دراسة تكشف عن المناخ كمحرك رئيسي للتغيرات في حجم الجسم على مدى المليون سنة الماضية

دراسة تكشف عن المناخ كمحرك رئيسي للتغيرات في حجم الجسم على مدى المليون سنة الماضية

8 فبراير , 2022

ترجم بواسطة:

آلاء خريس

قام فريق متعدد التخصصات من الباحثين، بقيادة جامعتي كامبريدج وتوبنغن، بجمع قياسات لحجم الجسم والدماغ لأكثر من 300 حفرية من جنس الإنسان الموجود في جميع أنحاء العالم.

ومن خلال الجمع بين هذه البيانات وإعادة بناء المناخات الإقليمية في العالم على مدى المليون سنة الماضية، فقد حددوا المناخ العامل المؤثر الذي كان يعيشه كل أحفوري عندما كان إنساناً حياً.

وتكشف الدراسة عن أن متوسط حجم جسم الإنسان قد تغير بشكل كبير على مدى الأعوام المليون الماضية، حيث تتطور الأجسام الأكبر حجماً في المناطق الأكثر برودة. ويعتقد أن الحجم الأكبر يعمل كحاجز ضد درجات الحرارة الأكثر برودة: حيث يتم فقدان حرارة أقل من الجسم عندما تكون كتلته كبيرة بالنسبة لمساحة سطحه،  النتائج تم نشرها في مجلة نيتشر Nature Communications.

حيث ظهر جنسنا البشري، الإنسان العاقل، منذ حوالي 300000 عام في إفريقيا. و لكن بصفة عامة،  وُجد جنس الإنسان لفترة أطول من ذلك بكثير، ويشمل جنس الإنسان البشر البدائيون والأنواع المنقرضة الأخرى ذات الصلة، مثل الإنسان الماهر “هومو هابيلس” والإنسان المنتصب “هومو إريكتوس” .

إن السمة المميزة لتطور جنسنا متوجهة نحو زيادة حجم الجسم والدماغ؛ بالمقارنة مع الأنواع السابقة، مثل الإنسان الهابيليس، فنحن أثقل ب 50٪ وأدمغتنا أكبر بثلاث مرات. ولكن الدوافع وراء مثل هذه التغييرات لا تزال موضع نقاش كبير.

” تشير دراستنا إلى أن المناخ، وخاصةً درجة الحرارة، كان المحرك الرئيسي للتغيرات في حجم الجسم على مدار المليون سنة الماضية “. حسبما صرح أندريا مانيكا، أستاذ وباحث، قسم علم الحيوان، جامعة كامبريدج.  وأضاف: “يمكننا أن نرى من الناس الذين يعيشون اليوم أن أولئك الذين يعيشون في مناخات أكثر دفئاً يميلون إلى أن يكونوا أصغر، وأولئك الذين يعيشون في مناخات أكثر برودة يميلون إلى أن يكونوا أكبر. ونحن نعلم الآن أن نفس التأثيرات المناخية كانت تؤثر منذ ملايين السنين الماضية”.

كما نظر الباحثون في تأثير العوامل البيئية على حجم الدماغ في نوع الإنسان، ولكن الارتباطات كانت ضعيفة بشكل عام.

حيث كان حجم الدماغ يميل إلى أن يكون أكبر عندما كان يعيش الإنسان في المواطن الطبيعية التي بها نباتات أقل، مثل السهول والمراعي، ولكن أيضاً في مناطق أكثر استقراراً بيئياً. وبالإضافة إلى البيانات الأثرية، تشير النتائج إلى أن الأشخاص الذين يعيشون في هذه المواطن كانوا يصطادون الحيوانات الضخمة كغذاء، وهي مهمة معقدة ربما كانت السبب في تطور الأدمغة الأكبر حجماً.

وصرح الدكتور مانويل ويل في جامعة توبنغن، ألمانيا، الباحث الأول للدراسة: “لقد وجدنا أن هناك عوامل مختلفة تحدد حجم الدماغ وحجم الجسم، فهما ليسا تحت نفس الضغوط التطورية. البيئة لها تأثير على حجم أجسامنا أكبر بكثير من حجم أدمغتنا”.

وأضاف: “هناك تأثير بيئي غير مباشر على حجم الدماغ في المناطق الأكثر استقراراً وانفتاحاً، وذلك لأن كمية المغذيات المكتسبة من البيئة لابد وأن تكون كافية للسماح بصيانة ونمو أدمغتنا الكبيرة التي تتطلب الطاقة بشكل خاص”.

ويشير هذا البحث أيضاً إلى أن العوامل غير البيئية كانت أكثر أهمية لإنتاج أدمغة أكبر من المناخ . حيث تعتبر العوامل غير البيئية، مثل التحديات المعرفية الإضافية للحياة الاجتماعية المعقدة بشكل متزايد، والأنظمة الغذائية الأكثر تنوعاً، والتقنية الأكثر تعقيداً، هي العوامل الأكثر تأثيراً.

كما صرح الباحثون إن هناك أدلة جيدة على أن جسم الإنسان وحجم الدماغ يستمران في التطور. ولا يزال جسم الإنسان يتكيف مع درجات الحرارة المختلفة، حيث يعيش الأشخاص ذوو الأجسام الأكبر في المتوسط في مناخات أكثر برودة اليوم.  ويبدو أن حجم الدماغ في جنسنا البشري يتقلص منذ بداية عصر الهولوسين (أي منذ حوالي 11650 سنة). وقد يؤدي الاعتماد المتزايد على التقنية، مثل الاستعانة بمصادر خارجية للقيام بمهام معقدة على أجهزة الكمبيوتر، إلى تقلص الأدمغة على مدى آلاف السنين القادمة. وقال مانيكا : “من الممتع التكهن بما سيحدث لأحجام الجسم والدماغ في المستقبل، لكن يجب أن نكون حذرين من أن نستنتج الكثير استناداً إلى المليون عام الماضية لأن العديد من العوامل يمكن أن تتغير”.

المصدر: https://www.news-medical.net

 ترجمة: آلاء حاتم خريس

تويتر: khrais_alaa

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!