هل هناك تفسيرًا فسيولوچيًا وراء الشعور بوهج العين؟

 هل هناك تفسيرًا فسيولوچيًا وراء الشعور بوهج العين؟

14 أبريل , 2024

ترجم بواسطة:

هدى يوسف فضة

دقق بواسطة:

زينب محمد

ما هو الوهج؟ الوهج هو ببساطة انزعاج بصري يؤدي غالبًا إلى الشعور بالكدر والتعب والصداع ويختلف إدراك هذا الوهج من شخص إلى آخر فقد تكون مجموعة واحدة من أوضاع الإضاءة مريحة لشخص ولكن غير مريحة لآخر. والسؤال يطرح نفسه هنا، هل هناك تفسير فسيولوچي وراء هذا الشعور خاصةً أن عين كل منا تختلف عن الآخر؟ الهدف من السؤال هو تحديد مخاطر الوهج داخل المنازل والأبنية للمساهمة في إنشاء بيئة صحية ومستدامة ومريحة.

يقول چان وينولد وهو عالم بارز بمختبر الأداء المتكامل إل آي بي آي دي (LIPID) بجامعة EPFL: “من أهم الأسباب التي تجعل الناس يسدلون الستار ويحجبون ضوء النهار عن أنفسهم هو الوهج”، ويستكمل قائلًا: “إقصاء الضوء الطبيعي عن طريق إغلاق النوافذ أوغيابها أو التظليل الزائد يعني ذلك الاستعاضة بالإضاءة الكهربائية وحجب أهم اتصال بصري بالخارج”. والأهم من ذلك أنه يشير إلى الحرمان من الضوء الطبيعي الذي يؤثر في ساعتنا البيولوچية بما أن الضوء هو الذي يضبط الإيقاعات في أجسامنا من خلال مستقبلات ضوئية في العين وهي أكثر حساسية تجاه الضوء الأزرق.     

استطردت ماريلين أندرسون رئيسة المختبر إل آي بي آي دي قائلة: “يُعد الحرمان من الضوء الطبيعي أحد أمراض العصر فقد نشأنا في الهواء الطلق، ولكن اليوم نمضي %90 من وقتنا في البيوت والتي هي في الأساس أعتم 100 مرة.

لقد أصبحنا بشكل مزمن محرومين من الضوء الطبيعي بينما نحصل على الكثير من الأضواء الأخرى في المساء وهي ظاهرة تُسمى اضطراب الرحلات الجوية الاجتماعية الطويلة، ونحن بذلك نعطي أجسامنا إشارات كاذبة عن الليل والنهار وهذا يبطئ ساعتنا البيولوچية تاركًا أثره في جودة النوم وكذلك الجهاز المناعي ومستوى التعب أو المزاج  بسبب تزايد التعرض لشاشات الأجهزة الرقمية في المساء والتي تطلق ضوءً أزرق مما يزيد الأمر سوءً”.

في دراسة مشتركة بين جامعة EPFL ومستشفى العيون Julies-Gonin بمدينة Lausanne، قام الباحثون بتعريض 110 من المشاركين في التجربة لضوء النهار المفلتر في مكان مشابه لغرفة مكتب ودمج ذلك مع قياسات فسيولوچيا العين المتخصصة، واكتشفت المؤلفة الأولى للبحث سنيها چين أن وجود كثافة أعلى من الصباغ البقعي في العين (وهو صبغة غذائية صفراء في الجزء الأوسط من شبكية العين وظيفتها امتصاص الضوء الأزرق) يقوم فعليًا بتقليل إدراك الوهج المرسل من ضوء النهار الأزرق، وكشف البحث أيضًا عن الحساسية تجاه ضوء النهار ذي الألوان المحايدة وهو شيء غير متوقع.

أوضحت أندرسون قائلة: “كنا نتوقع أن الأفراد ذوي الكثافة الصبغية البقعية الأعلى يتمتعون بحماية أفضل من مخاطر الوهج الناتج عن ضوء النهار الأزرق لأننا لدينا تفسيرًا فسيولوچيًا لذلك، ولكننا كنا نتوقع أيضًا أن تؤثر كثافة الصبغة على الوهج أثناء ضوء النهار ذو الألوان المحايدة والذي يحمل اللون الأزرق في طيفه، لكن هذا ليس ما وجدناه.”ولدهشتهم، فإن الصباغ البقعي لا يمكنه تفسير الاختلافات التي لوحظت بشكل متكرر في إدراك الناس للوهج، حيث لم يكن هناك تأثير كبير لكثافة الصبغة البقعية على حساسية الوهج في ظروف ضوء النهار المحايدة.

يوضح چين قائلًا: “هذه هي أول دراسة تستقصي تأثير الصبغة البقعية على الوهج الصادر من الضوء الطبيعي”. واستكمل قائلًا: “قد تقصت دراسات سابقة الوهج من وجهة نظر طبية باستعمال مصادر أضواء اصطناعية والتي لا تحاكي ضوء النهار، وحاولنا تقليد مواقع أقرب للواقعية مثل غرفة مكتب بنافذة تنشر الضوء في كل أرجاء الغرفة، لذا دراسة إدراك الوهج في هذا السياق يُعد أكثر صلة بأوضاع الحياة الواقعية”.

من أجل إجراء التجربة، تعرض المشاركون لضوء الشمس المنبعث من نوافذ مشوبة بلون أزرق أو رمادي محايد بمستويات مختلفة من نفاذية الضوء وفي توقيت كان قرص الشمس واضح تمامًا للعيان وقورنت نتائج التجربة في مستشفى العيون مع مقاييس محيط عين مختارة.

يقود وينولد هذه الدراسة والتي تُعد جزءً من مشروع أكبر بعنوان “راحة بصرية بلا حدود: التفاعلات الناتجة عن الوهج غير المريح” واكتشاف نواحي متعددة من الراحة البصرية حيث يستخدم الباحثون (مذهب متعدد التخصصات) لتقصي الاختلافات بين الناس عندما يعانون تجربة الوهج أو السطوع الشديد.

قال وينولد عن الدراسة: “ساعدت هذه النتائج الباحثين في معمل إل آي بي إي دي في الاستمرار على تحسين جودة القياسات مع التنبؤ بحالات الوهج في البيئات المكتبية وإمكانية توقع مخاطر الوهج معظم الوقت ولكن في بعض الحالات يكون فيها شك مثل وجود كل من ضوء النهار والضوء الكهربائي أو مع ضوء ملون. وهذه هي اتجاهات البحث التي نريد اكتشافها في المستقبل”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: هدى يوسف فضة

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!