crossorigin="anonymous">
12 مارس , 2021
مرض الزهايمر هو حالة تحلل عصبي، يتصف بتراكم كتل من بروتين يدعى أميلويد بيتا (Beta-amyloid) في الدماغ. و محاولة معرفة سبب وجود هذه التكتلات والمعروفة باسم اللويحات (Plaques)، و الدور الذي تلعبه في تطور المرض، هو مجال واسع للبحث لتطوير استراتيجيات الوقاية والعلاج .
وجدت الدراسات الحديثة أن أميلويد بيتا له خصائص مضادة للفيروسات والميكروبات، مما يشير إلى وجود صلة محتملة بين الاستجابة المناعية ضد العدوى وتطور مرض الزهايمر.
اكتشف علماء الأحياء الكيميائية في معهد Sloan Kettering دليلاً واضحًا على وجود هذه الصلة: هناك بروتين يسمى (IFITM3) يشارك في الاستجابة المناعية ضد مسببات الأمراض، و يلعب دورًا رئيسيًا في تراكم أميلويد بيتا في اللويحات.
يقول عالم الأحياء الكيميائية يو منج لي، من معهد Sloan Kettering: “نعلم أن الجهاز المناعي له دور في مرض الزهايمر، فهو يساعد في إزالة لويحات أميلويد بيتا من الدماغ على سبيل المثال. لكن هذا هو أول دليل مباشر على أن الاستجابة المناعية تساهم في إنتاج لويحات أميلويد بيتا والتي تعتبر سمة خاصة بمرض الزهايمر”.
أوضح الدكتور لي وفريقه في ورقة بحثية نُشرت في الثاني من سبتمبر في مجلة نيتشر أن بروتين IFITM3 يغير من نشاط إنزيم يُدعى جاما سيكريتيز الذي يقطع البروتينات الأولية إلى أجزاء من أميلويد بيتا والتي تشكل اللويحات.
ووجدوا أن إزالة بروتين IFITM3 من فأر التجارب قلل من نشاط إنزيم جاما سيكريتيز، ونتيجة لذلك قلّ عدد لويحات أميلويد بيتا لدى فئران التجارب .
وقد برز الالتهاب العصبي، أو التهاب الدماغ، كموضوع مهم للبحث ضمن الأبحاث المختصة بمرض الزهايمر. ويظهر أن مؤشرات الالتهاب، مثل الجزيئات المناعية التي تسمى بالسيتوكينات (Cytokines)، ازداد معدلها لدى فئران تجارب مرض الزهايمر وفي أدمغة المرضى المصابين به. وتعتبر دراسة الدكتور لي أول دراسة تربط مباشرة بين الالتهاب العصبي وتكون اللويحات عن طريق بروتين IFITM3 .
يعرف العلماء أن إنتاج بروتين IFITM3 يبدأ استجابة لتنشيط جهاز المناعة بسبب غزو الفيروسات والبكتيريا. وتشيرهذه الملاحظات – بالإضافة إلى النتائج الجديدة من مختبر الدكتورلي والتي تفيد بأن بروتين IFITM3 يساهم بشكل مباشر في تكوين اللويحات – تشير إلى أن الالتهابات الفيروسية والبكتيرية يمكن أن تزيد من خطر الإصابة بمرض الزهايمر. وبالفعل، وجد الدكتور لي وزملاؤه أن مستوى IFITM3 في عينات الدماغ البشري مرتبط بمستويات بعض أنواع العدوى الفيروسية، بالإضافة إلى نشاط جاما سيكريتيز وإفراز أميلويد بيتا.
ووجد الباحثون أن العمر هو عامل الخطر الأول لمرض الزهايمر، وأن مستويات مؤشرات الالتهاب وبروتين IFITM3 تزداد مع تقدم العمر لدى الفئران. كما اكتشفوا أيضًا أن بروتين IFITM3 يزداد لدى فئة من مرضى الزهايمر متأخر الظهور، مما يعني إمكانية استخدام بروتين IFITM3 كمؤشر حيوي لتحديد فئة المرضى الذين قد يستفيدون من العلاجات الموجهة ضد بروتين IFITM3.
الخطة التالية للباحثين هي البحث في كيفية تفاعل بروتين IFITM3 مع انزيم جاما سيكريتيزعلى المستويين الجزيئي والذري، و دوره في الالتهاب العصبي في حيوانات التجارب، كما أنهم سيدرسون دور البروتين IFITM3 كمؤشر حيوي للمرض وكهدف محتمل للأدوية الجديدة المصممة لعلاج الزهايمر.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: مزون مسفر الدوسري
تويتر: @__Ilmare
تدقيق ومراجعة : ديمة حنون
تويتر: Dhanoon3
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً