ثلاثة اختبارات للكشف عن صحة القلب قد لا تعرف أنك في حاجة إليها

ثلاثة اختبارات للكشف عن صحة القلب قد لا تعرف أنك في حاجة إليها

12 أغسطس , 2024

ترجم بواسطة:

سوزان خريصة

دقق بواسطة:

زينب محمد

تُعدُّ أمراض القلب هي السبب الرئيس للوفاة بين الرجال والنساء في الولايات المتحدة الأمريكية. يساعد اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة التمارين الرياضية، جنبًا إلى جنب مع إجراء الفحوص الدورية مع الطبيب، في الحفاظ على صحة القلب ولكن، بينما يقوم الأطباء بشكل روتيني بفحص ضغط الدم، ومستويات الجلوكوز، والبروتين الشحمي عالي الكثافة HDL (الكوليسترول الجيد)، والبروتين الشحمي منخفض الكثافة LDL (الكوليسترول الضار)، إلا أن هناك 3 فحوصات للقلب لم يعتد كثيرون على إجرائها، يمكن أن تحول دون حدوث مشكلات خطيرة بالقلب، على الرغم من عدم ظهور أعراض لها.

فمثلًا، يمكن اكتشاف هذه المشكلات في وقت مبكر والوصول إلى علاجات وقائية لها باستخدام أدوات مثل حاسبة المخاطر الصحية العائلية من مركز ويكسنر الطبي بجامعة ولاية أوهايو لتوثيق التاريخ العائلي لأمراض القلب.

“من المهم أن يدرك الناس عوامل الخطورة لأمراض القلب والأوعية الدموية؛ وذلك ليتمكنوا من إجراء مناقشة مفتوحة مع مقدمي الرعاية الصحية حول ما يمكن القيام به لتقليل تعرضهم للخطر”. هكذا قال الدكتور ويسلي ميلكس، طبيب، أخصائي أمراض القلب، وأستاذ مساعد إكلينيكي للطب الباطني بكلية الطب جامعة ولاية أوهايو.

الانتقال الوراثي للمستويات المرتفعة من البروتين الشحمي (أ)

يتخصص دكتور ميلكس في تنظيم مستويات الشحوم (مواد شبيهة بالدهون) مثل الكوليسترول الذي يمكن أن يسبب النوبات القلبية، والسكتات الدماغية. لكن على الرغم من ذلك، فإن للنظام الغذائي الصحي، والرياضة، والأدوية تأثيرًا مباشرًا في مستويات الكوليسترول، إلا أن هذا لا ينطبق على البروتين الشحمي (أ) – المعروف أيضًا باسم (Lp (a – وهو عامل خطورة وراثي يؤدي إلى حدوث مشكلات بالقلب؛ إذ يمكن أن تؤدي المستويات المرتفعة منه إلى تصلُّب الشرايين (تراكم الدهون والكوليسترول داخلها)، والتهاب جدرانها، وارتفاع معدلات حدوث التجلط ، ولا يمكن خفض مستوياته باستخدام أساليب العلاج المعتادة، أو تغيير نمط الحياة. يعاني حوالي 1 من كل 5 أشخاص من ارتفاع مستويات Lp (a) .

يقول دكتور ميلكس: “عدد كبير من الناس لديهم نسب عالية من Lp (a)، لكن عدد قليل جدًا منهم هو من يخضع للفحص. إنه اختبار بسيط للدم ولكنه قليل الاستخدام، يمكن أن يُجرى بوصفه فحص قياسي للشحوم؛ إذ أنه يقيس في نفس الوقت مستويات HDL، و LDL”.

نظرًا لأن معظم الأشخاص لا تظهر عليهم علامات ارتفاع Lp (a)، تقترح مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) أن يقوم الأطباء بفحص المرضى الذين لديهم عوامل الخطورة التالية:

  • ضعف الدورة الدموية في الساقين (مرض الشرايين الطرفية).
  • التعرض للنوبة القلبية، أو السكتة الدماغية أو مرض الشريان التاجي قبل سن 55 للرجال أو سن 65 للنساء دون وجود عوامل الخطورة المعروفة مثل ارتفاع مستوى  LDL، أو التدخين، أو السكري، أو السمنة.
  • تاريخ عائلي للإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية قبل سن 55 لأفراد العائلة الذكور أو سن 65 لأفراد العائلة الإناث.
  • فرط كوليسترول الدم العائلي (حالة وراثية تؤدي إلى مستويات عالية جدًا من الكوليسترول في الدم).
  • أنواع معينة من تضيُّق الصمام الأبهري (الصمام الموجود بين البطين الأيسر والشريان الأبهر).

 يُظهر فحص الكالسيوم في الشرايين التاجية باستخدام التصوير المقطعي المحوسب صورة أوضح لتكُّلس الشرايين

يكشف فحص الكالسيوم في الشرايين التاجية (يُعرف أيضًا باسم مسح القلب، أو درجة الكالسيوم)  باستخدام التصوير المقطعي المحوسب عن ترسبات عالية من الكالسيوم (اللويحة) داخل الشرايين، والتي يمكن أن تساعد الأطباء في تشخيص مرض الشريان التاجي (تصلُّب الشرايين التاجية) في مراحله المبكرة، ويمكن أن يكون مفيدًا لأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين ٤٠ و٦٥ عامًا ولا تظهر عليهم علامات لأمراض القلب ولكن لديهم عدة   عوامل خطورة   مثل التاريخ العائلي لمرض الشريان التاجي، والسكري، ومستويات الكوليسترول المرتفعة، والتدخين، والسمنة.

يقول دكتور ميلكس: “يتضمن هذا الفحص التعرض إلى جرعة صغيرة من الإشعاع، وتقييم المنطقة المحيطة بالقلب للكشف عن ترسبات الكالسيوم، ويُفترَض ألَّا يظهر أي تكلُّس لدى العديد من الأشخاص في الأربعينيات أو الخمسينيات من العمر عادةً. لذا، إذا ظهرت كمية صغيرة من التكلُّس لدى المريض في سن مبكرة، فقد يشير ذلك إلى تطوُّر غير طبيعي أو مبكر لتكوُّن لويحة. وبمعرفة ذلك، يمكننا وضع خطة وقائية فردية؛ لمحاولة تقليل خطر الإصابة بنوبة قلبية، أو سكتة دماغية، أو أمراض الأوعية الدموية الأخرى”.

فحوصات بالأشعة تساعد في اكتشاف مواضع تمدد الأبهر (أمهات الدم الأبهرية) ورصدها

تمدد الأبهر هو منطقة ضعيفة أو متضخمة على جدار الشريان الأبهر (الأورطي)، الذي يحمل الدم من القلب إلى الجسم. تحدث حالات تمدد الأبهر في منطقة البطن غالبًا، ولكن يمكن أن تحدث في الجزء العلوي من الصدر أيضًا (تمدد الأبهر الصدري). يمكن أن تتسبب حالات تمدد الأبهر التي تنفجر أو تتمزق (تهتك في الطبقة الداخلية للشريان الأبهر) في حدوث نزف داخلي شديد  قد يؤدي إلى الوفاة.

تشتمل أعراض تمدد الأبهر المتنامي على ألم في منطقة البطن، أو الأُربيّة (الفخذ)، أو أسفل الظهر، أو وجود دم في البول. لكن، للأسف لا تظهر أعراض على معظم المرضى حتى ينفجر الجزء المتضخم.  يعتمد علاج تمدد الأبهر على حجم الجزء المتضخم إلى جانب الأعراض التي تظهر على المريض، ويمكن أن يشتمل العلاج على الأدوية، أو تغيير نمط الحياة أو الجراحة، كما تقول الدكتورة كريستين أوريون، طبيبة، جرَّاحة الأوعية الدموية في ولاية أوهايو، وأستاذة مشاركة إكلينيكية للجراحة.

