crossorigin="anonymous">
5 أبريل , 2025
أصبح الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي جزءً لا يتجزأ من حياتنا اليومية كمستهلكين. وهذا التحول السريع أثر في طريقة عمل الشركات، حيث يتجه العديد منها نحو التسويق الرقمي.
ومع تزايد أهمية تحليل البيانات وسرعة استجابة الأسواق، من هنا يأتي دور الذكاء الاصطناعي (AI) كأداة تقنية تُمكّن أجهزة الكمبيوتر من أداء أنشطة مماثلة لأنشطة الدماغ البشري.
كما تشير الإحصائيات الحديثة إلى أن أغلب المسوقين قرابة 69.1% قاموا بدمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجياتهم التسويقية.
سنستعرض معًا في هذه المقالة أهم تطبيقات الذكاء الاصطناعي في التسويق الرقمي والتحديات التي تواجهه.
يعتمد التسويق الرقمي منصات الإنترنت للوصول إلى الجماهير المستهدفة بطرق مبتكرة، بدءً من الإعلانات إلى المحتوى المخصص وتجارب المستخدمين.
يرتكز التسويق الرقمي على العديد من تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتشمل الآتي:
تُستخدم روبوتات الدردشة الآلية للتفاعل مع العملاء في الوقت الفعلي على منصات الإنترنت، والإجابة على الأسئلة البسيطة وتوجيه تجربة المستخدم على موقع الويب.
ويمكن لهذه الروبوتات أن تتعلم وتتكيف مع مرور الوقت لتقديم إجابات أكثر دقة وجاذبية.
مثال:
شركة H&M تستخدم هذه الروبوتات لمساعدة العملاء في اختيار الملابس حسب تفضيلهم.
يمكن للشركات الآن بمساعدة الذكاء الاصطناعي تحليل كميات كبيرة من البيانات للحصول على رؤى دقيقة حول سلوك العملاء. يساعد هذا التحليل في تفاصيل المحتوى المقدم للعملاء وتوجيه الحملات الإعلانية بأكثر فعالية، مما يساعد على تحقيق أهداف الشركة بكفاءة.
مثال:
شركة كوكاكولا تستخدم تحليلات البيانات الكبيرة لفهم تفضيلات العملاء. فمثلاً، قامت بتحليل البيانات من وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة النكهات التي يحبها المستهلكون في أماكن مختلفة؛ مما ساعدها في تطوير منتجات جديدة تلبي تفضيلات محلية.
تتمكن الشركات من الوصول إلى الجمهور المستهدف من خلال استعمال تقنية الذكاء الاصطناعي بفعالية؛ حيث تُعرض الإعلانات المناسبة التي تتضمن محتوى ملائمًا للجمهور المستهدف.
مثال:
تعتمد شركة أمازون على الذكاء الاصطناعي لتحليل تاريخ تصفح العميل وعمليات الشراء السابقة، ثم توجيه إعلانات مخصصة تظهر للمستخدم المنتجات التي قد تهمه، مما يرفع معدلات النقر والتحويل.
تستخدم بعض الشركات خاصية التنبؤ بسلوكيات المستقبلية للجمهور بناءً على البيانات السابقة؛ مما يساهم في تحسين تجربة المستخدم، وزيادة رضاه.
مثال:
تستعمل Amazon و Netflix خوارزميات التوصيات القائمة على الذكاء الاصطناعي لاقتراح المنتجات والأفلام التي قد يهتم بها العملاء، مما يزيد من المشاركة والمبيعات.
يقدم الذكاء الاصطناعي فوائد متعددة في تحسين استراتيجيات التسويق، مما يجعل الحملات أكثر كفاءة ويضفي طابعًا شخصيًا وتفاعليًا على تجارب المستهلكين.
وتتمثل الفوائد في:
يتيح الذكاء الاصطناعي إمكانية التخصيص وفقًا لتفضيلات المستخدم وسلوكه، وبالتالي زيادة رضا العملاء.
توفر أدوات الذكاء الاصطناعي الوقت والموارد، حيث يمكن أتمتة العديد من المهام التقليدية التي تتطلب عملاً يدويًا.
يتيح الذكاء الاصطناعي للشركات التنبؤ بسلوك المستهلك في المستقبل بناءً على الأنماط السابقة، مما يساعد على تحسين استراتيجيات التسويق.
توجد بعض التحديات للذكاء الاصطناعي على الرغم من فوائده الكبيرة، وتشمل الآتي:
نظرًا لجمع كميات هائلة من البيانات الشخصية التي يتم جمعها من العملاء، تواجه الشركات تحديات في حماية هذه البيانات وضمان عدم تسريبها أو استخدامها بطرق غير قانونية؛ مما يتطلب من الشركات اتباع سياسات صارمة لحماية الخصوصية
يتطلب تطوير وتشغيل أنظمة الذكاء الاصطناعي موارد مالية كبيرة؛ مما يجعل من الصعب على الشركات الصغيرة والمتوسطة تبني هذه التقنية بسهولة.
يعتمد الذكاء الاصطناعي على بيانات دقيقة وموثوقة للحصول على نتائج فعالة. لذلك، فإن أي خلل في جودة البيانات يمكن أن يؤثر سلبًا على دقة التحليل.
في الختام، لقد أحدث الذكاء الاصطناعي (AI) ثورة في عالم التسويق الرقمي، حيث يوفر للشركات أدوات قوية لتحسين الكفاءة وزيادة مشاركة العملاء بطرق مبتكرة وشخصية. ومع ذلك، لتحقيق أقصى استفادة من هذه التكنولوجيا المتطورة، يجب على الشركات أن تضع في اعتبارها المخاوف المتعلقة بالخصوصية والتكاليف المرتفعة.
بقلم: د. هاجر الصايغ
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً