كيف تتعامل مع من يُحبون الأخذ ويرفُضون العطاء؟

كيف تتعامل مع من يُحبون الأخذ ويرفُضون العطاء؟

24 يونيو , 2023

ترجم بواسطة:

خياطي ليديا

دقق بواسطة:

زينب محمد

النقاط الرئيسية

  • قد يصبح إنجاز أي مهمة أمرًا مستحيلاً بسبب الأشخاص الذين يعتمدون باستمرار على الآخرين.
  • يتطرق بحث جديد في سيكولوجية التعاون لأسباب التهرب من العمل وعلاجه.
  • انظر إلى سلوك المتهرب عن العمل من زاوية جديدة وساعده على تنمية روح المساعدة، وساهم بالتالي في نجاحك.

تقوم كل العلاقات على أساس افتراض وجود أخذ وعطاء وأن الأمور ستؤول إلى تحقيق التوازن بين هذين العنصرين. وإذا كنت شخصًا معطاءً، فقد تجد صعوبةً في فهم سبب رغبة الآخرين في الأخذ دون العطاء، فلعلك تعرف شخصًا ما، سواء في العمل أو في حياتك الشخصية، يستمتع باستغلال الآخرين فينال الثناء على شيء لم يفعله، ويجعل الآخرين يشاركون في الثناء عليه ويتمادون في ذلك.

السيكولوجية الاجتماعية للتعاون

وفقًا لدراسة جديدة أجراها الباحث ج. لوكاس ثورمر وزملاؤه من جامعة بيتسبرغ الواقعة في ولاية بنسلفانيا الأمريكية (2022)، فإن التوازن بين الأخذ والعطاء في العلاقات أمر في غاية الأهمية لدرجة أنه يُعدُ أساسًا لـ “نجاح الأجناس البشرية”. وحتى لا يبدو لك الأمر مبالغًا فيه، إليك الحجة التي أتوا بها: “إن حلقةً ضعيفةً واحدة قد تحدد ما إذا كان فريق رياضي محترف سيفوز، أو ما إذا كان فريق جراحة سينقذ حياة شخص ما، أو ما إذا كان فريق الاستجابة للكوارث سيمنعُ وقوع كارثة”.

مما يُثير الدهشة، هو أن الباحثين قد لاحظوا أنه ثمة القليل نسبيًّا من العلوم النفسية التي تتطرق لمسألة ما إذا كان الأشخاص المتهربون عن العمل يفعلون ذلك قصدًا وكيف يؤثر ذلك على كل المشاركين في نفس الجهد. ومن المؤكد أن معرفة سبب رفض شخص ما المشاركة في دعم جهود المجموعة أمر مهم، لكن الأكثر أهمية بحسب ثورمر وآخرون هو معرفة كيف يؤثر سلوك المتهرب من العمل على الآخرين.

لعل الإجابة على هذا السؤال تحمل شقين اثنين وهما كالتالي؛ أن تتغاضى عن سلوك العضو غير المُتعاون في المجموعة لاعتقادك بأنه يرغب في المساعدة لكنه غير قادر على ذلك وأن تتضايق من ذلك لاعتقادك أنه في الواقع لا يرغب في المُساهمة.

تخيل أنك توليت مسؤولية تجميع مساهمات مجموعتك، المالية من أجل اقتناء هدية، وأن أحد أعضاء المجموعة امتنع عن المساهمة على الرغم من رغبته في ذلك، لمروره بضائقة مالية. وقد يكون هذا الأمر مبعثًا لانزعاج البعض لكن إذا كان لهذا العضو مالٌ متاح، فسيثير ذلك غضبك وغضب أعضاء المجموعة الآخرين. إذن، فرد فعلك مقترن أساسًا بنظرتك لسبب هذه الأنانية المعلنة: أهي نابعة عن سوء نية أم عن عدم القدرة على المُساهمة المالية؟

الرغبة في الأفضل للمجموعة

أن يرغب المرء في الأفضل لمجموعته يعني أن يتفانى في تقديم المُساعدة، لكن إذا كان مُفتقرًا للقدرة فلا يمكنه المُساهمة بأكثر من ذلك. ومع ذلك، فيرى ثورمر وآخرون أنه ثمة عامل آخر يجب مُراعاته. ماذا لو أن بذل المزيد من المجهود كفيل باكتساب المرء للقُدرة اللازمة؟ أليس بوسعه بذل المزيد من الجُهد، كأن يتخلى عن قهوة الصباح؟ أو أن يعرض مُساعدة أخرى إذا ما أراد ذلك، كأن يغلف الهدية لك؟ ويشكل هذا بالنسبة لدراسة بيتسبرغ مستوى عالٍ من “نية المجموعة المهنية”.

ومن أجل اختبار صحة التنبؤ الذي يشير إلى أن أعضاء المجموعة الواحدة يأخذون بعين الاعتبار تأثير نية المجموعة المهنية على القدرة على المساهمة، أجرى فريق البحث خمس تجارب على أكثر من 1000 مشارك منقسمين على ثلاث مجموعات في كلا السيناريوهين؛ (المحاكاة) والسياقات المعملية.

بعد إثبات صحة نموذجهم في الدراسات الإلكترونية، اختبر ثورمر وزملاؤه تماثُل رُدود فعل الأشخاص في كلا السيناريوهين. وفي كل دراسة، قَيم المُشاركون نية المجموعة المهنية للعضو ذي الأداء الضعيف استنادًا لأسباب ضعف المُساهمة التي قدمها والتي شملت قلة الاهتمام وقلة الجهد المبذول والرغبة في العمل من أجل مصلحة المجموعة.

تماشيًا مع نموذجهم النظري، فقد أخذ المشاركون نية المجموعة المهنية بعين الاعتبار عند إصدارهم لأحكام حول العضو ذي الأداء الضعيف، لاسيما ما إذا كانوا راغبين في العمل معه مُستقبلاً. وعلى الرغم من أن بعض المهام قد تكون صعبة التحقيق، فإن إظهار الأعضاء ذوي الأداء الضعيف رغبتهم في اكتساب القدرة اللازمة، كفيل بأن يقلص من النظرات السلبية التي تطالهم من أعضاء فريقهم.

تحفيز الآخذ على العطاء

تُزودك نتائج بحث جامعة بيتسبرغ بتفسير مُحتمل لضعف أداء المُتهرب من العمل الذي تعرفه، بالإضافة للأسباب التي قد تؤدي بك إلى أن تحكم بقسوة على هذا الشخص. وأن تضُم شخصًا يفتقر لنية المجموعة المهنية لفريقك أمر غير محبذ. لكن هل هنالك طريقة لكي تحفز هذا الشخص على بذل المزيد من المجهود، خاصةً إذا لم يكن أمامك خيار سوى العمل معه؟ فقد لاحظ ثورمر وآخرون أن “أصحاب الأداء الضعيف الذين يُنظر إليهم على أنهم لا يُقدرون أهمية الجهد المبذول… قد يحصلون على فرص لإثبات أنفسهم”.

ومن أجل أن تُحول نظرة هؤلاء، يتوجب عليك ألا تُبدي ردة فعل سلبية اتجاههم، حتى تساعدهم على تحسين مردودهم. فإذا ما كانوا يعتقدون أنهم لا يستطيعون اكتساب القُدرة اللازمة، شجعهم على المحاولة بخطوات صغيرة هذا أن الشخص الذي يرغب حقًا في العطاء سيقبل مُسبقًا بامتنان وحماس.

باختصار، فإن تعزيز المشاعر الإيجابية داخل المجموعة الواحدة أمر ممكن وذلك من خلال تحفيز أعضائها على تقديم أفضل ما لديهم. علاوة على ذلك، فإن دعم “الآخذ” بدلاً من رفضه قد ينتج عنه نتائج باهرة. وقد لا تنقذ بذلك الجنس البشري كله، لكنك ستخرج الأفضل من الأشخاص الذين تهتم كثيرًا لأمرهم.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: خياطي ليديا آمال

تويتر: @LydiaKhiati

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!