الألعاب كوسيلة علاجية للأشخاص الذين يعانون من فقدان اللغة

الألعاب كوسيلة علاجية للأشخاص الذين يعانون من فقدان اللغة

13 يوليو , 2021

ترجم بواسطة:

سماح الرفاعي

دقق بواسطة:

Norah Suhluli

بقلم: تايلور كوبوتا، جامعة ستانفورد

في السنة التي عمل فيها الكثير منا عبر الانترنت، اجتمعت مجموعة صغيرة على شبكة الانترنت لأجل الهدف المشترك المتمثل في إتاحة علاج المخاطبة واللغة بشكل واسع دون إغفال جانب المتعة في العلاج. ويسمى مشروعهم بألعاب الحُبْسَة الكلامية المفيدة للصحة، وركز المشروع على إنتاج ألعاب تقدم فوائد علاجية للأشخاص المصابين بالحُبْسَة الكلامية وهو اضطراب لغوي يؤثر على القدرة على الكلام والفهم والقراءة والكتابة وغالباً ما يكون نتيجة لإصابة في الرأس أو بسبب سكتة دماغية. ولا يقل عن ذلك أهمية بالنسبة للمجموعة أن تكون الألعاب مسلية وجماعية وسهلة وبأسعار في متناول الجميع.  

وتقول كاثرين هايمس، طالبة دراسات عليا في تخصص اللغويات بجامعة ستانفورد وهي تدير نصف استديو ألعاب ثورني لتصميم الألعاب المستقلة المعروفة بـ (الإندي) كما كانت عضواً رئيسياً لفريق ألعاب الحُبْسَة الكلامية المفيدة للصحة: “عُرفت الألعاب بأنها طريقة للإلهاء والتسلية الممزوجة بالسخف، غير أن هناك عالماً ضخماً مليئاً بالألعاب التي تصب أهدافها في مجالات أخرى أيضاً كدعم إعادة التأهيل ولتمكنك من إدارة حياتك. وهذا المشروع يعد جزءاً من هذا المجال”.

وقد أسس الأكاديمي – أخصائي التخاطب ويليام إيفانز من جامعة بيتسبرغ – ألعاب الحُبْسَة الكلامية المفيدة للصحة، وتتضمن هذه الألعاب أشخاصاً مصابين بالحُبْسَة الكلامية من المجموعة الداعمة المسماة بالتواصل للتعافي من الحُبْسَة الكلامية التابعة لكلية بجامعة كارنيجي ميلون، إضافة إلى هايمس وشريكها من استديو ألعاب ثورني هاكان سياليوغلو. وقد قاموا معاً بتعيين مصممي ألعاب آخرين لإكمال فريقهم. وعلى مدار السنة، قامت المجموعة بتطوير ثلاثة نماذج ألعاب والمتوفرة حالياً على الانترنت باسم: قطة الوزير واختبار الأداء وهل ترى ما أراه.

وتقول ديدرا براون، وهى عضو آخر من فريق ألعاب الحُبْسَة الكلامية المفيدة للصحة وعضو في مجموعة التواصل للتعافي من الحُبْسَة الكلامية، وهي مصابة أيضاً بهذا الاضطراب: “لا يوجد الكثير من الألعاب المصممة خصيصاً للمصابين بالحُبْسَة الكلامية. وقد لعب الكثير من الناس الألعاب قبل إصابتهم، وأنا أحب أن ألعب الألعاب، ولكن بعد حدوث الإصابة، يرفض المصابين لعب الألعاب نظراً لصعوبتها البالغة،” وتضيف بروان حول الألعاب: “إن الألعاب تساعد في تدريب الدماغ والتحسن والتعافي”.

ويُعتبر هذا المشروع أساسياً لرسالة الماجستير لهايمس وبإشراف من الأستاذ كريستوفر بوتس، رئيس قسم اللغويات بجامعة ستانفورد بكلية الإنسانيات والعلوم.

ويقول بوتس: “إنه لمشروع طموح ذلك الذي بدأته كيت بنفسها بينما لاتزال تزاول مهنتها، وهي تسعى الآن للعمل عليه كمشروع بحثي لرسالة الماجستير. وإنه كذلك لمشروع مثير للغاية لكونه متعدد التخصصات إذ يحمل في طياته تأثيراً مجتمعياً كبيراً”.

التسلية الموجهة للمجتمع

تعتمد عملية صناعة هذه الألعاب على تصميم مشترك موحدة تجارب الأشخاص المصابين بالحُبْسَة الكلامية وخبرة أخصائيي التخاطب الأكاديميين ومهارات مصممي الألعاب. وهذا يعني أن الفريق في حاجة إلى إيجاد أسلوب إنتاجي لكي يتمكن أشخاص من خلفيات مختلفة من العمل معاً إضافة إلى تحقيق هدفهم في تصميم ألعاب علاجية. وكجزء من هذه العملية، شارك مصممو الألعاب في جلسات علاج جماعية، وكذلك تعلّم أعضاء مجتمع الحُبْسَة الكلامية أفضل الممارسات لتقديم انطباعات عن الألعاب.

