بمجرد أن بدأ البشر في إشعال النار ليلاً، لاحظوا أن الذباب والعث والفراشات والحشرات الأخرى تنجذب إلى الوهج. في الواقع، تعود سجلات العثور عليهم محاصرين في مدار مثل هذه الأضواء المنتجة صناعيًا إلى الإمبراطورية الرومانية. وتساءل بعض علماء الأحياء عما إذا كانت الحشرات تخلط بين الضوء الاصطناعي والقمر الذي تستخدمه بعض الحشرات للملاحة. واقترح آخرون أن الحشرات تنجذب إلى حرارتها بدلاً من ذلك. لكن البيانات الحركية اللازمة لاختبار التنبؤات نادرة للغاية. يعد تتبع مواقع الحشرات الصغيرة سريعة الحركة في الإضاءة المنخفضة أمرًا صعبًا من الناحية الفنية.

تحتاج الحشرات الطائرة إلى طريقة موثوقة لتحديد اتجاهها في الجو. وباعتبارها الجزء الأكثر سطوعًا في المجال البصري، فإن السماء تؤدي هذه الوظيفة – للإشارة إلى الاتجاه الذي نتجه إليه. يمكن أن يؤدي وجود مصادر الضوء النقطية الاصطناعية إلى تضليل أو إرباك إحساس الحشرة بالاتجاه. يمكن لليعسوب والفراشات وغيرها من الحشرات الطائرة الكبيرة الاستفادة من ثباتها السلبي للبقاء في وضع مستقيم. لكن الحجم الأصغر لمعظم الحشرات يجعل حياتها أكثر اضطرابًا. رقم رينولدز الخاص بهم والذي يشير إلى نسبة قوى القصور الذاتي واللزوجة التي يتعرضون لها أقل. لذلك يجب عليهم الاعتماد على الإشارات البصرية للبقاء موجهين في مجال الجاذبية

 فبعد دراسة سلوك الحشرات بواسطة باحثين ما بعد دكتوراه فقد بادروا باستخدام كاميرات فديو عالية الدقة  مخصصة  ترصد  مسارات للأشعة الفوق البنفسجية للمبة LED فقد لوحظ بأن الحشرات تنجذب إلى اللمبة البنفسجية ومن ثم بعد ذلك استُخدم ضوء للأشعة تحت الحمراء لتصوير حركة الحشرات دون أن يؤثر ذلك الضوء على مسارتها وتم تنفيذ هذا العمل في ثلاثة مواقع: أولاً في بيئة مختبرية خاضعة للرقابة في لندن  ومن ثم في البرية أثناء رحلات الفريق العلمي إلى كوستاريكا ولكن عندما كان العلماء في المختبر أرادوا تتبع مواقع الحشرات بالتحديد بإلصاق علامات عاكسة على اجسام الحشرات لكي يتتبعوا مسارتها بدقة واتجاهاتها باستخدام ثماني كاميرات ومن هنا ظهرت المفاجأة.

فقد استنتج بعد هذه التجربة بأن الحشرات الطائرة  نادرًا عندما تتطير لا تتوجه إلى مصدر الضوء  بل تطير بشكل متعامد مع أشعة الضوء المنبعثة من المصدر، فتميل الحشرات إلى المنطقة المركزة فيها الإضاءة عالية ويعرف هذا السلوك بالاستجابة للضوء الظاهري الذي يجعل الحشرات تدور في الأفق الضوئي ولكن مصدر الضوء أو اللمبة الضوئية تظهر للحشرات على شكل نقطة تدفع الحشرات لشدة الضوء الساقط والقصور الذاتي عليها أي مقاومة الحشرات للقوى الضوئية المسلطة عليها إلى إدارة  ظهورها لما تعتقد أنه السماء فيحتجزها في مسار دائري فتبقي الحشرات مشوشة مما يجعلها تنقلب رأسًا على عقب أثناء طيرانها مباشرةً فوق الضوء وهذا يبين أن بعض الحشرات لها حساسية عالية تجاه الضوء وبعضها أقل حساسية أمثال ذباب الخل وهذا يطرح سؤال مفتوح للباحثين للإجابة عليه مستقبلاً.

المصادر:

https://www.nature.com

https://news.mongabay.com

https://kids.mongabay.com

بقلم: خالد سعود الصالحي

تويتر: @khalooodeeee

مراجعة وتدقيق: زينب محمد