هل يعجز عقلك عن فعل أكثر من شيء في نفس الوقت؟

هل يعجز عقلك عن فعل أكثر من شيء في نفس الوقت؟

12 فبراير , 2024

ترجم بواسطة:

سهير محمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

إن تركيز انتباهك يكلفك الكثير.

يتطلب التفكير في أي شيء أو القيام بأي شيء قدر من الانتباه. وغالبًا ما تتطلب حياتنا القيام بأكثر من شيء في نفس الوقت. يحتاج النشاط المتزامن إلى الكثير من الموارد المعرفية، وهو ما يتطلب الكثير من الحركة بصفة خاصة. ومن هنا توصلنا إلى فكرة قد تدربنا على ذلك بطريقة أفضل، ولكن هل هذا صحيحًا؟

ذكريات تتلاشى مع الحركة

تقيم الدراسات القائمة على الحركة والانتباه والأداء عادةً طريقة تصرفنا، عندما نطلب من أشخاص آخرون القيام بالعديد من الأشياء كلٌ على حدة ثم الانتقال إلى عمل عدة أشياء في نفس الوقت. قد تُستخدم هذه النماذج للمهام المزدوجة، مهمة حركية – حتى إن كانت بسيطة مثل الجلوس ساكنًا – بالاشتراك مع مهمة تعتمد على الذاكرة أو مهمة حسابية، ثم تقييم كيفية تبادل الأداء في كلتا المهمتين.

وبصفة عامة، يُفترض أن المهام الحركية البسيطة تخلو من ضعف الأداء الذي يحدث مع المهام المتعددة، ولكن هل هذا صحيحًا؟

يعد هذا السؤال أساسيًا وهو ما جذب انتباه دكتور أنالينا مونز وزملائها في معهد فسيولوجيا الألعاب الرياضية، جامعة سارلاند في ساربروكين، ألمانيا. فقد توصلوا للنتيجة التالية: “يجب أتمتة المهارات المعرفية والحركية، مما يؤدي إلى تدخل أقل عند جمعها مع مهام أخرى”. وقد درسوا ذلك بطريقة شديدة الذكاء.

ابدأ ونظم أفكارك وتذكر

استخدم الباحثون مهمة تكويد تعتمد على الذاكرة (مجموعة من الكلمات) بالاشتراك مع نوعين من المهام الحركية: 1) الاصطفاف، الذي يعتمد على نمط بسيط من الحركة، و2) تو كون دو، الذي يتطلب تنسيقًا أكثر تعقيدًا. عاش المشاركون في مجموعتي الأنشطة تجربة مكثفة مع الاصطفاف أو تا كون دو والأنماط التي نفذوها أثناء مهام تكويد الذاكرة. وإذا كانت المهام الحركية الذاتية لا تحتاج إلى الانتباه، إذًا فتزايد الحاجة لتكويد الذاكرة سيكون له تأثيرًا ضئيلًا.

لكن ليست هذه النتيجة التي توصل لها الباحثون. فقد أكدوا قائلين: “أدى أداء مهمة حركية أثناء التكويد إلى تناقص أداء الذاكرة في كلتا الدراستين، بتكاليف وصلت إلى 80%”. وقد تضخمت هذه النتائج بصفة خاصة عندما ظهرت الحاجة للقيام بمجهود أكبر، مثل حالة اصطفاف أسرع. وبصفة عامة، بعد تكويد الذاكرة أصبح الاصطفاف أبطأ وأقل انتظامًا، وتقل جودة أداء تا كون دو.

وكما هو متوقع، تفوق المشاركون ذوو المهارات الأعلى على آخرين في المهارات الحركية عند القيام بمهمة واحدة، إلا أن تكاليف المهام المزدوجة النسبية كانت متشابهة على مستوى المهارات لأغلب الأنواع. يرجح الباحثون أن حتى المهام الحركية الأكثر تمرسًا تتطلب مواردًا معرفية.

عدم القدرة على الممارسة بأداء أفضل

رغم أن المقارنة المباشرة بين أجهزة الكمبيوتر وعقل الإنسان غير دقيقة، إلا أن هناك ثمة توازي بينهما. إذ يوجد العديد من الأشخاص يفتحون متصفح الإنترنت ثم يضغطون على زر تلو الآخر. وفجأة، يجدون أنفسهم أمام عدة صفحات مفتوحة في الخلفية. يكلفك ذلك تكلفة إضافية، وسيصبح جهاز الكمبيوتر الذي تتعامل معه بطيئًا وثقيلًا كلما فتحت صفحات أكثر.

يتشابه مخ الإنسان مع جهاز الكمبيوتر في هذه النقطة، إلا أن مستوى تعرُّض الأداء للخطر أقل بكثير. وحقًا يمكنك فتح أكثر من صفحة على متصفحك وتواجه مشكلة صغيرة وليس العشرات. أما في حالة مخ الإنسان، إذا فعلت أكثر من شيء في نفس الوقت، فسيتناقص أداءك.

لا يكمن المغزى هنا في أنك لا يجب أن تكون متعدد المهام. فحياتنا تجبرنا غالبًا على ذلك من حين إلى آخر. أقترح في هذا الموضوع: لا تكن متعدد المهام دائمًا. امنح عقلك قدر من الراحة وحاول التركيز على مهمة واحدة. فلا بأس أن تفعل ما يجب عليك فعله الآن. وهو تركيز عام على أكثر العادات العقلية والتأملية، التي تشمل فنون القتال، حيث تعتمد هذه الفلسفة على حضورك في هذه اللحظة.

تذكر دائمًا أن عقلك ليس متصفح إنترنت. فترك جميع الأبواب مفتوحة دائمًا ما يسبب المشكلات. حاول أن تقوم بمهمة واحدة في نفس الوقت كلما سنحت لك الفرصة. فلا يجب أن تترك عقلك يفكر في كل شيء في نفس الوقت.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: سهير محمد

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!