crossorigin="anonymous">
10 فبراير , 2025
13 أبريل 2029: تاريخ يتبع حدث فلكي نادر قد يشهد كارثة تهدد البشرية، أو قد يكون مجرد تطور علمي مثير يجذب الانتباه البشري.
في هذا اليوم، يقترب كويكب “أبوفيس” من الأرض في مسار يتابعه العلماء عن كثب، في انتظار معرفة ما إذا كان هذا الجرم السماوي سيصطدم بكوكبنا أو يمر بأمان في فلكه.
إن ما يجعل هذا الحدث أكثر إثارة هو الاحتمالات المتعددة التي يحملها، بين تهديد كارثي محتمل وفجوة علمية جديدة تفتح أمامنا فهمًا أعمق للكون ولطبيعة وسر الجاذبية الأرضية.
كويكب “أبوفيس” تم اكتشافه عام 2004 من قِبل بعض العلماء في مرصد ” كيت بيك “ في ولاية أريزونا الأمريكية، وهو كويكب قريب من الأرض ينتمي إلى مجموعة “كويكبات أتيرا”، وفي هذا الوقت كان يُشار إليه برقم كـ باقي الكويكبات غير المؤثرة، حتى اتضح مدى أهمية التأثير الذي يُمكن أن يتركه هذا الكويكب على كوكبنا، ولذلك أخذ لقب “إله الشر والفوضى” عند المصريين القدماء.
تتمثل خطورة هذا الكويكب ليس في حجمه الضخم فقط والذي يُعادل 27 مليون طن، أو في قطره البالغ 370 مترًا _كـ ملعب كرة القدم تقريبًا_، لكن أيضًا في سرعته العالية 30 كم / ثانية مع قربه لمسافة 31000 كيلو متر في ذلك اليوم، والذي في حالة سقوطه على كوكب الـأرض فـ سيولد طاقة هائلة تصل إلى 1000 ميجا طن من الـ TNT أو ما يُعادل تفجير عشرات أو مئات من القنابل النووية.
لكن هل الاحتمال الأقرب هو سقوطه أو اصطدامه بنا؟ في الحقيقة لا … في بداية اكتشافه، قُدرت نسبة احتمالية الاصطدام معنا إلى 2.7%، وتُعتبر نسبة مرتفعة مُقارنة بالكويكبات الأخرى؛ مما أطلق إنذارات الخطر لدى العلماء والباحثين، وعلى مقياس تورينو حصل على أعلى درجة مُنحت لأي كويكب في ذلك الوقت (درجة4).
لكن على مدار السنوات المتتالية ومع تحسين عمليات الرصد والحسابات المدارية، قلت النسبة كثيرًا لتصبح اليوم قريبة للصفر حسب إحصائيات وكالة الفضاء العالمية “ناسا“؛ مما يُزيل مخاوف اصطدامه بالأرض في المستقبل القريب حتى مائة عام قادمة.
لكن إذا كان القمر _الطبيعي _ يؤثر بجاذبيته على الأرض وميل محور دورانها وهو على بُعد 384400 كيلو متر _تقريبًا_، ماذا يمكن أن يكون تأثير ذلك الجسم وهو على عشر هذه المسافة ؟!… ذلك هو السؤال الذي أثار تحفيظ واهتمام العلماء، بالطبع سيوفر قربه في ذلك اليوم فرصه فريدة لدراسة الكويكبات وتحليل تركيبها ومداراتها، ولإنشاء أفكار وتدرب على المهام الدفاعية المستقبلية مع الأجسام المحيطة بالأرض _ فالأمر لا ينتهي_، مع الفهم الأوسع للجاذبية الأرضية وكيف تتأثر…. ذلك في حالة أثرت الجاذبية الأرضية على مداره الفترة القادمة في ظاهرة ” المفتاح الجاذبي”، لكن الأمر لا يزال غامضًا.
في النهاية، كويكب “أبوفيس” لن يمر مرة واحدة في مدارنا، لكن المتوقع انه سيمر أربع مرات حتى الآن، والذي يميز سنة 2029 عن باقي السنوات المتتالية إنها سيكون في أقرب مسافة في ذلك الوقت مما يشكل خطرًا حينها، أقل الاحتمالات خطورة تحفيز الزلازل الصغيرة بسبب تأثيرات الجاذبية لكنها غير مؤكدة ومازالت تخضع للدراسات، لكن لا نملك حتى لحظتنا هذه إلا أن نتابع مداره باستمرار.
ماذا يمكن أن يحدث حتى ذلك اليوم؟ هل ستزداد احتمالات اصطدام كويكب “أبوفيس” بكوكبنا مع مرور الوقت، أم سيحدث ما يشبه المعجزة الإلهية ليصبح هذا اليوم مجرد ذكرى لحدث فلكي نادر يثير اهتمام الأجيال القادمة؟
المصادر:
بقلم: منة محمد فتحي
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً