بطاريات قابلة للزراعة تستنفذ الأكسجين وتساعد في علاج السرطان

بطاريات قابلة للزراعة تستنفذ الأكسجين وتساعد في علاج السرطان

30 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

أماني علاّم

دقق بواسطة:

زينب محمد

رُغم عقودٍ من البحث وعشرات المليارات من الدولارات التي أُنفقت في البحث والعلاج حول العالم، فإن المعركة ضد السرطان مازالت مستمرة. حققت العلاجات التقليدية، مثل الجراحة والعلاج الإشعاعي والكيميائي والأدوية تقدمًا، لكنها غالبًا ما تكون مؤلمة ومكلفة وقد تسبب بعض الآثار الجانبية المزعجة. فقد تتأثر خلايا الجسم السليمة سلبيًا وربما تعاود خلايا السرطان المهزومة-في مكانٍ ما-الظهور في مكان آخر.

سمحت التقنيات الحديثة للأطباء بزراعة أنظمة توصيل دوائي صغيرة تحت أنسجة الجسم، تستهدف بدقة المناطق المصابة. ولكن المشكلات المتعلقة بالتوافق الحيوي والنفاذية لا تزال تمثل تحديًا. أعلن الباحثون في جامعة فودان بشنغهاي مؤخرًا أن لديهم نهجٍ أفضل لمكافحة السرطان.

في ورقة بحثية نُشرت في مارس 2023 بدورية Science Advances، أعلن فان تشانغ ويونغ يو زيا أن البطارية ذاتية الشحن القابلة للزراعة والتي تستهلك الأكسجين يمكنها استهداف الخلايا السرطانية والمساعدة في قتلها.

تحتوي الخلايا السرطانية عامةً على مستويات أكسجين أقل وهي حالة معروفة باسم “نقص الأكسجة”. وقدمت للطب هدفًا جديدًا وواضحًا، وهو تصميم نظام توصيل دوائي يعمل في بيئة منخفضة الأكسجين وتزويده بعلاجات تقتل الخلايا السرطانية. سابقًا، لم تحقق هذه الطريقة إلا نجاحًا محدودًا بسبب مستويات نقص الأكسجة غير الكافية أو المتباينة في الأورام الصلبة، لكن أوضح كلٌ من تشانغ وزيا أن طريقتهم تستهدف بيئة الخلية بدلاً من الخلية نفسها. وأضافا: “استخدام الأجهزة القابلة للزراعة لتنظيم البيئة المحيطة بالورم قد تكون طريقة أكثر فاعلية لعلاج السرطان”.

أدركا أنهما إذا تمكنا من زيادة درجة نقص الأكسجة سيكون التعرف على الورم أكثر سهولة، لذلك صمموا بطارية الماء المالح ذاتية الشحن التي تستطيع تنظيم محتوى الأكسجين في البيئة المحيطة بالورم باستمرار. إن البطارية هي خطوة من نهج ذو خطوتين للقضاء على الأورام؛ و تزيد وتحافظ على حالة نقص الأكسجة في المناطق قليلة الأكسجين حيث تنتشر أدوية علاج السرطان المصممة للتعرف على الخلايا السرطانية في هذه المناطق. بتقليص مكان تطبيق الدواء على المناطق قليلة الأكسجين، فسيكون هناك تأثير ضئيل أو معدوم على الخلايا السليمة الغنية بالأكسجين.

أظهرت دراسة محدودة أن استخدام طريقة البطارية والدواء قضى تمامًا على الورم في ٨٠% من الفئران. وفقًا لتشانغ، فإن البطارية يمكنها استهلاك الأكسجين باستمرار داخل الخلية السرطانية لأكثر من ١٤ يومًا.

قال زيا: “هذه الدراسة تجمع بين تقنية البطاريات والعلاج الحيوي. فهي لا تقتصر على توفير طريقة جديدة لعلاجات السرطان فقط، بل تشكل أيضًا سابقة لاستخدام البطاريات في التطبيقات الطبية الحيوية”.

أشار مؤلفو الدراسة أنه بالرغم من النتائج المذهلة السابقة، مازال هناك حاجة إلى المزيد من البحث. فعلى الرغم من عدم ملاحظة آثار جانبية خطيرة في دراسة الفئران، إلا أن المقاييس البشرية أكثر صرامة. فلا نزال نحتاج إلى تأكيد التوافق مع النسيج البشري، لكن التقنية تحمل وعدًا كبيرًا للتطبيق في أجهزة أخرى.

وأضافوا: “إن مكونات البطارية متوافقة حيويًا مما يقلل أضرار زراعتها. علاوةً على ذلك هناك احتمال كبير لتطوير أجهزة طبية أخرى مثل: الإشعاع الكهروكيميائي (electrochemiluminescence)، والأجهزة القابلة للارتداء، والعلاجات المركبة، وتنظيم البيئة المجهرية الالتهابية وتحفيز الأعصاب الكهربائي”.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: أماني علام

لينكد إن: amany-allam

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!