تقنية ملاحة صوتية جديدة ستمكن المكفوفين من التنقل بحرية

تقنية ملاحة صوتية جديدة ستمكن المكفوفين من التنقل بحرية

8 مايو , 2023

ترجم بواسطة:

منة إدريسي

دقق بواسطة:

زينب محمد

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون في معهد (Brain Cognition and Technology) بجامعة ريتشمان بقيادة البروفيسور أمير أميدي أن المناطق المسؤولة عن التنقل البصري في الدماغ يمكن تنشيطها باستخدام الصوت، وذلك من خلال التدريب على اجتياز المتاهات باستخدام المعلومات الصوتية بدلاً من المعلومات المرئية.

هذا الاكتشاف يسلّط الضوء على العديد من النظريات العلمية، لعل أهمها النتائج التي تم التوصل إليها في فرضية الفترة الحرجة الحائزة على جائزة نوبل، وسيوفر طرقًا جديدة للتدريب المعرفي للكشف المحتمل عن مرض الزهايمر والوقاية منه.

 أجرى الفريق سلسلة من الدراسات على مدى السنوات الماضية تتحدى المعتقدات التقليدية حول عمل الدماغ البشري. إن الدماغ حسب نظريتهم الجديدة مقسم إلى مهام، وليس حسب الحواس وهو التقسيم المعروف عمومًا منذ سنوات (منطقة الرؤية، ومنطقة السمع، إلخ).

 استخدمت هذه الدراسات أجهزة محركات الأقراص (SSDs)، وهي أدوات مهمتها هنا نقل المعلومات الحسية من حاسة واحدة إلى حاسة أخرى. فعلى سبيل المثال لا الحصر، يمكن أن تساعد الأفراد المعاقين بصريًا على “الرؤية” عن طريق تحويل المعلومات المرئية إلى أصوات.

بعد التدريب، يمكن للأفراد تحديد الأشكال ومواقع الأشياء والكلمات والحروف وحتى الوجوه عند تمثيلها من خلال الصوت. لقد ثبت أن التدريب على محركات أقراص الحالة الصلبة يكون فعالًا للأشخاص حتى في الأربعينيات والستينيات من العمر، مما يدعو إلى التساؤل عن فكرة الفترات الحرجة لتنمية الحواس.

 تقترح النظرية الكلاسيكية للفترات الحرجة أنه لا يمكن تطوير الحواس إلا أثناء الطفولة فقط، من خلال التعرض للمشاهد والأصوات وما إلى ذلك. وإذا لم تتطور خلال هذه الفترة، فلا يمكن استخدامها لاحقًا في الحياة. تشير حقيقة إمكانية استخدام محركات أقراص (SSD) للتدريب الفعال حتى في مرحلة البلوغ إلى ضرورة مراجعة نظرية الفترات الحرجة، بل أظهرت مجموعة الأبحاث هذه أنه يمكن إعادة برمجة الدماغ من خلال هذا التدريب بحيث يمكن تنشيط المناطق المسؤولة عن الرؤية في الدماغ حتى لدى الأشخاص الذين يعانون مشاكل بصرية.

 توفر هذه الأجهزة سهلة الاستخدام للباحثين فرصًا فريدة لمراقبة كيفية استجابة مناطق الدماغ المختلفة عندما تأتي المعلومات ذات الصلة من حاسة أخرى. وتمكنوا باستخدام التصوير الوظيفي بالرنين المغناطيسي (fmri) من فحص تأثير استخدام محركات أقراص (SSD) على المناطق المنظمة للشبكة البصرية في الدماغ، تحديدًا الباحة الظهرية الوسطى المعروفة باسم (V6)، وهي المنطقة المسؤولة عن معالجة البيانات البصرية والإدراك الحركي.

تشير نتائج هذه الدراسة إلى أنه من خلال التدريب القصير باستخدام (EyeCane)، وهو محرك أقراص صلبة خاص ينقل المعلومات المكانية حول المحيط المرئي من خلال الأصوات، يمكن تنشيط منطقة (V6) لدى المكفوفين خلقيًا.

 تدعم الدراسة أيضًا الفكرة القائلة بإن الدماغ لديه القدرة على معالجة المهام والخصائص المرئية إذا استخدم التقنيات والتدريب المناسبين سواء كان العمى خلقيًا أو ناتج عن عوامل أخرى أثناء الحياة، بالإضافة إلى ذلك، وجدت الدراسة أن المنطقة تحتوي على الخلايا العصبية الحركية المسؤولة عن اتجاهات التنقل يمينًا ويسارًا (egocentric navigation).

الأهم من ذلك، قد يكون لنتائج هذه الدراسة آثار على تطوير طرق الكشف عن مرض الزهايمر والوقاية منه.  يعتبر العجز في الإدراك المكاني من الأعراض المبكرة الشائعة لمرض الزهايمر، ويعتمد التنقل والإدراك المكاني على (V6) بين مناطق الدماغ الأخرى.

حقيقة أن منطقة (V6) يمكن أن تطور عمليتها الإنتقائية للتنقل لدى من لديه مشاكل بصرية، خاصةً لدى المشاركين المكفوفين خلقيًا باستخدام محرك الأقراص (EyeCane)، تشير إلى أنه قد تكون هناك طرق لتدريب وتعزيز قدرات التنقل لدى الأفراد المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، مثل  كبار السن أو أولئك الذين يعانون من ضعف إدراكي خفيف.

 علاوةً على ذلك، قد نتمكن من تحديد المؤشرات والأهداف الحيوية مبكرًا لمنع أو إبطاء تقدم مرض الزهايمر من خلال فهم الآليات العصبية الكامنة وراء تطوير التنقل المكاني وعمله.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: منة إدريسي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!