ثلاث طرق تساعدك على إنشاء حدود إنترنت أكثر ملائمة

ثلاث طرق تساعدك على إنشاء حدود إنترنت أكثر ملائمة

2 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

سارة يوسف

دقق بواسطة:

زينب محمد

يستخدم أكثر من 60% من سكان العالم الإنترنت، لإنشاء ومشاركة المعرفة في وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بشكل منتظم. وبسبب استخدام معظمنا للإنترنت لفترات طويلة، يركز علماء النفس اليوم على فهم ما يقوله سلوكنا على الإنترنت عن طبيعتنا الحقيقية.

فيما يلي ثلاث نتائج مدعومة علميًا عن كيفية استخدام الإنترنت لتحسين وتطوير الذات، لا الأذى بالنفس.

1- إذا شعرت بالاكتئاب لا تتصفح وسائل التواصل الاجتماعي

تقدم وسائل التواصل الاجتماعي حلاً لاحتياجاتنا النفسية والاجتماعية، لكن ماذا سيحصل عندما لا تحصل على الإعجابات أو التعليقات على منشوراتك؟

وفقًا لدراسة أجرتها عالمة النفس ماريا كارمن هيريرا من جامعة غرناطة، والتي نُشرت في مجلة علم النفس، فإن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير مستمر على تكوين هوية المراهقين.

وأظهرت تلك الدراسة أن المراهقين يشعرون بالأهمية الكبيرة للمقارنة الاجتماعية والبحث عن التعزيز الاجتماعي. وتلك المشاعر السلبية الناتجة عن عدم الحصول على التقدير الكافي من المستخدمين لوسائل التواصل الاجتماعي، لها عواقب وخيمة وقد تؤثر مستقبلاً عليهم.

وكما أوضحت ماريا، فإن كثرة استخدام مواقع التواصل الاجتماعي ارتبطت مع زيادة مخاوف المراهقين على أشكال أجسامهم وتجسيد الذات والمقارنة الاجتماعية والحسد، بالإضافة إلى احتمالية المعاناة من التنمر الإلكتروني أو حتى الانخراط فيه.

لذلك، إذا كنت تشعر بالاكتئاب مؤخرًا، من الأفضل أن تتخذ خطوة للوراء وتفكر بعلاقتك مع وسائل التواصل الاجتماعي.

2- يتحد استخدام الإنترنت والوحدة، ويكونان حلقة مفرغة

قد نلجأ بعض الأحيان للإنترنت لكي نشبع رغباتنا وحاجتنا الملحة للتفاعل الاجتماعي؛ ذلك لإنه أسهل من الخروج من المنزل والتفاعل مع الأشخاص. لكن تشير الأبحاث الحديثة المنشورة في Frontiers in Psychology أنها مجرد محاولة فاشلة لزيادة التفاعل الاجتماعي. وفي معظم الحالات، تؤدي إلى حلقة مفرغة من الوحدة.

وكما توضح تانيا موريتا، الباحثة الرئيسية للدراسة وأخصائية علم النفس في جامعة بادوفا بإيطاليا أنه: “أي حلقة مفرغة محتملة تربط بين استخدام الإنترنت والوحدة، تدفعك إلى إفراط الاستخدام للإنترنت، عندئذٍ يزداد الشعور بالوحدة بسبب الابتعاد عن التفاعل مع الأشخاص وجهًا لوجه”.

يتميز استخدام الإنترنت الإشكالي بضعف التنظيم العاطفي وانخفاض مرونة الاستجابة لتحديات الحياة. تقترح تانيا طلب المساعدة من طبيب نفسي مختص إذا كنت لا تستطيع التحكم باستخدامه، أو عندما تكون قادرًا على التحكم لكن تشعر بالاشتياق إليه بشكل مبالغ فيه.

3- قد يتدارك استخدام الإنترنت التدهور المعرفي المرتبط بالعمر

إن استخدام الإنترنت ليس سلبيًا دائمًا. فقد أجرى تيد شوابا دراسة مثيرة للاهتمام. وكشفت هذه الدراسة أن استخدام كبار السن للإنترنت ارتبط بدرجات مشاركة معرفية أعلى، ونُشرت في قسم علم النفس الاجتماعي والعلوم الشخصية في جامعة تكساس في أوستن.

يوضح شوابا قائلاً: “المشاركة المعرفية هي عما تفعله وكيف تفعله مثل الاستكشاف، والتعلم، والتفكر، والتساؤل. والأشخاص الذين يستمرون في توسيع آفاقهم، حتى وإن كانوا كبارًا في السن، يعيشون حياة أطول ولها معنى. وهذا بالتأكيد شيء يستحق السعي لأجله”.

كما أن استخدام كبار السن للإنترنت يؤدي إلى نفس المشكلات التي قد تحدث مع صغار السن.

عندما سُئل شوابا عن كيفية تعظيم الفرد لفوائد استخدام الإنترنت مع تقليل آثاره الضارة، حمل المسؤولية على شركات التكنولوجيا.

حيث قال: “أعتقد أنه يتعين على الشركات، مثل جوجل وفيس بوك، تصميم مواقع الويب الخاصة بهم بطريقة تركز على صحة الإنسان، بعيدًا عن التركيز فقط على الاستفادة من الأرباح”.

هنالك اقتراح آخر أشار إليه شوابا في بحثه، وهو أن يتجنب الشخص الانجرار إلى الخلافات مع الغرباء على الإنترنت؛ حيث إنه لا يأتي منها غير المعلومات المضللة وتدمير سلامة العقل.

ختامًا

الإنترنت ليس مجرد كنز ثمين من المعلومات حول العالم الخارجي، فهو يخبرنا عن حقيقتنا. سواء كنت صغيرًا أو كبيرًا، فقد اُخترع الإنترنت لإبقائك متعلمًا، ومواكبًا، ومتواصلاً.

من المفيد أن نرى غاية الإنترنت الحقيقية، وهي التواصل والترابط مع الأشخاص الجالسين خلف شاشات الجوالات، وتغيير المنظور سيأخذ وقتًا طويلًا في إنشاء علاقة مرضية وأكثر إنتاجية مع الإنترنت.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: سارة يوسف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!