حيث أنه بدءًا من المدرسة الإعدادية فصاعدًا، يبدأ ظهور الارتباط.  ولكن الارتباط بين الواجبات والأداء يتلاشى بعد 90 دقيقة بالنسبة للمدرسة الإعدادية وساعتين فقط للمدرسة الثانوية”.

وشاركت الكاتبة بوب في تأسيس منظمة غير ربحية استنادًا إلى بحثها في ستانفورد، وتنشر هذه المنظمة منذ ذلك الحين إرشادات دقيقة في هذا المجال.

ولقد اكتشفت بوب في (2015) ما يلي:

  • لا توجد علاقة بين الواجبات المنزلية في السنوات الابتدائية والنجاح المستقبلي للطفل.
  • ففي الواقع، لا نجد أي ارتباط بين الواجبات المنزلية في السنوات الابتدائية وأشياء مثل تعليم مسؤولية الطفل، أو تعليمهم كيف يعتنون بأنفسهم وتحمل مسؤولية أغراضهم.
  • لا توجد علاقة أبدًا بين الواجب المنزلي في المرحلة الابتدائية والمستقبل، ولكن هناك صلة بين القراءة الحرة وتحسين الأداء الأكاديمي في السنوات الجامعية.

وبشأن المراهقين، اكتشف الباحثون تفوقًا في الأداء الأكاديمي عندما يؤدي طلاب المدارس الإعدادية ما يصل إلى ساعة من الواجبات المنزلية، ويؤدي طلاب المدارس الثانوية ما يصل إلى ساعتين يوميًا. ولكن بدأت هذه التأثيرات تتلاشى بشكل ملحوظ عند قيام الطلاب بمزيد من العمل.

بالإضافة إلى ذلك، يعاني الطلاب المثقلون بالواجبات المنزلية من الإرهاق وضياع الوقت لأنشطة الإثراء وضياع الوقت للأسرة والحرمان من النوم، بالإضافة الى التوتر. وقد يكون الواجب المنزلي المعين من قبل المعلم تحت هذا الحد المقبول، ولكن إذا كان المعلم واحدًا من عدة مدرسين لدى الطالب، فيجب على المعلم حساب جزء صغير فقط من الحد الزمني للواجب المنزلي المشترك.

هل كل الواجبات المنزلية غير عادلة!

يعارض العديد من الخبراء هذا الرأي لأن لدى الطلاب بيئات منزلية مختلفة اختلافًا جذريًا من حيث:

• القدرة على تحمل تكاليف المعلمين والمستلزمات.

• حضور البالغين أو قدرتهم على المساعدة.

• بيئة مواتية للتركيز.

• قضاء وقت بعيدًا عن دعم الأسرة (مثل أن يتحمل بعض الطلاب المسؤولية الكاملة عن أشقائهم الصغار عندما يكونون في المنزل).

ولكن كشفت دراسة استقصائية شملت 800 معلم في الولايات المتحدة أن 73٪ من المعلمين أفادوا أن عدم وصول طلابهم إلى التكنولوجيا أو الإنترنت الموثوق به كان عقبة إلى حد ما بنسبة (43٪) أو خطيرة جدًا بنسبة (40٪) أثناء التدريس عبر الإنترنت. وذكر 87٪ من المعلمين أن الوصول المحدود إلى بيئة تعليمية مكتملة كان إلى حد ما (47٪) أو (40٪) وهذا يؤثر كثيراً على الطلاب (تربويون من أجل التميز، 2021).

كما جُمعت أرقام المسح هذه بعد 9 أشهر من التعلم عن بعد، بعد أن كان لدى المناطق بعض الوقت لمعالجة مشاكل الوصول، ويزعم خمسيّ المعلمين أن كل من التكنولوجيا أو الوصول الموثوق به إلى الإنترنت والوصول المحدود إلى بيئة التعلم المواتية كانت عقبات ” خطيرة للغاية ” لطلابهم. وقد يرتفع هذا الرقم إلى ما يقارب النصف من المعلمين الذين أبلغوا عن مشاكل الوصول هذه لدى الطلاب ذوي الدخل المنخفض أو الطلاب من عرق مختلف أو لدى متعلمي اللغة الإنجليزية الجدد.

وعند حلول مايو من عام 2020، كان العديد من الأهل يعملون جنبًا إلى جنب مع الطلاب من المنزل، حيث أفاد 6٪ فقط من المعلمين أن جميع طلابهم (أو 23٪ على الأقل) لديهم أشخاص بالغين يمكنهم مساعدتهم في العمل المدرسي.

وكتب خبير التعليم دوج ريفز أكثر من 40 كتابًا في مجال التعليم وحصل على جائزة (المساهمة في تقدم حقل التعليم). حيث قال : “الالتزام بالمساواة يعني  أن النجاح في المدرسة لا يعتمد على ظروف المنزل على وجه الخصوص، فيمكن للطالب تحقيق التميز الأكاديمي بناءً على العمل الذي ينجزه خلال اليوم الدراسي”.

فإذا كانت درجات الطلاب تعتمد على كفاءة الوالدين ومشاركتهم، فإنها تستند إلى شيء لا يتحكم فيه هؤلاء الطلاب.

النوع الوحيد من الواجب المنزلي الذي وجد أنه يفيد بانتظام لجميع المستويات الدراسية هو القراءة الحرة، مع إمكانية توفير المدرسة للكتب التي يمكن أخذها إلى المنزل، ويوفر هذا الخيار مزيدًا من المرونة للطلاب في جميع ظروف المنزل.

وأخيرًا، يجب أن تكون الفائدة المحتملة لكل مهمة دراسية للطالب، بالإضافة إلى توافقها مع الإنصاف، في طليعة أذهان المعلمين عند تعيينهم للعمل. فبهذه الطريقة سيحصل الطلاب على أفضل خيارات الواجبات المنزلية الممكنة.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: صفيه الحربي

تويتر: @language_ae

مراجعة وتدقيق: د.فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!