لعب الآباء مع أطفالهم يصنع فارقًا كبيرًا في مستقبل الطفل

لعب الآباء مع أطفالهم يصنع فارقًا كبيرًا في مستقبل الطفل

12 نوفمبر , 2020

ترجم بواسطة:

الهام عبد الله

دقق بواسطة:

سمية فالح

يذكر المقال اختلاف طرق لعب الآباء والأمهات مع أطفالهم وتأثير ذلك على شخصياتهم وسلوكهم مستقبلاً.

أب يلعب مع طفله

يتوقع العلماء أن الآباء الذين يخصصون أوقات للعب مع أبنائهم عن عمر صغير يزيد من سيطرتهم لتصرفاتهم حين يكبرون.

 في دراسة لأكاديميين من كلية التربية بجامعة كامبريدج ومؤسسة LEGO جُمعت أدلة متفرقة منذ أكثر من أربعون سنة لفهم طريقة لعب الآباء مع أطفالهم في سن صغير جداً ( أقل من ثلاث سنوات). حيث تهدف هذه الدراسة الى معرفة أثر اللعب على تنمية هؤلاء الأطفال و ما إذا كان لعب الآباء معهم يختلف عن طريقة الأمهات.

و بالرغم من تشابه طرق الآباء والأمهات في اللعب في بعض الأوجه الا أن النتائج تشير الى أن الآباء يميلون أكثر للعب الحركي في اختيارهم مثل الدغدغة والمطاردة والركوب على ظهر الآباء. حيث يبدو وكأن هذا اللعب يساعد الأطفال في ضبط مشاعرهم و تقييم تصرفاتهم لاحقاً خاصةً في الأماكن التي يحتاجون فيها هذه المهارات مثل المدرسة .

قال بول رامشانداني ، أستاذ اللعب في التعليم والتنمية والتعلم في جامعة كامبريدج: «من المهم أيضاً عدم المبالغة في تأثير لعب الأب مع الطفل طالما أن هناك حدود لهذا البحث فلا نستطيع معرفة كل شيء ، ولكن نستطيع اثبات أن الأطفال الذين يحصلون على وقت كافي من اللعب مع آبائهم يفيدهم كمجموعة».

قالت الدكتورة كيارا لافيرتي ، من مؤسسة  LEGO:«يُقترح أن تكون هناك سياسة تعطي الآباء والأمهات وقت ومساحة للعب مع أطفالهم في هذه المراحل الحرجة. وكما هو  المعتاد حتى اليوم , يكتشف الأب حين اجتماع الآباء مع أطفالهم أنه ليس الأب الوحيد. حيث بدأت الثقافات بالتغيير ولكن نحتاج الى المزيد».

ومن المعروف أن لعب الوالدين مع أطفالهم عن عمر صغير يعزّز بداخلهم مهارات التواصل و الاجتماع و الإدراك. وبالرغم من ذلك ترّكز أغلب الدراسات على الأمهات وأثرهم على أطفالهم في مقابل أن الدراسات التي تخص الآباء وأطفالهم محدودة جداً أو مستمدة من بحث أخر. قال رامتشانداني: «لذلك حاولنا أن نجمع كل معلومة تضيف لنا في هذا الموضوع تساعدنا في استخلاص أي فائدة».

وقد استعرضت جامعة كامبريدج معلومات من ٧٨ دراسة من ٢٠١٧-١٩٧٧ كانت أغلبها من أوروبا أو أمريكا الشمالية. حللّ فيها الباحثون هذه المعلومات المجمّعة لرسم نمط معين عن مرات لعب الآباء مع أطفالهم ، وطبيعة هذا اللعب و تأثيره على نمو الأطفال. وكانت النتيجة أن أغلب الآباء يلعبون مع أطفالهم كل يوم. ويميل لعب الآباء حتى مع الأطفال الصغار بأن يكون حركي أكثر، فيقتصر لعبهم مع المواليد في حملهم و مداعبة أطرافهم وبخلاف ذلك مع الأكبر فيميل الآباء الى اللعب الأكثر خشونة مثل المطاردة.

وقد أخبرت أيضاً أغلب هذه الدراسات أن هناك رابط وثيق بين لعب الآباء مع أطفالهم و سيطرة الأطفال لاحقاً على مشاعرهم. كما أن الأطفال الذين يحظون بوقت كافي من اللعب مع أباءهم أقل عرضة للإصابة بفرط الحركة و المشكلات العاطفية والسلوكية و بالمقابل أكثر سيطرة على غضبهم وأقل عدوانية على الأطفال الأخرين في المدرسة.

وقد يكون السبب خلف ذلك هي طريقة اللعب التي يختارها الآباء مناسبة في تطوير هذه المهارات.

علّق رامتشانداني:«يخلق اللعب الجسدي مواقف ممتعة ومثيرة حيث يطبق الطفل فيه التنظيم الذاتي». « قد تتعلم أيضاً كيف تسيطر على قوتك وتقدير الأمور أو حتى الإحساس بملامسة أبيك لأطرافك».

« كما أنها تعتبر بيئة آمنة للأطفال فيتدربون فيها على كيفية الاستجابة. فيتم تنبيه الطفل فيها إذا أخطأ حتى يستجيب بشكل مختلف و مناسب في المرة القادمة».

وأثبتت الدراسات أيضاً أن لعب الآباء مع الأطفال يكون أكثر اذ كان الطفل في سن صغير ويقل كلما كبر الطفل (من ٦ الى ١٢ سنة). وكما ذكرنا سابقاً، قد يعود السبب الى أن اللعب الجسدي الذي يختاره الآباء مهم للأطفال الأصغر حتى يتغلبون فيه على التحديات في مواجهة العالم الخارجي خصوصاً في المدرسة.

وبالرغم من فوائد لعب الآباء مع أطفالهم الا أن الكاتب يؤكد أن الأطفال الذين يعيشون مع أمهاتهم ليس بالضروري أن يعانون من ضرر.

أضاف رامتشانداني: «أحد الأشياء التي يشير إليها بحثنا مرارًا وتكرارًا، هو أهمية التنويع بين الألعاب التي يتلقاها الطفل، وبالطبع لدى الأمهات القدرة على اللعب الجسدي مع الأطفال أيضًا». «يختلف الوالدين في ميولهم في الألعاب بالتأكيد لكن جزء من مهمتك كأب أو أم أن تغامر وتجرب الجديد، فالطفل يستفيد كلما تنوع لعبه واختلفت ردات (ردود) فعله».

المصدر : https://medicalxpress.com

ترجمة : الهام عبدالله

تويتر: Elhamab5

تدقيق : سمية فالح القنور


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!