الأنواع السبعة للراحة التي تحتاجها لتجدّد طاقتك

الأنواع السبعة للراحة التي تحتاجها لتجدّد طاقتك

29 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

ياسمينة مبطوش

دقق بواسطة:

زينب محمد

هل تحصل عليها جميعًا؟

النوم ليس كافيًا، والعطلة ليست كافية.

كوني أخصائية عيادية، لو حصلت على دولار واحد فقط في كل مرة سمعت فيها شخصًا يقول “أنا مرهق للغاية، ولا شيء يفيدني”، لأصبحت في غنى فاحش. يمثل الإرهاق مصدر قلق كبير للكثيرين منّا، ومع الأسف فإن النوم وحده لا يحلّ المشكلة. بل في الحقيقة، يمكن للتركيز على النوم أن يزيد من الإنهاك إذا لم تؤخذ العناصر الأساسية الأخرى للراحة بعين الاعتبار. تقول ساندرا دالتون سميث في كتابها، وهي دكتورة في الطب وكاتبة ” سايكرد رست”  Sacred Rest  “الراحة هي العلاج البديل الأكثر استخدامًا والخالي من الكيماويات والآمن والفعّال المتاح لنا”. وهكذا، طوّرت فكرة الراحات السبع التي يحتاجها جسمنا وعقلنا للتغلب على نقص الراحة المزمن. 

1: الراحة البدنية

لا عجب أن النوع الأول للراحة الذي نحتاجه كوننا بشرًا هو الراحة البدنية. وهي الراحة من النشاطات البدنية التي تتعبنا. ويندرج النوم والاسترخاء والقيلولة ضمن فئة الراحة البدنية. ومن المتناقضات أن الراحة البدنية النشطة (وقد تبدو هنا كتناقض) تندرج ضمن هذه الفئة كذلك. ويُعنى بالراحة البدنية النشطة النشاطات الإصلاحية الخفيفة، كاليوغا أو التمدد أو التدليك.

2: الراحة العقلية

هل أنت شخص يشتغل دماغُه في اللحظة التي يلامس فيها الوسادة؟ قد تكون تعاني من نقص الراحة العقلية. النوم مفيد ولكنه ليس مجدِّدا كافيًا. وقد يساعدك الاعتماد على القهوة لقضاء اليوم عبر المدى القصير، ولكنّ ذلك يتسبب في الأفكار الزائدة والمخاوف والعمليات الذهنية عبر المدى الطويل.

وللمساعدة بشأن الراحة العقلية، تشجّع دالتون سميث على أخذ استراحات قصيرة خلال أسبوع العمل أو تدوين اليوميات قبل النوم. وهناك نشاط غالبًا ما أشارك فيه مع مرضاي لمساعدتهم في التغلب على الثرثرة العقلية هو نشاط يدعى “توزيع الأفكار”. توزيع الأفكار هو تمرين عقلي يساعد على خلق مسافة بين الأفكار والأحاسيس. وهي فكرة ملاحظة الأفكار كما تبدو والسماح لها بالعبور دون فرض أي ضغط عليها لتتحرك بشكل أسرع أو أبطأ. ويمكن تشبيهها بصورة الأوراق وهي تتحرك طافية فوق مجرى مائي أو السحاب العابر في السماء.

3: الراحة الحسيّة

نعيش في عالم تحفيز مستمر: الشاشات والمحادثات والأضواء والموسيقى والحيوانات الأليفة والأطفال… تناقش دالتون سميث فكرة اللحظات المخصصة للحرمان الحسّي لتساعدنا على التعافي من فرط التحفيز. وخلال مسيرتي، غالبًا ما نصحت مرضاي بالحصول على ما لا يقل عن 45 دقيقة دون شاشات قبل النوم. وتمرين آخر يتمثل فيما يسمى “تأريض الحواس الخمس”. إذ يسمح لنا تأريض الحواس الخمس بالتركيز على حاسة واحدة في كل مرة وأن يصبحوا حاضرين ومؤرّضين داخلها.

4: الراحة العاطفية

تمنحنا الراحة العاطفية الفرصة لنكون صادقين. إذا سألك أحدهم عن حالك بعد أن لاحظ أنك منزعج وأجبته بقولك “أنا بخير”، فكبح كهذا للعواطف يضاعف ضغطك الداخلي. عوضًا عن ذلك، يمكننا السماح لأنفسنا بأن نكون صادقين، وذلك بقول “في الحقيقة أنا منزعج جدًا من___”. يسمح الصدق والصراحة للدارة العاطفية بأن تكون أكثر ارتياحًا. وتعني الراحة العاطفية كذلك إحاطة أنفسنا بأناس يساعدوننا على تحقيق السلام العاطفي.

5: الراحة الاجتماعية

إنّ فهم ما إذا كنت شخصًا انطوائيًا أو اجتماعيًا من الأهمية بمكان. هل تكتسب الطاقة من الآخرين، أم أنك تشعر بالإنهاك بعد قضاء بعض الوقت مع الآخرين؟ يمكّننا فهم حدود “بطاريتنا الاجتماعية” من معرفة متى يجب علينا أن نشحنها. وهذا حوار أساسي يجب أن تقوم به مع شريكك، إذ أن للناس حدود مختلفة للاجتماعية. فقد يكون شريكٌ مستعدًّا لمغادرة الحفلة بعد مرور ثلاث ساعات، فيما تكون هذه الحفلة قد بدأت للتو بالنسبة للشريك الثاني.

6: الراحة الإبداعيّة

بالنسبة للناس الذين يعملون في مجالات إبداعيّة، الراحة الابداعيّة ضرورة قصوى. فكم من مرّة نعاني من قفلة الكاتب أو من الإرهاق الإبداعيّ أو الإنهاك بسبب استثارة الأفكار أو حل المشاكل؟ يمكننا تحقيق الراحة الإبداعية عبر إحاطة أنفسنا بالإلهام دون ضغط أنفسنا لصنع شيء منه. وتقترح دالتون سميث على سبيل المثال أن نحيط أنفسنا بالطبيعة ونسمح لأنفسنا باستشعارها. ويمكن أن تُجسّد الراحة الإبداعية عبر الابتعاد عن مشكلة أو مشروع ما لبعض الوقت لتسمح لدماغك باستعادة الطاقة دون ضغط.

7: الراحة الروحيّة

وأخيرًا، قد يحتاج جسمنا وعقلنا إلى الراحة الروحيّة. وتعني الراحة الروحيّة الارتباط العميق بشيء أعظم منّا. قد يعني ذلك إضافة الصلاة أو التأمّل أو معنى لحياتنا. ولذا غالبًا ما أشجّع زبائني على تعزيز روح الانتماء المجتمعي عبر مجموعات أو منظّمات تخلق التقبّل والنيّة.

وسأضيف عنصرًا إضافية إلى قائمة “الراحات” الخاصة بدالتون:

8: الراحة الخلوية/ الراحة المنهجية

الراحة الخلوية/المنهجية هي راحة النظام الجسمي ككل على المستوى الداخلي. لأن ما نأكله مهمّ جدًا. إذ يصعب على أجسادنا هضم الأغذية المصنّعة، أو الأطعمة السريعة، أو الأطعمة الغنية بالدّهون أو السكريات، ما يجعلنا نشعر بالإرهاق أو التعب أو الخمول.  ويعني منح جسمنا الراحة الخلوية/المنهجية تضمين أغذية صحية وسهلة الهضم، تمنحنا حماية مجددة وتأكسدية من الضغط. غير ذلك فإن استهلاك الكافيين بعناية لمنح غددنا الكظرية قسطا من الراحة أمر مهمّ جدّا.

وللتغلب على الإرهاق والإنهاك بالفعل، تتمثل مهمّتنا في العناية بكل من أنواع الراحة هذه وذلك عبر مراقبة أساليب حياتنا. وكما تنصح دالتون سميث، ابدأ بأقساط قليلة من الراحة كل يوم. ويمكن أن يكون تحقيق بعض الراحات أسهل من أخرى، ولكن الأهم هو أن نشرع في إعادة شحن أجسادنا وعقولنا على عدّة أبعاد.

المصدر:  https://www.psychologytoday.com

ترجمة: ياسمينة مبطوش

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!