هل بإمكان هذه الحالة الشائعة للدم أن تقينا من الزهايمر؟

هل بإمكان هذه الحالة الشائعة للدم أن تقينا من الزهايمر؟

11 سبتمبر , 2023

ترجم بواسطة:

لاميس السيد

دقق بواسطة:

زينب محمد

 أوضح بحث جديد أن الأشخاص المصابين بحالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة [CHIP] (وهي حالة تتراكم فيها الطفرات الجينية بخلايا الدم)، أكثر عرضة 10 مرات لسرطان الدم وبمرتين لأمراض القلب والكبد. لذلك عندما بدأت عالمة الأحياء الخلوية بجامعة ستنافورد، هند بوزيد وزملائها في معرفة كيف تسببت هذه الحالة في مرض الزهايمر، لم يتوقعوا هذه النتيجة.

 قال عالم الباثولوجي بستنافورد سيدهارتا جايسوال: “لقد تفاجأنا بوجود علاقة بالفعل بين حالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة والانخفاض الملحوظ  لخطر الإصابة بالزهايمر”.

تُعد حالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة عملية مرتبطة بتقدم العمر. وتحدث عندما تصل خلايا الدم الأبوية (الخلايا الجذعية) الموجودة في نخاعنا العظمي إلى الطفرة والتي تسمح بتكوين خلايا دم طافرة أقوى من الخلايا الأخرى. وقد تتكون حالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة لدى الأشخاص الأصحاء دون أي أعراض ملحوظة، ولكنها تزيد من الإصابة بالأمراض الأخرى.

ورغم إن خلايا الدم تنافس بعضها البعض، فسلالة الاستنساخ الفريدة من نوعها هذه، قادرة على استبدال ما يقرب من 100% من دم الشخص على مدار الوقت.

وبتحليل الحمض النووي لخلايا الدم لعدد 1362 شخص يعانون من الزهايمر و4368 شخص لا يعانون من الزهايمر، وجدت بوزيد وزملائها أن 30 -50% من الأشخاص الذين لديهم طفرة في الدم أقل عرضة للزهايمر. وهذه درجة حماية مماثلة للتنوع الجيني المعروفة بتقليل مرض الزهايمر، كما وضح جايسوال.

وأشار أيضًا أن الطفرة تؤثر على الأنسجة الأخرى غير خلايا الدم الحمراء. وقد أخذ الباحثون نظرة عميقة استنادًا إلى بحث سابق، وجد علاقة مع الخلايا الأخرى المشتقة من النخاع العظمي (المعروفة بالنسيج النخاعي).

ويرجع الفضل إلى 12 متبرعًا، حيث إننا وجدنا 8 منهم لديهم  حالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة و4 لا يوجد لديهم هذه الحالة، وتمكن الفريق من معرفة الأنسجة النخاعية الحاملة لحالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة في أنسجة المخ. ويوجد لدى 7 من 8 متبرعين الحاملين لحالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة زيادة في الخلايا المناعية.

تسمى خلايا الدم البيضاء عادةً التي تهاجم الأجسام الغريبة في المخ بالخلايا الدبقية الصغيرة وهي تنتج داخل النسيج الضام للمخ. ولكن الخلايا المشتقة من النخاع العظمي تسللت بشكل ما إلى المخ وأخذت الدور المناعي للخلايا الدبقية الصغيرة.

“ويشير هذا إلى أن هذه الخلايا تهاجر من الدم إلى المخ” كما قال جايسوال، الذي وصفه بالاكتشاف الرائع”.

وأضاف أيضًا: “هناك فرضية واحدة بأن الطفرات التي تحفز نمو الخلايا الجذعية للدم، تحفز أيضًا التمدد والنشاط الدبقي، وتزيد من قدرة الخلايا الدبقية الصغيرة على مواجهة الحالات التي تؤدي إلى مرض المخ”.

يلعب الخلل الوظيفي للجهاز المناعي بالمخ دورًا محتملاً في حدوث الزهايمر. لذلك، إذا دخلت الخلايا المتحولة المشتقة من نخاع العظام بالفعل إلى المخ لدى حاملي حالة الدم النسيلي ذي الامكانات غير المحددة، فمن الممكن أن تتفوق على الخلايا الدبقية الصغيرة المشتقة من المخ لدى مرضى الزهايمر وتأخذ الاّن دور الخلايا الدبقية المُهمل.

ومن الغريب أن الفريق لم يجد تغيرات جينية مناسبة توضح هذه التأثيرات خلال بحثهم. وأوضحوا أنه قد يرجع ذلك لصغر عينة البحث أو لبعض العوامل الأخرى المحفزة لهم والتي وجدوها في حالات المرض الأخرى.

ولكن، إلى الآن لم يثبتوا أن الوقاية ترجع إلى الخلايا الدبقية الصغيرة المتحولة.

ومازال هناك الكثير لمعرفته، وتشير الدلائل المتعددة لبوزيد وزملائها إلى أن الخلايا المشتقة من النخاع مع طفرات حالة الدم النسيلي ذي الإمكانات غير المحددة تعطي بعض الوقاية من مرض الزهايمر.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: لاميس السيد الزهيري

لينكد إن: lamees-elsayed

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!