يقي ميكروبيوم الأمعاء الدقيقة المتوازن من الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني

يقي ميكروبيوم الأمعاء الدقيقة المتوازن من الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني

2 أغسطس , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان عبد النبي

دقق بواسطة:

زينب محمد

يتواجد في أمعاء كل شخص ما يقرب من 500 إلى 1,000 فصيلة بكتيرية، وربما يصل عددها إلى 100,000 تريليون ميكروب. استخدم الباحثون في كلية طب جامعة كاليفورنيا بسان دييغو في بحث جديد نُشِر في 5 يوليو، 2022 في Cell Reports نماذج من الفئران؛ ليختبروا تأثير النظام الغذائي وأنماط التغذية على الميكروبات المعوية، وصحة العائل، خاصةً في حالة الإصابة بالسمنة وداء السكري من النوع الثاني.

يعد اللفائفي هو الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة في كلٍ من الفئران والرجال، ويتصل بالأعور، الذي يمثل الجزء الأول من الأمعاء الغليظة. وتُستَخرَج في اللفائفي العناصر الغذائية من الطعام المسال، وتبدأ عملية استخراج الماء في الأعور، الذي يحدد أيضًا بداية القولون.

وتعد كلتا العمليتين من العمليات الديناميكية المعقدة، التي تتأثر بشدة بعوامل تتراوح من أنواع الأغذية المُستهلَكة، وموعد تناولها، إلى الميكروبات المتواجدة في الأمعاء، التي يساعد تواجدها وسلوكها في التحكم في الهضم، وامتصاص العناصر الغذائية، وتكوين الفيتامينات، وتطور الجهاز المناعي.

وقد صرح أمير ذارينبار، كبير مؤلفي الدراسة، والحاصل على دكتوراه في الطب، ومدرس مساعد في كلية الطب جامعة كاليفورنيا بسان دييغو، وطبيب أمراض الجهاز الهضمي بالمركز الطبي لجامعة كاليفورنيا بسان دييغو قائلًا: “من الهام أن ندرك أن ميكروبيوم الأمعاء يتغير باستمرار، ليس فقط وفقًا لما نأكله؛ ولكن بناءً أيضًا على الوقت”.

وأضاف: “يحصل معظم الباحثون على لقطات لهذه البيئة المتغيرة باستمرار؛ مما يُصعِب فهم ما يحدث في الأمعاء. ونحاول في هذه الدراسة أن نحصل على لقطات متعددة خلال اليوم، مما يشبه الفيلم تقريبًا؛ لنفهم بشكل أفضل كيف يتفاعل الطعام والميكروبيوم ليؤثروا على زيادة الوزن وداء السكري.

“وقد تعلمنا أن التغيرات الدورية في ميكروبيوم الأمعاء هامة إلى حد كبير بالنسبة للصحة؛ لأنها تساعد في ضبط الساعة البيولوجية، وبذلك تساعد في التنظيم والتحكم في الجلوكوز، والكوليسترول، والأحماض الدهنية، وصحة التمثيل الغذائي بشكل عام”.

وقد أوضح ذارينبار وزملائه في آخر أعمالهم تأثير هذه العوامل وتفاعلها، خاصةً فيما يتعلق باللفائفي ووظائفه الفريدة المتعلقة بالهضم والامتصاص. وقد درسوا بشكل محدد، كيف غيّرت السمنة الناتجة عن النظام الغذائي والتغذية المقيدة بالوقت تركيب الميكروبيوم اللفائفي وتسلسل النواسخ الجينية (مناطق ترميز البروتين في جينوم الكائنات) في نماذج الفئران.

إذ اكتشف الباحثون في نماذج الفئران أن السمنة الناتجة عن النظام الغذائي وغياب التغذية المقيدة بالوقت (كان يمكن للفئران تناول الطعام بأي قدر وفي أي وقت يريدون) نتج عنها اضطرابات في نظم ميكروبيوم الأمعاء ومسارات الإشارات التي تساعد في ضبط ساعات الأمعاء. وبعبارة أخرى، أصبح الفأر بدينًا ومعتلًا.

وقد صرحت المؤلفة الأولى آنا كارولينا دانتاس ماشادو الحاصلة على درجة الدكتوراه، وباحثة ما بعد الدكتوراه في معمل ذارينبار قائلةً: “من المثير للاهتمام أن تقييد الحصول على الطعام بنظام التغذية المقيدة بالوقت قد تأثر ليس فقط بإصلاح الأنماط المتأثرة بالحالة غير الصحية؛ ولكن من خلال مسارات جديدة أيضًا”.

وقال ذارينبار: “إن هذه النتائج قد أكدت تأثير النظام الغذائي وأنماط التغذية المقيدة بالوقت في الإبقاء على ميكروبيوم الأمعاء صحيًا، والذي بدوره يضبط نظم الساعة البيولوجية التي تحكم صحة التمثيل الغذائي”. وأضاف: “إن العلاقة بين الميكروبيوم والعائل معقدة للغاية، إذ يساعد الميكروبيوم في تحديد أداء الجهاز الهضمي وصحته في العائل”.

وأوضح المؤلفون أن عملهم يمكنه أن يفيد الدراسات المستقبلية، خاصةً الأبحاث المتعلقة بكيفية عمل الأمعاء أو كيفية تأثير الأدوية على وظائف الأمعاء تبعًا لحالة الميكروبيوم في وقت معين أو في وقت من اليوم.

المصدر: www.sciencedaily.com    

ترجمة: إيمان عبد النبي

تويتر: eman_abdelnabi2

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!