crossorigin="anonymous">
18 يونيو , 2023
توصل الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس إلى تقنية حديثة لتصوير الرحم عن طريق رسم خرائط ثلاثية الأبعاد تُظهر مدى قوة انقباضات الرحم وتوزيعها بصورة لحظية، وتوضح أيضًا جدار الرحم بالكامل أثناء المخاض.
واستنادًا إلى وسائل التصوير المستخدمة منذ وقت طويل في مجال القلب، يمكن أن تُبين هذه التقنية انقباضات الرحم بشكل لم يسبق له مثيل وتوضح قدرًا كبيرًا من التفاصيل عن الأدوات المتاحة حاليًا، التي تقتصر فقط على توضيح وجود الانقباضات من عدمها.
نُشرت الدراسة السريرية في مارس الماضي في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز، وشارك فيها 10 من النساء حتى تمت عملية الولادة.
قال يونغ وانغ، كبير الباحثين الحاصل على الدكتوراه ويعمل كأستاذ مساعد في طب التوليد وأمراض النساء: “توجد حالات بمختلف أنواعها من التوليد وأمراض النساء متعلقة بانقباضات الرحم، لكن ليس لدينا طرق دقيقة تمامًا لقياسها”.
وأضاف قائلًا: “بهذه التقنية الحديثة، نستطيع ببساطة الارتقاء بالطرق المعتادة لقياس انقباضات الرحم أثناء المخاض -التي يُطلق عليها مقياس قوة المخاض- من التصوير أحادي البُعد، إلى رسم خرائط رباعية الأبعاد. وهذا يساعد في تحسين العناية بالنساء اللواتي يعانين من حالات الحمل عالية الخطورة وتحديد طرق لمنع حدوث الولادة المبكرة، التي تحدث لحوالي 10% من حالات الحمل عالميًا”.
أثناء المخاض والولادة، ينقبض الرحم لإحداث قوة تساعد على طرد الجنين، ويُطلق على النهج الجديد المتبع لقياس هذه الانقباضات اسم التصوير الكهربائي لعضلة الرحم (EMMI). يُمكن لهذه التقنية، على سبيل المثال، المساعدة في تحديد أنواع الانقباضات المبكرة التي تؤدي إلى حدوث الولادة المبكرة، فضلاً عن مساعدة الباحثين في التعرف على الطرق المستخدمة لإبطاء أو إيقاف هذد الانقباضات.
يُمكن أن تؤدي أيضًا حالات الانقباضات غير الطبيعية إلى توقف المخاض، مما قد يتطلب ولادة قيصرية. قد تُزيد الولادة المبكرة والقيصرية من مخاطر حدوث إصابات عند الولادة أو الوفاة للأم والرضيع كليهما. وقد تشمل هذه الإصابات تأخر النمو العصبي للطفل على المدى البعيد.
توصل الباحثون في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس إلى تقنية حديثة لتصوير الرحم عن طريق رسم خرائط مُفصلة ثلاثية الأبعاد تُظهر انقباضات الرحم بصورة لحظية. بهذه التقنية، يُمكن تحديد التطورات التي تحدث أثناء المخاض الذي يحدث طبيعيًا والتعرف على المشاكل التي قد تحدث، مثل حدوث المخاض المبكر أو توقف المخاض. وموضح في مقطع الفيديو للرحم التطور الذي يحدث بصورة لحظية في انقباض رحم أثناء حدوث المخاض الطبيعي.
وجد الباحثون أن انقباضات الرحم يصعب التنبؤ بها وثابتة مقارنًة بانقباضات القلب التي تُقاس عادًة بمثل هذه التقنية. حتى مع نفس المريضة، قد تختلف الانقباضات المتتالية في منطقة البداية وتختلف في اتجاه تقدمها.
