للصمت صوت والبشر قادرون على سماعه

للصمت صوت والبشر قادرون على سماعه

13 أغسطس , 2023

ترجم بواسطة:

خلود الشريف

دقق بواسطة:

زينب محمد

استخدم باحثو جامعة جونز هوبكنز الخدع السمعية لدراسة كيف يمكن أن تؤثر لحظات الصمت على إدراك الناس للوقت. وخصصت الدراسة للإجابة على السؤال الفلسفي القديم حول ما إذا كان الصمت يمكن اعتباره أكثر من مجرد غياب للصوت.

أظهرت النتائج أننا “نسمع” الصمت بنفس الطريقة التي نسمع بها الأصوات الأخرى، مما يوفر منظورًا جديدًا حول كيفية إدراكنا للغياب الحسي.

استنتج الفريق أنه ليس بالضرورة أن يتم صم الأذنين ليسود الصمت، بل إنها تجربة يمكن سماعها على الرغم من عدم وجود أي صوت. واستخدم الفريق الخدع السمعية لإظهار كيف يمكن أن يؤثر الصمت على إدراك الناس للوقت.

وأثارت هذه الدراسة جدلاً بين الفلاسفة لعدة قرون حول إمكانية البشر لسماع الأشياء التي تتجاوز الأصوات. وقال المؤلف الرئيسي للدراسة، روي زهي جوه، وهو طالب دراسات عليا في الفلسفة وعلم النفس في جامعة جونز هوبكنز: “عادةً ما نعتقد أن حاسة السمع لدينا تتعلق بالأصوات فقط، لكن الصمت لا يعد صوتًا، بل إنه غياب للصوت”، وأضاف “ما يثير الدهشة هو أن دراستنا تشير إلى أن العدم أيضًا شيء يمكن سماعه”.

نجح الفريق البحثي في جعل الخدع السمعية تبدو طبيعية عن طريق استخدام استُبدلت فيها الأصوات الأصلية بلحظات من الصمت. على سبيل المثال، استخدم الفريق خدعة تجعل الصوت يبدو أطول مما هو عليه في الواقع، ثم قاموا بإنشاء خدعة جديدة حيث اعتمدوا بشكل كامل على الصمت، وحققوا نفس النتيجة حيث كانت لحظات الصمت أطول مما هي عليه في الواقع.

وأوضح الباحثون أن الخدع القائمة على الصمت حققت نفس النتائج المتحققة من الخدع القائمة على الأصوات، مما يشير إلى حقيقة أن البشر يسمعون الصمت بنفس الطريقة التي يسمعون بها الأصوات الأخرى.

صرح تشاز فايرستون، أستاذ مساعد في علم النفس وعلوم الدماغ ومدير مختبر جونز هوبكنز للإدراك والعقل، بأن الفلاسفة ناقشوا لفترة طويلة ما إذا كان الصمت شيئًا يمكن إدراكه، لكن لم يكن هناك دراسة علمية موجهة مباشرةً لهذا السؤال.

وأوضح بأن نهجهم في الدراسة كان يركز على ما إذا كانت أدمغتنا تعامل الصمت بالطريقة التي تعامل بها الأصوات الأخرى. إذا كان بإمكاننا تجربة نفس الخدع باستخدام الصمت والأصوات الأخرى، فقد يكون ذلك دليلاً على أننا نسمع الصمت.

بالإضافة إلى ذلك، تشابه الخدع السمعية الخدع البصرية في القدرة على خداع البشر بجعلهم يسمعون فترات زمنية أطول أو أقصر مما هي عليه في الواقع. ومن الأمثلة على ذلك خدعة واحد هو الأطول”، والتي تجعل صوت الصفارة الواحدة يبدو أطول من صفارتين قصيرتين متتاليتين، حتى عندما تكون المدة الزمنية للاثنين متساوية.

شمل الاختبار 1000 مشارك حيث قام الباحثون باستخدام خدعه تسمى “خدعة واحد هو الأطول” وأعادوا استخدام الخدعة في دراسة جديدة تسمى “صمت واحد هو الأطول” واستبدل الفريق الأصوات بلحظات من الصمت، ووجدوا أنهم حصلوا على نفس النتائج التي حصلوا عليها سابقًا؛ حيث اعتقد الناس أن فترة واحدة من الصمت أطول من فترتين متتاليتين. وأظهرت الخدع التي استُخدم الصمت فيها نفس النتائج كما في خدع الصوت الأخرى.

طلب من المشاركين سماع مقاطع صوتية تحاكي صخب المطاعم المزدحمة والأسواق ومحطات القطار، وبعد سماع المقاطع الصوتية لفترة قصيرة، تم إيقاف الصوت فجأة، مما خلق صمتًا قصيرًا. وأوضح الباحثون أن فكرة الخدعة لم تكن فقط لإثبات فعالية الصمت في إنتاج الخدع السمعية، ولكن أيضًا لإظهار أنه يمكن استخدام الصمت بدلاً من الأصوات في الخدع السمعية بنفس الفعالية.

صرح المؤلف المشارك إيان فيليبس، الأستاذ المتميز في جامعة بلومبرغ للفلسفة وعلوم النفس والدماغ، بأن هناك شيء واحد على الأقل نسمعه وهو الصمت الذي يحدث عندما تختفي الأصوات. وخلال دراستهم، اكتشف فريق البحث أن الخدع والتأثيرات الفريدة المستخدمة عادةً في معالجة الأصوات، يمكن أن تنتج أيضًا بالصمت. وهذا يشير إلى أننا نستطيع فعلًا سماع غياب الصوت.

ويعتبر هذا الاكتشاف طريقة جديدة لدراسة إدراك الغياب، ويخطط الباحثون للاستمرار في استكشاف قدرة الأفراد على سماع الصمت، بما في ذلك دراسة إذا ما كان بإمكاننا سماع لحظات من الصمت التي لا يسبقها أي صوت، بالإضافة إلى دراسة الظواهر البصرية مثل الاختفاءات وغيرها من الأمثلة على الأشياء التي يمكن للأفراد إدراك غيابها.

المصدر: https://scitechdaily.com

ترجمة: خلود لطفي الشريف

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!