crossorigin="anonymous">
28 يونيو , 2025
اكتشف الفريق البحثي بقيادة عالم وطبيب في كلية الطب جامعة أريزونا ومركز سارفر للقلب بمدينة توسان أن مجموعة من المرضى ممن لديهم قلوب صناعية تتجدد عضلة القلب لديهم، مما يفتح أبوابًا جديدة للعلاج وربما الشفاء من قصور القلب ذات يوم. نُشرت هذه النتائج بجريدة Circulation.
يؤثر قصور القلب على نحو 7 ملايين بالغ بالولايات المتحدة كما أنه مسؤول عن 14% من الوفيات سنويًا، وذلك طبقًا لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها. ليس هناك علاج لقصور القلب، ولكن تستطيع الأدوية أن تبطئ تطوره. العلاج الوحيد لقصور القلب المتقدم -بخلاف الزرع- هو استبدال الضخ بقلب صناعي، ويسمى جهاز مساعدة البطين الأيسر، مما يساعد القلب على ضخ الدم.
قال هشام صادق -حاصل على درجة الدكتوراة في الطب ومدير مركز سارفر للقلب ورئيس قسم أمراض القلب بكلية الطب جامعة أريزونا ومديرية الطب بمدينة توسان- أن “العضلات الهيكلية لديها قدرة هائلة على التجدد بعد الإصابة، فإذا كنت تلعب كرة القدم، وتمزقت عضلة لديك، فستحتاج لإراحتها وستشفى، وأنه عند إصابة عضلة القلب، فهي لا تنمو مجددًا، وليس لدينا ما يعوض فقدها”.
وقد قاد صادق تعاونًا بين الخبراء الدوليين للتحقق فيما إذا كانت عضلات القلب قابلة للتجدد.
وقد بدأت هذه المهمة بأنسجة من مرضى لديهم قلب صناعي مقدمة من زملاء بجامعة يوتا للصحة وكلية الطب بقيادة ستافروس دراكوس الحاصل على درجة الدكتوراة في الطب ورائد في التعافي بواسطة جهاز مساعد البطين الأيسر. وقاد كل من جوناس فريسين وأولاف بيرجمان -حاصلان على درجة الدكتوراة في الطب من معهد كارولينسكا في ستوكهولم- فرقًا بالسويد وألمانيا مستخدمان طريقتهما الفريدة في تأريخ أنسجة القلب البشرية بالكربون لمعرفة ما إذا كانت هذه العينات تحتوي على خلايا تكونت حديثًا.
وقد وجد الباحثون أن خلايا عضلة القلب تتجدد عند المرضى ممن لديهم قلوب صناعية بأكثر من ستة أضعاف معدلها في القلوب السليمة.
وذكر صادق أن “هذا أقوى دليل لدينا -حتى الآن- على قدرة خلايا عضلة القلب البشرية على التجدد بالفعل، وأنه أمر حقًا مثير، لأنه يعزز فكرة أن هناك قدرة جوهرية لقلب الإنسان على التجدد. كما أنه يدعم بقوة النظرية القائلة بأن عدم قدرة عضلة القلب على ‘الراحة’ هي المحرك الرئيسي لقدرة القلب المفقودة على التجدد بعد الولادة بفترة قصيرة. ومن المحتمل استهداف المسارات الجزيئية التي تشارك في انقسام الخلايا لتعزيز قدرته على التجدد”.
يعد إيجاد طرق أفضل لعلاج قصور القلب أولوية قصوى لصادق ومركز سارفر للقلب. وتعتمد هذه الدراسة على البحث السابق لصادق في الراحة وتجدد عضلة القلب.
نشر صادق بحثًا أكاديميًا عام 2011 في مجلة Science حيث أوضحت أنه على الرغم من انقسام خلايا عضلة القلب داخل الرحم بنشاط، إلا أنها تتوقف عن الانقسام بعد الولادة لفترة قصيرة لتكرس طاقتها لضخ الدم للجسم دون توقف، فلا يوجد وقت للراحة.
وقد نَشر دليل على انقسام الخلايا عند المرضى ممن لديهم قلوب صناعية في عام 2014، مشيرًا إلى أن خلايا عضلة القلب لديهم ربما كانت تتجدد.
ودفعته هذه النتائج بالإضافة إلى ملاحظات فرق البحث الأخرى إلى أن أقلية المرضى ممن لديهم قلوب صناعية يمكنهم إزالة أجهزتهم بعد الشفاء من الأعراض إلى التساؤل عما إذا كانت هذه القلوب الصناعية توفر لعضلة القلب ما يعادل الراحة في الفراش لشخص يتعافى من إصابة كرة القدم.
وقال أن “هذه المضخة تدفع الدم عبر شريان الأورطي، مرورًا بالقلب، وأن القلب يستريح بشكل أساسي”.
أظهرت دراسات صادق السابقة أن هذه الراحة ربما تكون مفيدة لخلايا عضلة القلب، لكنه بحاجة إلى تصميم تجربة ما لتحديد ما إذا كان المرضى ممكن لديهم قلوب صناعية تتجدد العضلات لديهم بالفعل.
كما قال أنه “لم يظهر دليل قاطع حتى الآن على تجدد عضلة القلب عند البشر، وقدمت هذه الدراسة أدلة مباشرة”.
ومن ثم، يريد صادق فهم السبب عن قرابة 25% فقط من المرضى “يستجيبون” للقلوب الصناعية، بمعنى أن عضلة القلب لديهم تتجدد.
وقال إنه “لا يوجد سبب واضح لكون بعض المرضى مستجيبين والبعض الآخر غير مستجيبين، ولكن من الواضح أن المستجيبين لديهم القدرة على تجدد عضلة القلب”. “الجزء المثير الآن هو تحديد كيفية جعل الجميع يستجيب، لأنه إذا استطاع، فسيصبح علاج قصور القلب ممكنًا بشكل أساسي. وجمال هذا هو أن القلب الميكانيكي ليس علاجًا نأمل أن نقدمه لمرضانا في المستقبل، فهذه الأجهزة مجربة وموثوقة، وقد استخدمناها لسنوات”.
ترجمة: جهاد سيد علي
المصدر: https://medicalxpress.com
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً