لِمَ يتجنب الأطباء استخدام مؤشر كتلة الجسم؟

لِمَ يتجنب الأطباء استخدام مؤشر كتلة الجسم؟

11 أغسطس , 2023

ترجم بواسطة:

بلقيس الصالح

دقق بواسطة:

زينب محمد

أشارت دراسة إلى أن لا فائدة من هذا المؤشر في قياس الوزن والصحة

إن زرت طبيبًا أو مركزًا رياضيًا في السنوات الأخيرة، فعلى الأرجح أنهم قاموا بحساب مؤشر كتلة جسمك، وتستخدم هذه المعادلة الوزن بالكيلوغرام مقسومًا على مربع الطول بالمتر، ومن ثم يصنف الناتج إلى أحد التصنيفات التالية: نحافة أو وزن طبيعي أو زيادة في الوزن أو سمنة. تستخدم تلك التصنيفات بكثرة في النظام الصحي الأمريكي، حتى أنها استخدمت في تحديد أهلية الناس لتلقي تطعيم كورونا.

صوتت الجمعية الطبية الأمريكية في مطلع شهر يونيو بعدم استخدام مؤشر كتلة الجسم لتقييم الوزن والصحة، فهناك الكثير من المشاكل حول هذه المعادلة، ولتفهم السبب عليك أن تعرف تاريخها أولاً.

وضع المعادلة إحصائي بلجيكي في ثلاثينيات القرن 18 بهدف وصف الرجل المتوسط، ثم انتشر استخدامها في السبعينيات عندما كان المختص في وظائف أعضاء الجسم أنكل كيز يبحث عن طريقة أفضل من تلك التي تستخدمها شركات التأمين الأمريكية لتقدير دهون الجسم للناس وربطها بخطر وفاتهم، مشيرًا إلى أن مؤشر كتلة الجسم أفضل وأبسط.

يعد مؤشر كتلة الجسم مفيدًا لتقييم المجموعات، ولكنه ليس على نفس القدر من الفائدة في تقييم الأفراد، فالمقياس لا يراعي كتلة العظام والعضلات، وبالتالي فإن مؤشر كتلة أجسام الرياضيين عال بسبب كتلة العضلات العالية، فضلاً أن المؤشر لا يوضح التغير غير الصحي الذي يحدث مع كبار السن حيث يخسرون جزءً من الكتلة العضلية بينما تزداد دهون البطن.

أوضحت الدراسات هذه المشاكل، ومنها دراسة نشرت في انترناشونال جورنال اوف اوبيسيتي في عام 2016 تقارن بين مؤشر كتلة الجسم ومقاييس صحية أخرى كضغط الدم والدهون الثلاثية والكولسترول وسكر الدم ومقاومة الإنسولين لأكثر من 40.000 شخص، ووجد الباحثون أن حوالي نصف المصنفين كزائدي الوزن وحوالي 30% من المصنفين بالسمنة هم في الحقيقة في حالة أيضية صحية وسليمة، وعلى العكس فإن 30% من المصنفين بالوزن الطبيعي كانوا في حالة أيضية غير صحية، واستنتجوا من خلال هذه النتائج أن أكثر من 74 مليون أمريكي راشد مصنف بشكل خاطئ كصحيين وغير صحيين بناءً على مقاييس مؤشر كتلة الجسم.

لا تلغي السياسة الجديدة التي تبنتها الجمعية الطبية الأمريكية المؤشر تمامًا، ولكن تنصح الأطباء بالالتفات إلى عوامل أخرى لتقييم صحة ووزن الأفراد كدهون البطن ومعدلات سكر الدم وتحاليل الغدة الدرقية.

قال الرئيس السابق للجمعية الدكتور جاك ريسنيك: “هناك الكثير من المخاطر في استخدام الأطباء لمؤشر كتلة الجسم في قياس دهون الجسم وتشخيص السمنة، إلا أن بعض الأطباء يعده مفيدًا في بعض الحالات. من المهم أن يعي الأطباء فوائد وقصور استخدام مؤشر كتلة الجسم في البيئة الطبية ليقدموا أفضل رعاية لمرضاهم”.

ختامًا: لا يعد مؤشر كتلة الجسم مقياسًا دقيقًا لصحة الأفراد.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: بلقيس الصالح

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!