ذهنك يتشتت لأن دماغك يهمس

ذهنك يتشتت لأن دماغك يهمس

28 نوفمبر , 2022

ترجم بواسطة:

ساره الزعابي

دقق بواسطة:

زينب محمد

صمم بواسطة:

نيرمين مارديني

النسخة الصوتية للمقال

تنشط أحلام اليقظة “الحُصين”؛ الذي يطلق إشارات كهربائية تساعدنا على تخزين الذكريات.

بينما تكون جالسًا في اجتماع عمل، يبدأ عقلك بالتجول في مكان آخر، ثم فجأة، تدرك أن الشخص الذي عقد الاجتماع قد طرح عليك سؤالاً لم تسمعه؛ لكن لماذا يحدث هذا؟

تقول الباحثة آنا تشامبرز من معهد العلوم الطبية الأساسية بجامعة أوسلو: “من الطبيعي أن تحلم لفترة قصيرة آلاف المرات في اليوم لبضع ثوانٍ لكل مرة”.

ووفقًا للفريق البحثي على كيفية تخزين الذكريات طويلة المدى؛ فإن التفسير على ذلك هو أنه يوجد داخل الدماغ منطقة على شكل السجق طولها 3 سم تسمى الحُصين؛ حيث يتلقى الكثير من المعلومات والعواطف لخلق الذكريات حيث تتغير تلك الذكريات بعد فترة.

ففي دراسة نشرت مؤخرًا في مجلة Cell Reports بعنوان “الصمت الخاص بنوع الخلية في الدوائر القشرية المهادية يسبق تموجات الموجة الحادة في الحصين”، حيث توضح تشامبرز أنه قبل 70 عامًا، خضع مريض لعملية زرع الحصين بسبب مرض الصرع. وتأكيدًا على أهميته، فإن بدونه لن يكون المرء قادرًا على تكوين ذكريات جديدة، حيث سينسى ما حدث في اليوم السابق، ماعدا الذكريات التي وقعت قبل الجراحة.

 ولحسن الحظ، تتخزن الذكريات طويلة المدى في منطقة مختلفة من الدماغ غير منطقة الحُصين. وهذا هو السبب في أن تتخزن الذكريات في مكان جديد عندما نحلم.

يقول الأستاذ المساعد كوين فيرفايجك من قسم الطب الجزيئي: “نادرًا ما ندرك ما يحدث من حولنا في حالة اليقظة الهادئة أثناء اليوم، حيث قد نكون نحلم. فعندما نجد أنفسنا في هذا الموقف، يرسل الحُصين نبضات كهربائية تشفر ذكريات مختلفة، فهو يشبه إلى حدٍ ما تحديد الرموز الشريطية المختلفة الفريدة منتجًا في المتجر”.

 وأضاف قائلاً: “يحدث ذلك آلاف المرات في اليوم دون أن ندرك ذلك. لذا حتى عندما نعتقد أننا لا نفعل شيئًا مفيدًا، فإن عقولنا تكون مشغولة بتخزين أشياء جديدة وتذكرها”. يعتقد الباحثون أنه يساعدك على تذكر المكان الذي نشأت فيه أو أين ذهبت إلى المدرسة .

 وأوضحت تشامبرز: “ربما تتذكر هذه الأماكن جيدًا بحيث يمكنك رسم خريطة لشارع المدينة أو غرفة في المنزل الذي تعيش فيه”. حيث يرسل الحُصين رسائل ضعيفة حول ذكريات الماضي إلى بقية الدماغ.

وتأكيدًا على ذلك؛ أجرى فريق البحث تجارب على الفئران لإلقاء نظرة فاحصة على ما يحدث في حالة الشرود الذهني، حيث استخدموا مجاهر خاصة لقياس نشاط الخلايا العصبية في مناطق دماغية متعددة في وقت واحد.

ويقول زميل أبحاث الدكتوراه كريستوفر نيرلاند بيرج: “وجدنا أنه أثناء اليقظة الهادئة، يرسل الحُصين رسائل ضعيفة إلى بقية الدماغ، حيث إن القوة ضعيفة لدرجة أن هذه الرسائل تضيع في فوضى الرسائل التي تتلقاها الأجزاء الأخرى من الدماغ. وقاد هذا الاكتشاف إلى التساؤل حول كيفية سماع الدماغ هذه النفخة من الحُصين”.

وعلاوةً على ذلك، وجد الباحثون شيئًا آخر، فإنه قبل ثانية أو ثانيتين من إثارة الحُصين لكلمة من الذاكرة، يكون جزء كبير من الدماغ صامتًا ليتمكن من سماع ما يحاول الحُصين قوله.

وأضافت تشامبرز: “وهذا يساعد في شرح كيفية نقل الذكريات من الحُصين إلى أجزاء أخرى من الدماغ  ليخزنها. فعندما نكون مستيقظين ولكن لا نعمل بنشاط، أو على الأصح نكون نحلم، فإننا لا ندرك ما يدور حولنا. وهذا بالفعل يحدث لسبب وجيه، لأن الدماغ ينشط في الاستماع إلى الذكريات”.

يعتقد بعض الآباء أنه يتعين عليهم ترفيه أطفالهم طوال الوقت، فعلى العكس من ذلك،  يقول فيرويك: “مع هذا البحث الجديد، نعتقد أن الشعور بالملل مفيد بالفعل لتكوين  الذكريات”.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: ساره الزعابي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد

تعليق صوتي: نيرمين مارديني


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!