تحديد المخاطر الوراثية الأولية التي تكشف عن الموت الفجائي في الأطفال بعد عامهم الأول

تحديد المخاطر الوراثية الأولية التي تكشف عن الموت الفجائي في الأطفال بعد عامهم الأول

6 أبريل , 2022

ترجم بواسطة:

هدير عبد المنعم

كشفت دراسة جديدة أن تغييرات في جينات معينة قد تسهم كل عام في نحو 400 وفاة مفاجئة غير مفسرة في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين عام فما فوق، وهذا يختلف عن متلازمة موت الرضيع الفجائي (SIDS).

والأطفال البالغ أعمارهم أصغر من عام الذين يموتون فجأةً يشخْصُوا بمتلازمة موت الرضيع الفجائي، والأطفال الأكبر يشخْصُوا بالموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال (SUDC)، ولكن ″قد يكون هناك حالات لديها عوامل مشابهة″ كما قال مؤلفي الدراسة.

وعلى الرغم من أن متلازمة موت الرضيع الفجائي،  تؤدي إلى احتمال حدوث وفاة ثلاثة أضعاف، مقارنةً بالموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال كل عام، فإن الأبحاث تتلقى تمويلات أكثر 20 مرة. فالآباء الذين فقدوا طفلًا عمره أكبر من سنة لديهم خيارات قليلة تدعم بحثهم عن أجوبة، كما أنه لا يوجد منظمات بحثية ينضمون إليها.

ولهذا السبب فإن مؤلفة الدراسة لورا جولد بعد فقدها لابنتها ماريا بسبب الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال عن عمر يناهز 15 شهرًا  في عام 1997، طلبت من أورين ديفينسكي طبيب الأمراض العصبية بمستشفى NYU Langone Health إنشاء دراسة للتسجيل والبحث التعاوني في الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال. ومنذ عام 2014، عمل فريق العمل الخاص بالتسجيل مع الآباء الثكلى لإدراج عائلاتهم في التسجيل، والذي يجمع ويحلل عينات وراثية من الآباء وابنهم المتوفي، وتعتبر الفحوص التشريحية الجزيئية ليست جزءًا من التحقيقات القياسية في سبب الوفاة التي تجريها معظم مكاتب الفاحصين الطبيين ومكاتب الطب الشرعي في الوقت الحالي.

محاولات تفسير الموت المفاجئ للأطفال

ونُشرت نتائج الدراسة في يوم 20 ديسمبر في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم  Proceedings of the National Academies of Sciences حيث تعتبر نتائج الدراسة الأولى من نوعها، والتي كشفت عن الاختلافات الوراثية الموجودة في مجموعة كبيرة من حالات الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال ، ومعظمها يشمل أطفالًا توفوا بين سن 1 و4 سنوات.

وبقيادة باحثين من مدرسة طب جروثمان بنيويورك، حللت الدراسة شيفرات الحمض النووي لما يصل إلى 124 مجموعة من الآباء وللطفل الذي فقدوه بسبب الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال.

ووجدوا أن قرابة 9 %، أو 11 طفل من أصل 124 طفل لديهم تغييرات في شيفرة الحمض النووي في الجينات التي تنظم وظيفة الكالسيوم، حيث تعتبر الإشارات القائمة على الكالسيوم مهمة للخلية الدماغية ووظيفة عضلة القلب، وعندما تكون هذه الإشارات غير طبيعية قد تؤدي إلى اضطرابات في النُظم (عدم انتظام ضربات القلب)، أو نوبات صرع، وكلاهما يزيد خطر التعرض للموت الفجائي.

