ذكريات الخوف القديمة تجول في عقلك، وقد نكون توصلنا لمكان اختبائها

ذكريات الخوف القديمة تجول في عقلك، وقد نكون توصلنا لمكان اختبائها

18 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

فاطمة علي

دقق بواسطة:

زينب محمد

لا يزال تذكر الأحداث المؤلمة يظهر من جديد في عقلك بعد مرور الحدث بوقت طويل؛ مما ينتج عنه أمراض مثل اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD).

وعلى الرغم من أن منطقة الحًصين في المخ تلعب دورًا أساسيًا في تكوين الذاكرة، إلا أن الطبيعة المادية للتخزين طويل المدى للخوف في “الذاكرة البعيدة” ظلت لغزًا.

ففي دراسة جديدة توصل العلماء بجامعة كالفيورنيا بريفرسايد في الولايات المتحدة إلى بعض الآليات الأساسية التي تترسخ بها ذكريات الخوف البعيدة كما تعرفوا على التجسيد المادي للمخاوف البعيدة في مكان هام في أدمغتنا.

وعن طريق معرفة المزيد عن كيفية تخزين تلك الذكريات المؤلمة، قد نتمكن من تحسين العلاجات لمن يعانون منها.

واستخدم العلماء فئرانًا معدلة جينيًا بخلايا عصبية يسهل التعرف عليها أثناء الاستجابة للخوف بالإضافة إلى مجموعة من الفيروسات التي تعترض مسالك عصبية هامة يعتقدون أنها تساهم في ترسيخ الذاكرة أو تحديد الاتصالات الأساسية بين الخلايا العصبية.

استُخدمت صدمة كهربائية مصدرًا لذكرى الخوف في الفئران المعدلة وراثيًا، وبعد إعادة الفئران قيد التجربة إلى موقع الصدمة الكهربائية بعد شهر تجمدوا من الخوف، مما يدل على استرجاع ذكريات الخوف البعيدة المخزنة في مكانٍ ما في الدماغ.

كما أظهر فحص عينات المخ المختلفة عن قرب تقوية ثابتة في الوصلات العصبية عبر مجموعة صغيرة من الخلايا العصبية المختصة بالذاكرة فيما يسمى بقشرة الفص الجبهي (PFC)، وهي منطقة مسؤولة عن اتخاذ القرار والسلوك المعرفي.

وأظهرت الاختبارات التالية أنه عند قطع تلك الخلايا العصبية؛ فإن الفئران لا يمكنها استرجاع المخاوف البعيدة بينما مازالت تتذكر الصدمات الحديثة؛ مما يعني أن الخلايا العصبية المختصة بالذاكرة في قشرة الفص الجبهي تمثل البناء المادي أو الانغرام (الأثر الدائم) لذكريات الخوف البعيدة.

وأوضح الباحثون أنه عندما وُضعت الفئران بعد ذلك في الموقع نفسه ولكن دون المثير المنفر هذه المرة، كان هذا كافيًا لتقليل الاستجابة للخوف وتغيير مجموعة الدارات الكهربية في تلك الخلايا العصبية المتعلقة بالحدث المؤلم.

ويقول عالم الأعصاب يون-هيونج تشو: “إنها الدوائر الكهربية أمام الفص الجبهي المختصة بالذاكرة هي التي تقوى تدريجيًا بعد الحدث المؤلم وتلعب تلك التقوية دورًا هامًا في بلوغ ذكريات الخوف هيئتها الثابتة في القشرة الدماغية حيث يدوم حفظها، وقد تُرسَخ ذكريات بعيدة أخرى غير الخوف باستخدام نفس الآلية في قشرة الفص الجبهي”.

مازال يلزمنا المزيد من العمل لدراسة تلك الآليات عن قرب، حيث يخطط الباحثون لمعرفة ما إذا كان إضعاف الدوائر الكهربية للذاكرة في قشرة الفص الجبهي تحديدًا سيثبط استرجاع ذكريات الخوف البعيدة؛ والذي قد يلهمنا علاجًا للمرضى.

ويقول الدكتور تشو: “ومن المثير للاهتمام أن غياب ذكرى الخوف البعيدة أضعف دوائر الذاكرة في قشرة الفص الجبهي التي سبق وقَوَت لتخزين ذكريات الخوف البعيدة، وبالإضافة إلى ذلك فإن التداخلات الأخرى التي اعترضت تقوية دوائر الذاكرة في قشرة الفص الجبهي منعت أيضًا استرجاع ذكريات الخوف البعيدة”.

من المتوقع أن ما يقرب من 6% من تعداد سكان الولايات المتحدة يتعرضون لنوع من اضطراب ما بعد الصدمة في حياتهم، ومعرفة كيفية تخزين هذه الذكريات واستعادتها سيلعب دورًا هامًا في علاج هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات الخوف والصدمات.

نُشر هذا البحث في دورية Nature Neuroscience

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: فاطمة علي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!