علاوةً على ذلك، فقد وجدوا أنه لا توجد مناطق ثابتة في الرحم تبدأ منها الانقباضات، مما يشير إلى أن مناطق البداية أو المنظم لانقباضات الرحم ليس ثابتًا من الناحية التشريحية، كما هو الحال في القلب. وتُضيف هذه الاعتبارات قيمة أكبر لتقنية التصوير الخاصة بالفريق؛ إذا أنه يُمكنها تتبع التغيرات للتطور الذي يحدث للانقباضات.
تتضمن الدراسة النساء اللواتي يضعن حملهن للمرة الأولى وبعض النساء اللواتي أنجبن من قبل. فقد وجد الباحثون أن النساء اللواتي يضعن حملهن للمرة الأولى يُعانين من انقباضات أطول مع اختلافات أكثر مقارنًة باللواتي أنجبن من قبل. ويُعد هذا دليلًا على تأثير الذاكرة المحتمل للرحم. بالنسبة للنساء اللواتي أنجبن من قبل، يبدو أن الرحم يستطيع أن يتذكر تجربة المخاض السابقة له ويُحدث انقباضات أكثر كفاءة وإنتاجية.
تشمل الاستخدامات السريرية المحتملة التي يقترحها وانغ للتصوير الكهربائي لعضلة الرحم ما يلي:
تتمثل الخطوة التالية من البحث الذي يُجريه وانغ في قياس المعدل الطبيعي لانقباضات الرحم الذي يساعد في فك شفرة ما إذا كان الانقباض يحدث بشكل متزايد مما يؤدي إلى حدوث ولادة. فقد تلقى الفريق الخاص به في العام الماضي منحة من المعاهد الوطنية للصحة لإنشاء أطلس من الأنواع التي تميز شكل الانقباضات أثناء المخاض الطبيعي.
أوضح وانغ: “إن الهدف من هذه المنحة هو تصوير انقباضات المخاض التي تحدث بصورة طبيعية في 300 امرأة لنتمكن من معرفة المعدل الطبيعي لهذه الانقباضات -في النساء اللواتي يضعن حملهن للمرة الأولى واللواتي يُنجبن للمرة الثانية أو للمرة الثالثة”. وأضاف قائلًا: “هذه تقنية حديثة للقياس، وليس لدينا أي معرفة سابقة عنها. لذلك علينا بعمل أطلس يحتوي على المعدل الطبيعي أولًا”.
في المناطق الفقيرة بالموارد، قد يساعد هذا النوع من التصوير التفصيلي في جعل فترة المخاض والولادة أكثر أمانًا. ولجعل هذه التقنية متوفرة، يهدف وانغ إلى استخدام جهاز تصوير بالموجات فوق الصوتية أقل تكلفة وأكثر قابلية للتنقل بدلًا من استخدام فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الأكثر تكلفة، التي لم تكن متاحة على نطاق واسع في أجزاء كثيرة من العالم.
بالإضافة إلى ذلك، يقوم فريق وانغ بإنتاج أقطاب كهربائية وأجهزة إرسال لاسلكية يمكن التخلص منها بالتعاون الوثيق مع زملائه في جامعة واشنطن، تشوان وانغ، الحاصل على درجة الدكتوراه ويعمل كأستاذ مساعد في هندسة الكهرباء والأنظمة؛ وشانتانو تشاكرابارتي، الحاصل على درجة الدكتوراه وأستاذ كليفورد دبليو مورفي لهندسة الكهرباء والأنظمة، وبدعم من مؤسسة بيل وميليندا غيتس.
وأعرب عن أمله في تطوير نظام تصوير كهربائي لعضلة الرحم منخفض التكلفة يمكن تطبيقه في المناطق ذات الموارد المنخفضة والمتوسطة. وأضاف: “إننا نحاول أن نجعل الأقطاب الكهربائية أرخص بكثير باستخدام أقطاب كهربائية مطبوعة ويمكن التخلص منها واستخدام جهاز إرسال لاسلكي”.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: هند حمدي
لينكد إن: hend7amdy
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً