crossorigin="anonymous">
9 مايو , 2023
لا ضير في أن يرتقي فكرك وتتغير نظرتك للأمور.
“الحياة هي أحداث تحدث لك بينما أنت مُنهمك بالتخطيط لأمور أخرى”.
جون لينون
بمرور السنوات بدأت أخيرًا فهم ما يعنيه، كنت دائمًا أحدد أهدافي بما أنني امرؤٌ يتسم بالطموح، وفردٌ تحركه الإنجازات، كانت أهدافًا مفصلة ومَقيسة ومنجَزة، أو غيرها من الأمور الأخرى التي من شأنها أن تحقق الأهداف.
كانت تلك الأهداف محطة انطلاق لتحقيق مطامعي الكبيرة. الطموحات التي لطالما راودتني منذ أمد بعيد، الطموحات التي أثارت حماسي، والتي لطالما أبصرتها عيناي تتحقق. ومع ذلك لم يخطر ببالي أبدًا بأن السبيل نحو تحقيقها قد يغير من طموحي.
قيل لي أثناء نشأتي بأن أسعى دائمًا خلف تحقيق طموحاتي، وشُجعت على العمل بجد ليستمر الإيمان في داخلي، وألا يكون مصطلح الاستسلام في قاموسي، وأن أستمر بالمضي قدمًا أيًا كانت الظروف.
ولكن، ماذا لو سارت الأمور لاتجاه آخر؟ ماذا لو قادك الطريق نحو طموحاتك إلى حياة لا ترغب فيها نفسك؟ ماذا لو بدأت تشعر بأن ما ظننت أنك تريده كان مجرد عبء يثقل كاهلك؟ ماذا لو لم يناسبك الطموح الذي لطالما حلمت به؟ ماذا لو كبرت على طموحاتك؟ لا نملك إرشادات دقيقة حول كيفية التعامل مع هذه الأمور.
ولكن الواقع يخبرنا بأن التغيير هو أكثر نواحي الحياة ثباتًا ولا مفر منه، وأعني بالتغيير الدائم، أي أنك تتغير فتبدأ طموحاتك بالتغير، ولكن لا عليك، فذلك ليس دليلًا على الفشل وأن الاستسلام تمكّن منك، أو لإحباط أحدهم، بل هو مجرد جزء منك يتغير.
إلا أنه ليس بالأمر الهيّن، لأنه من الصعب التخلي عن شيء آمنت به بشغف وعملت لأجله بجد، بل قد يتطلب الأمر بعض الوقت، خاصةً إذا كان ذلك الطموح مطمعك منذ وقت طويل، فجأة يصعب الأمر عليك، وتشعر بأنك لم تعد تعرف ما الذي تسعى إليه، وبأنك تغرق في بحر الضياع ولا تعلم ما الذي ينبغي عليك فعله بعد ذلك.
تذكر بأنك لست وحيدًا، وأن كل ذلك جزء من التشكّل.
ابدأ بهذه الخطوات حتى تجتاز هذا التغيير
اعلم أنه من الطبيعي أن تتغير طموحاتك، تمامًا مثلما أنه من الطبيعي أن تتغير ذاتك، لذا لا تلم نفسك بشأن ذلك التغيير ولا تظن بأنك أخفقت، ففي المقابل أنت تنجح بصدقك للشخص الذي أنت عليه الآن، وتمتثل لذلك.
كون أنك تخطيت طموحك لا يعني أنك لا تشعر بخيبة الأمل بعد التخلي عنه، فلو كان طموحك يعني شيئًا ما لك، فمن الطبيعي أن تحزّ نفسك. إذا كان هذا هو الحال، فلا تكتمه بصدرك، لأن محاولة إنكار شعورك بالوجع سيفاقم الألم في داخلك، لذا امنح روحك وقتًا كافيًا كي تحزن ويشفى غليلها.
حدد مسارك وهدفك الجديد، وجدّد علاقتك مع ما أنت عليه اليوم، تخلّ عن شخصيتك السابقة وعن طموحات الماضي، وحدد أهم الأمور بالنسبة لك في الوقت الحالي، أي حياة تود أن تحياها؟ وما الذي يدخل السرور على قلبك؟ ما الذي يثير شغفك ويُلهمك؟ وكيف تود قضاء وقتك؟
سلّط الضوء على تطورك، لكي تستعيد زخمك. ابدأ باتخاذ خطوات صغيرة تشقّ لك طريقك، وتُسهم في تطور أمرٍ ما يهمك، واعتبر هذا نوعًا من التحفيز للمضي قدمًا، وبمرور الوقت، وبينما تسترد حماسك، ستجد طموحاتٍ جديدة، تجابه فيها جيوش الأيام سعيًا لتحقيقها.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: فيّ جمعة
مراجعة وتدقيق: سقاف العيدروس
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً