تزايد النشاط البشري على الأنهار يضاعف آثار التغير المناخي

تزايد النشاط البشري على الأنهار يضاعف آثار التغير المناخي

13 أكتوبر , 2020

ترجم بواسطة:

ولاء الجشي

دقق بواسطة:

هيا الزير

دراسة جديدة توضح أثر الانسان السلبي على الطبيعة من عدة نواحي، حيث أن بناء السدود واستخراج المياه الجوفية تؤدي إلى تغيرات غير محمودة تتعرض لها الأنهار والتي قد تسبب آثار دائمة وفيضانات وذلك بسبب انخفاض مستوى الرواسب خلال فترة قصيرة جدًا.

نهر/river

 صرح باحثون إن موارد رزق ملايين الناس الذين يعيشون على أنظمة أكبر أنهار العالم تهددها مجموعة من الضغوطات الناجمة عن أنشطة البشر اليومية: الاقتصادية والاجتماعية والسياسية -بالإضافة إلى الآثار طويلة المدى لتغير المناخ.

وفي دراسة جديدة أعدها أستاذ علم الجيولوجيا والجغرافيا (جيم بيست) من جامعة إلينوي في أوربانا شامبين مع الأستاذ ستيفن داربي من جامعة ساوثهامبتون، حيث استخدم نهج النظرة الشاملة، لفحص صحة ومرونة أنهار العالم الكبيرة ودلتاواتها ومدى تأثرها بشدة الظروف.

نُشِر المقال في مجلة (ون إيرث).

 قال الباحثون إن الأنهار تستجيب للتغيرات في البيئة فتحدث عمليات التعرية والترسيب التلقائية. أي عندما لا تواجه الأنهار ظروفًا مناخية شديدة كالفيضانات، أو الجفاف، فإن هذه العمليات تقلل من آثار التغيرات عليها. وعلى أي حال، فإن كثيرًا من الدراسات الجديدة تشير بياناتها إلى أن  الممرات المائية الكبرى حول العالم ضعفت قدرتها على مواجهة الأخطار بسبب الأنشطة 

البشرية وآثار التغير المناخي المجتمعة والمتراكمة.

وقال (بيست):«إن لتغير المناخ أهمية كبيرة في تغيير وتيرة الفيضانات والجفاف أو حدتهما،

ولكن ضغوطات أخرى تؤثر على الأنهارالكبيرة، مثل بناء السدود، وتعدين الرواسب والتلوث، وتحويل مجرى المياه 

واستخراج المياه الجوفية، واستقدام الفصائل إلى غير بيئتها الطبيعية، كلها عواقب مباشرة تؤثر على الأنهار في فترة زمنية فورية».

على سبيل المثال، استعرض الفريق بحوثًا سابقة عن مسببات الفيضانات في دلتا نهر ميكونغ في جنوب شرق آسيا، 

وهي منطقة زراعية شاسعة يُزرع فيها الأرز ويستفيد من أراضيها نحو 18 مليون شخص. تشير هذه الدراسات إلى أن مشكلة هبوط أراضي الدلتا- أوغرقها- بسبب استخراج المياه الجوفية تحتها أصبحت أكبر، لأن المنطقة لا تحظى سوى بالقليل من الرواسب، بسبب تعلق الرواسب 

خلف السدود، وتعدين رمال قيعان الدلتا على نطاق واسع.

وقال (بيست):«إن الآثار الضارة لزيادة خطر حدوث الفيضانات بسبب انخفاض مستوى الرواسب وقلتها، تفوق حاليًا مخاطر ارتفاع مستوى سطح البحر الناتج عن التغير المناخي العالمي.ولكن نخشى أننا سنتجاوز مرحلة اللاعودة عندما تجتمع هذه الضغوطات كلها خلال١٠-٢٠ سنة قادمة».

كما ذكر التقرير أن للسياسة أيضًا دور مهم في صحة ومرونة مجاري الأنهار الرئيسية في العالم.على سبيل المثال، تعيق جائحة كورونا الحالية تنفيذ قوانين مراقبة التلوث في الولايات المتحدة ، أي يتجنب الملوثين العقوبات بحجة أن انتهاكاتهم للأنظمة هي بسبب الوباء.

وأضاف (بيست):«لقد رأينا في الماضي أدلة على تأثير أزمات سياسية ومجتمعية كهذه على مجاري الأنهار. حيث أدت الضغوط الناجمة عن حرب الخليج إلى زيادة تلوث المياه في حوضي دلجة والفرات، ومما زاد الوضع سوءًا بناء السدود على منبعيهما في تركيا».

أكد الباحثون على الحاجة الملحة لوجود إدارة بيئية على المستوى المحلي وحتى المستوى الدولي لمواجهة هذه 

المشاكل بكفاءة.

وصرح (بيست): ” يمكننا- نحن العلماء- أن نقوم ببعض الأشياء لرصد هذه المشكلة ومتابعتها،ولكنها تتطلب تعاونًا وثقة بين الدول لتحدث فرقًا. لانستطيع أن نشيح بأعيننا عن المشكلة، وعلينا أن نكرس جُل اهتمامنا على الظروف المتكررة قصيرة المدة. فإن المشكلة أكبر من مجرد تغير في المناخ».

المصدر: https://phys.org

ترجمة: ولاء الجشي

مراجعة: هياء الزير 


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!