لعبة فيديو جديدة تحفز الذاكرة قصيرة المدى لدى كبار السن

لعبة فيديو جديدة تحفز الذاكرة قصيرة المدى لدى كبار السن

18 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمينة مبطوش

دقق بواسطة:

أماني نوار

ماذا لو كانت ألعاب الفيديو قادرة، فضلاً عن توفير طريقة للاستمتاع بوقت فراغنا، على توفير فوائد حقيقية لقوانا المعرفية؟ هذا وعد لعبة إيقاع موسيقي لا تنحصر قدرتها على تعليم قرع الطبول فقط، بل إنها تعزّز الذاكرة قصيرة المدى أيضًا.

في دراسة لتأثيرات اللعبة، قُسمت مجموعة من البالغين المتراوحة أعمارهم بين 60 و79 سنة إلى مجموعتين: إحداهما تلعب لعبة الإيقاع الموسيقي (المسمّاة ريذميسيتي Rhythmicity)، والأخرى تلعب لعبة  كلمات عادية وذلك لمدّة عشرين دقيقة كل يوم وخلال خمسة أيّام في الأسبوع لفترة مدّتها ثمانية أسابيع. وكان الفرق بين المجموعتين واضحًا؛ ففي الوقت الذي تقدّم فيه لاعبو “ريذميسيتي”، كان لكيفية استهداف هذه اللعبة لإدراكهم البصري وانتباههم الانتقائي تأثيرًا غير متوقّع على الذاكرة قصيرة المدى وذلك حسب اختبار أُجري عبر تمرين للتعرف على الوجه.

وضّح الباحثون تلك النقطة في ورقتهم البحثية المنشورة: “وكما افتُرض، فإن المجموعة التي تدرّبت على الإيقاع هي الوحيدة التي عزّزت ذاكرتها قصيرة المدى خلال تمرين التعرف على الوجه، معطية بذلك دليلاً قاطعًا على أنه بإمكان الإيقاع الموسيقي أن يحسّن المهام غير الموسيقيّة”.

طُوّرت “ريذميسيتي” مع الطبّال ميكي هارت (عضو سابق في فرقة ذا جرايتفل داد The Grateful Dead)، وقد استعملت أدلّة مرئية لتدريب الأعضاء على عزف إيقاع عن طريق لوحة إلكترونية، مع تعديل الوتيرة والتعقيد والدّقة بالتماشي مع تقدّم اللاعبين. وتمثّل قدرة اللّعبة على تكييف نفسها مع لاعبها عنصرًا هامًا يجعل منها لعبة فريدة من نوعها، إذ لديها القدرة على تغيير مستوى الصعوبة بهدف تحفيز اللاعبين للتّقدّم دون أن تكون بدرجة من الصعوبة لتفسد متعة اللعب.

كما أُجري التحليل ما بعد التدريبي عبر تخطيط للدماغ خلال مهمّة معرفية تشمل وجوهًا مجهولة. فكان لاعبو ريذميسيتي  أفضل في التعرف على الوجوه بعد برنامج الثمانية أسابيع، ووضحت نتائج تخطيط الدماغ نشاطًا متزايدًا في الفص الجداري العلوي، وهو المنطقة المسؤولة عن القراءة البصرية للموسيقى والذاكرة البصرية قصيرة المدى.

أوضح عالم الأعصاب ثيودور زانتو من جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو: “لقد كانت تقوية الذاكرة نتيجة مذهلة. وقد ساهم في ذلك عنصر فعال لتدريب الذاكرة، والذي عُمّم لأصناف أخرى للذاكرة”.

يقوم الباحثون أصحاب هذه الدراسة بأبحاث في هذا المجال منذ سنة 2013، إذ طوّروا لعبة تسمّى نورو رايسر (Neuro-Racer) وهي لعبة اتضحت قدرتها الفائقة على تعزيز القدرات العقلية المتدنية والانتباه المتواصل والذاكرة العاملة لدى البالغين الأكبر سنًا بعد أربعة أسابيع فقط. وتلَتها لعبة تسمّى بادي مايند تراينر ( Body-Mind Trainer). أثبتت دراسة حديثة أن بإمكان هذه اللعبة تحسين ضغط الدّم والتوازن والانتباه لدى المسنّين. وفي تلك الحالة، أُعيد إدخال بيانات معدّل ضربات القلب في البرنامج باستمرار وذلك لتكييف اللعبة مع الوضع الجسماني للّاعبين.

غالبًا ما يضعُف التحكّم المعرفي مع التقدّم في السن، في المقابل أظهرت هذه الألعاب دليلًا على وجود سبل للحفاظ على صحتنا العقلية.

وأفاد عالم الأعصاب آدم جازالي: “لكلّ هذه الألعاب نفس الخوارزميات والنظريّات الأساسيّة القادرة على التكيّف، إلّا أنّها تستخدم نشاطات مختلفة تمامًا، لتبيّن لنا جميعها كيف يمكننا تعزيز القدرات المعرفية لدى هذه الفئة”.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: ياسمينة مبطوش

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!