تعرف على ميكروبات الغابة التي تستطيع النجاة من الحرائق الضخمة

تعرف على ميكروبات الغابة التي تستطيع النجاة من الحرائق الضخمة

16 يونيو , 2022

ترجم بواسطة:

نورا الخاطر


يُظهر بحث جديد في جامعة كاليفورنيا في مدينة ريفرسايد أن الفطريات والبكتيريا القادرة على البقاء على قيد الحياة في حرائق غابات الخشب الأحمر العملاقة هي “أقارب” ميكروبيون غالبًا ما تزداد وفرتها بعد الشعور باللهب.

أصبحت الحرائق الضخمة شائعة بشكل متزايد، والتي تُعرف بأنها حرائق غير مسبوقة الحجم والشدة. في الغرب، يتسبب التغير المناخي في ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الثلوج في وقت مبكر، مما يتسبب في تمديد موسم الجفاف عندما تكون الغابات أكثر عُرضة للحرق.

على الرغم من أن بعض النظم البيئية تتكيف مع الحرائق الأقل شدة، إلا أنه لا يُعرف الكثير عن كيفية استجابة النباتات أو ميكروبات التربة المرتبطة بها للحرائق الضخمة، لا سيما في غابات الخشب الأحمر من نوع تانواك الجذابة في كاليفورنيا.

يقول سيدني غلاسمان، أخصائي الفطريات في جامعة كاليفورنيا، والمؤلف الرئيسي للدراسة: ” من غير المحتمل أن تتمكن النباتات من التعافي من الحرائق الضخمة بدون الفطريات النافعة التي تزود الجذور بالمغذيات، أو البكتيريا التي تحول الكربون والنيتروجين الإضافي في التربة التي تعرضت للحريق”. وأردف: “إن فهم الميكروبات يعد مفتاح لأي جهود من أجل الترميم”.

يساهم فريق جامعة كاليفورنيا في توضيح هذا الأمر من خلال ورقة بحثية نُشرت في مجلة Molecular.

بالإضافة إلى فحص تأثيرات الحرائق الضخمة على ميكروبات غابات تانواك الخشب الأحمر، فإن الدراسة غير عادية لسبب آخر. سُحبت عينات التربة من نفس قطع الأرض قبل وبعد حريق سوبيرانيس ​​عام 2016 في مقاطعة مونتيري مباشرةً.

يقول غلاسمان: “للحصول على هذا النوع من البيانات، سيضطر الباحث تقريبًا إلى حرق قطعة الأرض بنفسه. من الصعب للغاية التنبؤ بالضبط بمكان حدوث الحرق”.

لم يتفاجأ الفريق عندما اكتشفوا أن حريق سوبيرانس كان له تأثير هائل على المجتمعات البكتيرية والفطرية، مع انخفاض بنسبة 70٪ في عدد الأنواع الميكروبية. فوجئوا بأن بعض الخمائر والبكتيريا لم تنجُ من الحريق فحسب، بل ازدادت وفرتها أيضًا.

وشملت البكتيريا التي زادت: البكتيريا الشعاعية أو الخيطية (Actinobacteria)، وهي المسؤولة عن المساعدة في تحلل المواد النباتية. وجد الفريق أيضًا زيادة في بكتيريا من نوع Firmicutes، المعروفة بتعزيزها لنمو النبات، والمساعدة في السيطرة على مسببات الأمراض النباتية، ومعالجة المعادن الثقيلة في التربة.

في فئة الفطريات، وجد الفريق زيادة هائلة في خميرة Basidioascus المقاومة للحرارة، والقادرة على تحطيم المكونات المختلفة في الخشب، بما في ذلك الجنين، وهو الجزء الصلب من جدران الخلايا النباتية الذي يمنحها البنية الشكلية وتحميها من هجمات الحشرات.

قد تكون بعض الميكروبات قد استخدمت استراتيجيات جديدة لزيادة أعدادها في التربة التي تعرضت للحرق. يقول غلاسمان: “من المحتمل أن يستفيد فطر البنسليوم من الطعام المنطلق من نكروماس، أو”الجثث”، وقد تتمكن بعض الأنواع أيضًا من أكل الفحم.

ربما كان الاكتشاف الأكثر أهمية الذي توصل إليه الفريق هو أن الفطريات والبكتيريا، سواء تلك التي نجت من الحريق الضخم وتلك التي لم تنجُ، يبدو أنها مرتبطة وراثيًا ببعضها البعض.

يقول غلاسمان: “لقد تشاركوا في سمات تكيفية تسمح لهم بالاستجابة للحرائق، وهذا يحسّن قدرتنا على التنبؤ بالميكروبات التي ستستجيب، إيجابًا أو سلبًا، لأحداث مثل هذه”.

بشكل عام، لا يُعرف الكثير عن الفطريات والمدى الكامل لتأثيراتها على البيئة. من الضروري أن تستمر مثل هذه الدراسات في الكشف عن الطرق التي يمكن أن تساعد البيئة على التعافي من الحرائق.

يقول غلاسمان: “أحد أسباب التدني في مستوى فهم الفطريات هو أن هناك عددًا قليلاً جدًا من علماء الفطريات الذين يدرسون هذه الفطريات”. ويضيف: “لكن لها بالفعل تأثيرات مهمة، لا سيما في أعقاب الحرائق الكبرى التي تزداد وتيرتها وشدتها هنا وفي جميع أنحاء العالم”.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: نورا أحمد الخاطر

مراجعة وتدقيق: لبنى عبد الله آل ربيع


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية