مادة حيوية جديدة لعلاج تلف القلب

مادة حيوية جديدة لعلاج تلف القلب

3 يوليو , 2023

ترجم بواسطة:

أماني صبره

دقق بواسطة:

زينب محمد

يمكن لمادة حيوية جديدة الوصول إلى القلب بعد فترة وجيزة من النوبة القلبية وعلاج الأنسجة التالفة من الداخل للخارج.

حيث تدمر النوبات القلبية النسيج العضلي القلبي، وتسبب ندوبًا، وتترك تلفًا دائمًا بعد 6 ساعات فقط، فيمنع التلف القلب من العمل بشكل صحيح. ولذلك إذا وجدت طريقة لبدء علاج الأنسجة التالفة بعد فترة وجيزة من النوبة القلبية، فقد يتمكن الأطباء من منع تطور النسيج الندبي. تقول كارين كريستمان، مهندسة الأحياء في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو: “في الوضع المثالي، من المفترض أن نعالج المريض فورًا عندما يصاب بنوبة قلبية لنحاول إنقاذ بعض الأنسجة ونحفز التجديد”.

ألهم السعي وراء هذه الغاية كريستمان وفريق من الباحثين تطوير المادة الحيوية، ففي الفئران والخنازير تبدو أنها تصلح الأنسجة التالفة وتقلل من الالتهاب مباشرة بعد النوبة القلبية مثلما أشارت كريستمان وزملاؤها في دراسة منشورة في مجلة نيتشر بايوميديكال إنجينيرنج بديسمبر الماضي.

أوضحت فيمالا بارادواج عالمة الطب الحيوي في جامعة ستانفورد والتي لم تشارك في البحث: “أعتقد أن المادة تتمتع بالكثير من المميزات”.

وجد الباحثون في السابق أن الخلايا الجذعية المشتقة من دهون الجسم يمكن استخدامها في علاج العظام والعضلات والقلب، وعلى هذا أرادت كريستمان التعامل مع النسيج خارج الخلية، وشبكة البروتينات التي توفر الدعم الهيكلي للخلايا في النسيج العضلي القلبي، وشبههتها بأنها مثل الخلايا الجذعية لديها القدرة على التجدد، ولكن تكلفتها أقل بكثير.

وفي عام 2009 أنتج فريق كريستمان مادة هلامية مائية باستخدام جزيئات من هذا النسيج، وأظهرت التجارب على الفئران والبشر لاحقًا أن المادة ترتبط بالمناطق التالفة وتحفز إصلاح ونمو الخلايا، ولكن بسبب حجم جزئيات المادة الهلامية المائية الكبير نسبيًا يمكن وصولها إلى القلب عن طريق الحقن فقط.

وتقول كريستمان: “وخز القلب عن طريق إبرة قد يسبب عدم انتظام دقات القلب، ولاستخدام هذا العلاج سيحتاج الأطباء إلى الانتظار بضعة أسابيع حتى يصبح القلب أكثر استقرارًا، وتقل احتمالية عدم انتظام دقات القلب، وبذلك سيفوت أوان منع الندوب”.

ثم أخذ الفريق المادة الهلامية المائية المصنعة مسبقًا، وغربلوا الجزيئات الأكبر حجمًا باستخدام جهاز طرد مركزي، فلم يتبق إلا الجسيمات النانوية، ثم أضافوا الماء إلى الخليط لجعل المادة المصنعة رقيقة بما يكفي لتصل إلى الأوعية الدموية القلبية عن طريق الوريد.

واستنادًا إلى حجم الجسيمات النانوية توقع الفريق أن الخليط سينساب خلال أي فجوات في الأوعية الدموية القلبية الناتجة عن النوبة القلبية، ثم يلتصق بالأنسجة المحيطة، وبمجرد الوصول إلى هناك سيصنع حاجزًا واقيًا أثناء علاج القلب.

وفي المقابل أظهرت التجارب على الحيوان أن مادة النسيج خارج الخلية ترتبط بالأوعية المتسربة، وتمنع بعض الخلايا الالتهابية من التحرك نحو أنسجة القلب في المقام الأول مسببةً المزيد من التلف، وأشار الفريق إلى أن المادة قللت من الالتهاب في القلب، وحفزت عملية الشفاء عن طريق تحفيز نمو الخلايا.

وأوضحوا أن هناك حاجة إلى المزيد من دراسات السلامة لتجهيز المادة الحيوية للتجارب السريرية، وعلى الأرجح ستكون أول تجربة على البشر لعلاج أنسجة القلب بعد النوبة القلبية.

 أشارت كريستمان أيضًا أن هناك تطبيقًا فعليًا آخر للمادة الحيوية، وهو علاج الأوعية الدموية المتسربة في الأعضاء الأخرى التي يصعب الوصول إليها، بما في ذلك إصابات الدماغ الرضحية (ناتجة عن صدمة الدماغ صدمة عنيفة).

بينما تجد بهارادواج أن التطبيق يحتمل أن يكون واعدًا، وأوضحت أن هناك حاجة إلى اختبارات لمعرفة ما إذا كانت المادة الحيوية تعالج الصداع والقصور المعرفي أو الذاكرة في الدماغ بعد إصابة رضية، وأن هذا ضروري لقياس ما إذا كان حقًا علاجًا فعالًا لإصابات الدماغ الرضحية.

المصدر: https://www.sciencenews.org

ترجمة: د. أماني صبره

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!