قياس التغيرات في أكسجة أنسجة المخ الناتجة عن العلاج الإشعاعي للسرطان

قياس التغيرات في أكسجة أنسجة المخ الناتجة عن العلاج الإشعاعي للسرطان

29 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

آية قابيل

دقق بواسطة:

زينب محمد

يعتمد العلاج الإشعاعي على إشعاع عالِ الطاقة لقتل الخلايا السرطانية، وتُوضع عادةً خطة الجرعات والعلاج بناءً على الأبحاث السريرية لتقليل تأثير الإشعاع على الأنسجة السليمة. ولكن نظرًا لأنه لا يمكن تقييم آثار العلاج الإشعاعي إلا بعد الإنتهاء من العلاج، فلا يمكن التنبؤ بالآثار الفورية للعلاج على المريض أو الآثار الجانبية المحتملة التي قد تتطور في مرحلة متقدمة نتيجة العلاج؛ لأن آثار علاج السرطان متغيرة للغاية، حتى الجرعات التقليدية التي تُعطي للمرضى قد تسبب آثارًا جانبية طويلة المدى لدى بعض الأشخاص.

أوضح البروفيسور المساعد تيمو ميليلا، من جامعة أولو فنلندا، وهو جزء من فريق يضم كبير الفيزيائيين الدكتور جوها نيكيتين، من قسم الفيزياء الطبية السريرية للعلاج الإشعاعي في مستشفى جامعة أولو، والذي يعمل على تغيير طريقة علاج السرطان من خلال تركيز العلاج حول المريض: «تنتج علاجات السرطان تغييرات واسعة في الخصائص الفسيولوجية والمورفولوجية للأنسجة، والتي تعتمد أيضًا على الفرد».

 نُشرت الدراسة في مجلة البصريات الطبية الحيوية (JBO)، وأشار الباحثون فيها إلى تطوير طريقة لقياس الاستجابة البيولوجية للفرد للعلاج، مما يمكنهم من تقييم تأثير العلاج الإشعاعي على المريض في الوقت الفعلي.

تتضمن طريقتهم استخدام جهاز التحليل الطيفي الوظيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة، الذي يستخدم ضوء الأشعة تحت الحمراء لقياس التغيرات في تركيز الهيموجلوبين في الدماغ – وهو مؤشر على مستوى أكسجة الأنسجة. تُستخدم هذه التقنية غير الغازية بشكل شائع لدراسة نشاط الدماغ استجابة لمختلف المحفزات والمهام المعرفية.

في هذه الحالة، استخدمه الباحثون لقياس التغيرات في تركيز الهيموجلوبين في الدماغ حيث خضع المريض للعلاج الإشعاعي للدماغ بالكامل واستُخدم مسرع خطي لتوصيل جرعات مستهدفة من الإشعاع إلى دماغ المريض.

يقول ميليلا: «بُني نظام الألياف البصرية باستخدام التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة ودمجه مع معجل خطي طبي لقياس تغيرات أكسجة الأنسجة الدماغية أثناء العلاج الإشعاعي في الدماغ، حيث تقتصر جرعة الإشعاع على مناطق الدماغ لتجنب إشعاع العينين».

يغير العلاج الإشعاعي الدورة الدموية في أنسجة المريض، وبما أن مستويات الهيموجلوبين هي مؤشر مهم لتوضيح التغيرات في كمية الدم، فإن استخدام التحليل الطيفي للأشعة تحت الحمراء القريبة يمكن أن يوفر معلومات عن تأثيرات العلاج الإشعاعي على الدورة الدموية في الأنسجة. باستخدام تقنيتها، نجح الباحثون في قياس مستويات أكسجة الأنسجة لدى 10 مرضى ولاحظوا تغييرات فورية في المستويات حيث خضع المرضى لإشعاعات متعددة أثناء علاجهم.

أضاف ميليلا: «هذه هي المرة الأولى لقياس الديناميكا الدموية الدماغية البشرية وتغيرات الأكسجين في الأنسجة الدماغية أثناء العلاج الإشعاعي السريري. فالقياس الفوري لمستويات أكسجة الأنسجة أثناء العلاج الإشعاعي مفيد في حالات نقص الأكسجة في الورم تحديدًا، وهو عندما تكون مستويات الأكسجين في الورم منخفضة لأسباب معينة، مثل الأورام المقاومة للعلاج الإشعاعي. من خلال القياس الفوري لمستويات أكسجة الأنسجة، يمكن استخدام طريقتنا المقترحة لتقييم فعالية علاج السرطان وهذا قد يمكّن الأطباء في النهاية من تحديد الجرعات الإشعاعية لتحسين فعالية العلاج مع مرضاهم».

يخطط الباحثون لاستخدام تقنية قياس مستويات أكسجة الأنسجة لدراسة كيفية استجابة كل مريض لجرعات مختلفة من العلاج الإشعاعي، لتطوير أبحاث السرطان وعلاجات جديدة.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: آية قابيل

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!