زرقة السماء ليست بسبب انعكاس الماء، بل نتيجة الضوء المتناثر.

إن الارتفاعات والمناظر الطبيعية والمناخات تتغير بشكلٍ كبير أثناء تنقلك من منطقة لأخرى في العالم، ولكن يظل هناك عامل واحد مشترك في كل مكان تقريبًا، وهو أن جميعها مغطى بسماءٍ زرقاء، ولكن لماذا السماء زرقاء؟ إنه ليس انعكاسًا لمحيطات الأرض بل أن التفسير الحقيقي يتطلب بعض الجهود الفيزيائية.

نحن نرى السماء الزرقاء  بسبب كيفية تفاعل ضوء الشمس مع الغلاف الجوي للأرض. يحتوي طيف الضوء المرئي على مجموعة متنوعة من الألوان، تتدرج من الضوء الأحمر إلى البنفسجي. أوضح مارك تشينارد، عالم الأرصاد الجوية في خدمة الطقس الوطنية للايف ساينس، أنه عندما تُخلط الألوان فإن الضوء يظهر أبيض اللون. وأضاف أيضًا أنه بمجرد وصول الضوء الأبيض الذي ينتقل من الشمس إلى الأرض، فإن بعض الألوان تبدأ في التفاعل مع الجزيئات والجسيمات الصغيرة في الغلاف الجوي.

كل لون في طيف الضوء المرئي يمتلك طول موجة مختلف. فمثلاً  موجات الضوئين الأحمر والبرتقالي يمتلكان أطوالاً موجية أطول بينما الضوئين الأزرق والبنفسجي يمتلكان أطوال موجية أقصر. رجح شينارد أن الاطوال الموجية الأقصر للضوء قد تُبعثر أو  تُمتص ويُعاد انبعاثها في اتجاهٍ مختلف بواسطة جزيئات الهواء والغاز التي تتواجد في الغلاف الجوي للأرض. ما يجعل السماء زرقاء هو أن الجزئيات المتواجدة في الغلاف الجوي، والتي معظمها من النيتروجين والأكسجين، تبعثر الضوئين الأزرق والبنفسجي في كل اتجاه من خلال ظاهرة تسمى تبعثر رايلي.

طبقًا لإيد بلومر، عالم الفلك في المرصد الملكي غرينتش في المملكة المتحدة، أنه على الرغم من أن الضوء البنفسجي يتبعثر أيضًا، فإن هناك سببان لزرقة السماء بدلًا من كونها بنفسجية. أولهما، أنه لا تُنتج الشمس أضواءً متساوية في كل الألوان، وهي تحتوي ضوءًا أزرقًا أكثر من الضوء البنفسجي، وبسبب ذلك فإن الضوء الأزرق ينتشر أكثر. قال بولمر للايف ساينس، بالإضافة لذلك، أن اعيننا لا تستجيب إلى كل الالوان بشكلٍ متساوي، فضلاً أنها أقل حساسيةً للضوء البنفسجي، مما يعني أننا أكثر عرضةً لرؤية درجات اللون الأزرق من الأرجوانية.

يلعب هذا التبعثر التفضيلي للضوء الأزرق دورًا أيضًا في ألوان شروق غروب الشمس. فعند غروب الشمس، تتحول نقطة معينة باتجاهٍ أبعد وأبعد عن الشمس، حيث يجب أن ينتقل ضوء الشمس بعيدًا عبر الغلاف الجوي للوصول إلى عينيك. بحلول الوقت الذي يصل فيه ضوء الشمس إليك، يكون كل الضوء الأزرق قد تبعثر بعيدًا. ونتيجةً لذلك، فإن كل ما تبقى لتلوين غروب الشمس هي الأطوال الموجية البرتقالية والحمراء والصفراء.

يقول بولمر تُنتج السماء الزرقاء الشاسعة من خلال مجموعة من العوامل. إذا كنت على كوكب آخر، فإنك قد تنظر إلى لونٍ مختلف تمامًا، اعتمادًا على الجزيئات الموجودة في الغلاف الجوي للعالم الفضائي، تحوم جزيئات الغبار حولها أو حول طيف الضوء القادم من نجم قريب.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: منى الزهراني

مراجعة وتدقيق: زينب محمد