كما اكتشف الباحثون أن معظم تغييرات الحمض النووي تلك كانت جديدة، أي أن الطفرات لم تكن موروثة، بل نشأت عشوائيًا في أطفال من والدين لم يكن لديهم هذا التغيير الوراثي، كما قال جولد. وبالتالي، إذا حدث الموت الفجائي غير المفسر في طفل واحد، فمن غير المرجح أن يحدث مرة أخرى إذا أنجب نفس الزوجين طفل آخر، وهذا يوفر بعض الطمأنينة للعائلات الذين يريدون إنجاب طفل آخر. وصرّح الباحث ريتشارد تسيان، مؤلف الدراسة الرئيسي، والحاصل على درجة الدكتوراه، ورئيس قسم علم الأعصاب ووظائف الأعضاء، ومدير معهد علم الأعصاب بنيويورك لانغوني: “دراستنا هي الأكبر والأولى من نوعها حتى الآن، والتي تبرهن أنه يوجد أسباب وراثية محددة للموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال، والأولى التي كشفت عن جزء من صورة المخاطر”. وإلى جانب توفير الراحة للآباء، ستتراكم النتائج الجديدة بشأن التغيرات الجينية المشتملة مع مرور الوقت، وتكشف الآليات المسؤولة، وتعمل كأساس لطرق علاجية جديدة.

النتائج الأولية

قال د. ديفينيسكي مؤلف الدراسة، ومدير مركز الصرع الشامل في نيويورك لانغوني: “لقد ركزنا على 137 جين مرتبط بالدراسات السابقة في اضطراب النظم القلبية، والصرع، والحالات المرتبطة، لأن نوبات الصرع والسكتات القلبية من المعروف أنها الأكثر انتشارًا في الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال “.  ومن بين الأطفال الذين توفوا وجدنا تواترًا أكبر بعشرة أضعاف للتغيرات الجينية في هذه الجينات مقارنةً بعامة السكان.

وفي تفسير جزئي لهذه الاتجاهات، وجد التحليل الإحصائي للدراسة أن التغييرات الجينية الموجودة في الأطفال الذين تعرضوا للموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال، والتي حدثت في مجموعات لها نفس الوظائف، والتي يتحكم معظمها في قنوات الكالسيوم في الدماغ وفي خلايا عضلة القلب. لذا، فأنه بعد استقبال الإشارة الصحيحة، تفتح الخلية القنوات سامحةً لأيونات الكالسيوم بالاندفاع عبر الأغشية لتوليد تيار كهربائي. وفي العصبونات يحفز هذا التيار الإشارات على طول الممرات العصبية، وفي خلايا عضلة القلب، وفي الانقباضات من ضربات القلب.

وأضاف مؤلفو الدراسة: “الطفرات التي اكتُشفت في الدراسة الحالية معروفة بأنها تبطيء تعطيل قنوات الكالسيوم، وتطيل أمد التيار الذي يجري عبرها، ومن المحتمل أن تؤدي إلى عدم انتظام ضربات القلب، والتي يمكن أن يؤدي إلى توقف القلب”.

اكتُشف وجود الجينين المصاحبين للطفرة الجديدة في معالجة الكالسيوم في أكثر من طفل في الدراسة وهما: RYR2 وCACNA1C وكلاهما معروف ارتباطه باضطراب النظم القلبية، وفي مجموعة أخرى من الجينات المتحورة في مجموعة الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال، حيث ارتبطت الجينات بحدوث نوبات الصرع.

بالإضافة إلى ذلك، فإن أكثر من 91 % من الأطفال الذين ماتوا أثناء النوم أو الراحة، يوجد %50  ممن يحمل الطفرة الجديدة التي تؤثر على الجينات المشاركة في وظائف الأعضاء الخاصة بالكالسيوم في القلب والدماغ وهي   CACNA1C، وRYR2، وCALM1، وTNNI3.

ويخطط الفريق لإجراء دراسات أكبر للنظر في دور الوضع العصبي (النوم مقابل الاستيقاظ، الراحة مقابل النشاط)، والتعرف على طفرات أكثر قد تكون مضرة في الموت المفاجئ غير المفسر في الأطفال، وتحديد ما إذا كانت عيوب قناة الكالسيوم تسبب المزيد من المشاكل في خلايا الدماغ أو عضلة القلب.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: هدير عبد المنعم محمود

تويتر: @hadeerabdelmon5

مراجعة وتدقيق: فاتن ضاوي المحنّا

تويتر: @F_D_Almutiri


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!