قامت هايمس وسياليوغلو بتيسير عملية التصميم المشترك، إذ تمر المنتجات النهائية بثلاث مراحل مكونة من ورش عمل عبر الانترنت حيث يتم فيها تقديم الألعاب وتجربتها ومناقشتها.

وهذا استعراض للعبة “هل ترى ما أراه”، وهى لعبة صُممت كجزء من ألعاب الحُبْسَة الكلامية لأجل المبادرة الصحية، حيث تضافرت جهود أعضاء مجتمع الحُبْسَة الكلامية ومصممي الألعاب وأخصائيي التخاطب اللغوي لصناعة ألعاب ملائمة للحُبْسَة الكلامية قائمة على مبادئ علاجية.

وتقول هايمس: ” يشكل التصميم المشترك جزءاً جوهرياً من هذا المجهود، إذ لم يكن الأمر يتمحور فقط حول محاولة الممارسين الصحيين أن يصمموا ألعاباً للمرضى المعزولين أو محاولة مصممي الألعاب عمل ذلك بأنفسهم، بل كان للتعاون الصادر من هذا المجتمع القوي الأثر الجليّ في جعل تصميم الألعاب أمراً ممكناً”.

وتقول بروان: ” كان إبداعهم في حالة تصاعد سريع، وكان من الرائع رؤية ذلك”. مشيرة بقولها إلى مصممي الألعاب. وأضافت أن الجزء الأصعب من العملية يكمن في اختيار ثلاثة أفكار فقط للألعاب من بين العديد من الأفكار التي عرضها مصممو الألعاب.

وهناك خمس توجيهات لابد من اتباعها لكل تصميم وهي:

1. أن تكون مستندة إلى أساليب علاجية مثبتة.

2. أن يكون هناك مجالاً لتقديم انطباعات داعمة للأداء خلال اللعب، وعُرفت هذه العملية بأنها مجدية في البيئات العلاجية.

3. أن تحتوي كل لعبة على عدة مستويات من التحديات القابلة لاستيعاب اختلافات الحُبْسَة الكلامية.

4. أن تكون الألعاب قابلة للعب على المدى الطويل خلافاً للألغاز – على سبيل المثال – التي تُحل مرة واحدة.

5. أن تناسب احتياجات مجتمع الحُبْسَة الكلامية المتنوع بأن تكون بتكلفة معقولة، وقابلة للعب على شبكة الانترنت وخارجها، وشاملة لجميع اللاعبين بمن فيهم المصابين بالحُبْسَة الكلامية.

وكانت إحدى الألعاب الأخيرة من نوع السرد القصصي وهي (قطة الوزير) والثانية تعتمد على الارتجال والذاكرة وهي (تجربة الأداء) والثالثة عبارة عن مواجهة افتراضية للإجابة عن 20 سؤال وهي (هل ترى ما أراه)، وكانت كل واحدة منها بقيادة مصمم ألعاب مختلف بدعم من فريق التصميم المشترك.

البقاء على تواصل

ينوي فريق ألعاب الحُبْسَة الكلامية المفيدة للصحة أن يجعل الألعاب مفيدة على المدى الطويل كأدوات لإعادة التأهيل والتعافي، وينبغي عدم التغاضي عن دورها الإضافي كأداة للتواصل الاجتماعي. وقد تسبب الحُبْسَة الكلامية عزلة شديدة لكونها اضطراباً في التواصل. وانطلاقاً مما سلف، فإن الألعاب التي يمكن لعبها على شبكة الانترنت وخارجها وتستوعب أشكالاً مختلفة من فقدان اللغة أو أن تكون بلا تمييز إطلاقاً، ستوفر فرصة مذهلة.

وأجابت براون عندما سُألت عن أقصى ما تريد إيصاله للناس عن الحُبْسَة الكلامية: “إن الحُبْسَة الكلامية لا تؤثر على ذكائك، وقد يبدو لك العكس، ولكنها في الواقع لا تؤثر. فنحن لا نزال على قيد الحياة ولا نزال موجودين ومطلعين فلا تنبذنا”.

وبالنسبة للأشخاص الغير مصابين بالحُبْسَة الكلامية الذين يلعبون هذه الألعاب مع أعضاء مجتمع الحُبْسَة الكلامية، تنصحهم براون بالتحلي بالصبر والتكرار والتحدث ببطء والتركيز على الأسئلة التي تكون إجابتها “نعم” أو “لا” وأن يكونوا على وعي بأن احتياجات التواصل والميول تختلف من شخص إلى آخر.

وتتمثل الخطوة التالية بالنسبة لفريق ألعاب الحُبْسَة الكلامية المفيدة للصحة بأن يستمروا باختبار وتحسين النماذج وذلك بالتعاون مع مجموعات الحُبْسَة الكلامية الداعمة في أنحاء البلاد للتأكد من بلوغ أهدافهم الأصلية. ومع ذلك، فإن نماذج الألعاب متاحة للجميع للتحميل وللعب المجاني في الوقت الحالي.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سماح عيد

مراجعة: نورة صهلولي


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!