بينما يبقى السبب الحقيقي غير واضح، قد يحدث تمدد الأبهر نتيجة لعوامل متعددة تتلف جدار الشريان الأبهر مثل:

  • التدخين
  • تصلُّب الشرايين
  • عدوى
  • إصابة جسدية ( تسببت في إصابة الشريان الأبهر)
  • اضطرابات النسيج الضام بما في ذلك متلازمة مارفان Marfan syndrome
  • وجود تاريخ عائلي لحالات تمدد الأبهر
  • تزيد في حالة الذكور
  • داء السكري
  • ارتفاع نسبة الدهون في الدم
  •  ضغط الدم المرتفع
  • العمر فوق 55 عامًا

بالنسبة إلى فحص تمدد الأبهر البطني، توصي الجمعية الأمريكية لجراحة الأوعية الدموية بإجراء فحص مرة واحدة بالموجات فوق الصوتية (السونار) للرجال ممن تزيد أعمارهم عن 65 عامًا، أو الذين تزيد أعمارهم عن 55 عامًا ولديهم تاريخ عائلي لحالات   تمدد الأبهر  ، كما يجب فحص النساء فوق سن 65 عامًا اللواتي يُدخنّ، أو لديهن تاريخ عائلي لحالات تمدد الأبهر. أما في حالة المرضى الذين يعانون من تمدد الأبهر الصدري، فيوصى بإجراء فحص لجميع الأقارب من الدرجة الأولى (الآباء، والأشقاء، والأبناء).

فحوص أشعة للتأكد من وجود تمدد الأبهر:

  • تصوير البطن بالموجات فوق الصوتية هو  فحص غير تداخلي (بدون تدخل جراحي)  يستخدم موجات صوتية عالية التردد لتقييم حجم الجزء المتضخم، ومعدل تدفق الدم.
  • تخطيط صدى القلب — يلتقط هذا الفحص التشخيصي صورًا للقلب للمساعدة في تحديد مدى كفاءة وظيفة القلب، وتقييم صماماته، وقياس حجم جزء من الشريان الأبهر الصدري.
  •  التصوير بالرنين المغناطيسي  (MRI) —هو إجراء تصوير متطور غير تداخلي يستخدم مغناطيسات كبيرة مع جهاز الحاسوب لإنتاج صور مفصلة للأعضاء والأنسجة داخل الجسم.
  • التصوير المقطعي المحوسب (CT scan) — هو إجراء تصوير باستخدام الأشعة السينية (X-rays) مع تكنولوجيا الحاسب لإنتاج صور مقطعية مفصلة للجسم، بما في ذلك العظام والعضلات والأوعية الدموية والأعضاء.

تقول الدكتورة أوريون: “الهدف هو منع انفجار أو تمزُّق الجزء المتضخم، ولكن في بعض الأحيان يحدث ذلك دون سابق إنذار؛ مما يؤدي إلى وضع يهدد الحياة. وأضافت أن ولاية أوهايو لديها مركزًا رائدًا ليس في التعامل مع أصعب حالات الشريان الأبهر فحسب، بل يمكنه الوصول إلى أحدث التقنيات والأساليب الطبية المتقدمة أيضًا”.

كيف ساهم الفحص في زيادة وعي المريض، وأدى إلى إجراء تجربة سريرية؟

في حالة لوري ويلش، 51 عامًا، دبلن، أوهايو، أظهر اختبار Lp (a) أنها كانت معرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب بصورة مرتفعة. تم فحصها منذ ما يقرب من 30 عامًا بعد أن أُصيبت والدتها بنوبة قلبية في سن 48 عامًا، واكتشفت العائلة وفاة أقارب لها بسبب أمراض القلب في أوائل الخمسينيات من العمر.

على الرغم من أن ويلش حافظت على نمط حياة صحي لسنوات، إلا أنها أُصيبت بنوبة قلبية في سن 47 عامًا. بدأت منذ عامين المشاركة في تجربة سريرية في مركز ويكسنر الطبي الذي يجرب علاجًا جديدًا لخفض مستويات Lp (a).

قالت ويلش: “لا يوجد شيء أكثر أهمية من صحتك، وفي حالة اختبار Lp(a) ، فهو اختبار للدم، غير جراحي، يمكنه التحقق من أمر لا يتم التحقق منه عادةً. وإذا أظهر الاختبار مستويات مرتفعة، فقد يساعد ذلك في الإجابة على تساؤلات بعض العائلات مثل عائلتي. إنه اختبار سهل للغاية كشف لنا الصورة كاملةً”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: سوزان محمود خريصة

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!