crossorigin="anonymous">
12 يوليو , 2022
يُعد القطبين الشمالي والجنوبي من أبرد بقاع الأرض، إلا أن أحدهما أشد برودة من الآخر.
أي القطبين أبرد، إذن؟
كلا القطبين بارد بسبب وقوعهما في الجزء العلوي والسفلي من الكوكب مما يعني عدم تعرضهما إلى ضوء الشمس بشكل مباشر فتكون الشمس دائمًا منخفضة في الأُفق حتى في منتصف صيفهما. أما في فصل الشتاء فتكون الشمس بعيدة جِدًا عن الأُفق ولا تشرق لعدة أشهر.
وأضف إلى ذلك الأسطح البيضاء للجليد والثلج التي تكسو القطبين عاكسة للغاية، مما يعني أن معظم الطاقة التي تصل إليهما من ضوء الشمس ترتد إلى الفضاء، فيبقى الهواء فوق السطح باردًا نسبيًّا.
وعلى الرغم من أن هذه العوامل تجعل كلا القطبين بارد جدًا إلا أن القطب الجنوبي يظل أكثر برودة من القطب الشمالي، وفقًا لمعهد وودز هول لعلوم المحيطات.
يبلغ متوسط درجة الحرارة السنوية في القطب الشمالي -40 درجة مئوية في الشتاء، و0 درجة مئوية في الصيف بخلاف القطب الجنوبي الذي يبلغ متوسط درجة حرارته -60 درجة مئوية في الشتاء و-28.2 درجة مئوية في الصيف.
إن السبب الرئيس لكون القطب الجنوبي أكثر برودة من القطب الشمالي يكمن في وجود فارق كبير بينهما.
قال روبن بيل، العالم المتخصص في شؤون القطبين في مرصد لامونت دوهرتي للأرض بجامعة كولومبيا في نيويورك: “القطب الشمالي محيط أما القطب الجنوبي فقارة”.
فالقطب الشمالي عبارة عن محيط تحيط به اليابسة، بينما القطب الجنوبي يابسة متجمدة يحيطها المحيط. ويبرد الماء ويدفأ بشكل أبطأ من اليابسة، مما يؤدي إلى انخفاض شديد في درجات الحرارة حتى عندما يكون المحيط المتجمد الشمالي مغطى بالجليد، فإن درجة مياهه الدافئة لها تأثير على المناخ الذي يساعده على البقاء أكثر دفئًا من القطب الجنوبي.
بالإضافة إلى وقوع القطب الشمالي بنفس مستوى البحر، أما القطب الجنوبي فهو قارة بمتوسط ارتفاع يبلغ حوالي 2300 متر. وتزداد البرودة بزيادة الارتفاع.
يختلف الغطاء الجليدي في كل من القطبين الشمالي والجنوبي على مدار السنة، فينمو ويزداد في فصول الشتاء الطويلة المعتمة ويذوب في فصول الصيف شديدة الحرارة.
ويرجع معظم هذا التغير في الغطاء الجليدي إلى الجليد البحري الذي يطفو، وينمو، ويذوب فوق المحيط. ونظرًا لأن القطب الشمالي محاط تمامًا باليابسة، فإن الجليد البحري الذي يتكون هناك ليس متحركًا مثل الجليد البحري في القطب الجنوبي. لذلك الأطواف الجليدية في القطب الشمالي أكثر قابلية للتلاقي، مما جعل الجليد البحري في القطب الشمالي أكثر سمكًا من القطب الجنوبي. إذ يبلغ سمكه 2-3 أمتار مقارنةً بالجليد البحري في القطب الجنوبي والذي يتراوح سمكه من متر إلى مترين، وفقًا للمركز الوطني لبيانات الجليد والثلوج.
وصرّح المركز الوطني لبيانات الجليد والثلوج بأن الحد الأدنى لامتداد الجليد البحري في القطب الشمالي يبلغ نحو 6.5 مليون كيلومتر مربع وامتداده الأقصى 15.6 مليون كيلومتر مربع. في المقابل، يبلغ الحد الأدنى لامتداد الجليد البحري في القطب الجنوبي 3.1 مليون كيلومتر مربع وامتداده الأقصى 18.8 مليون كيلومتر مربع.
ومع ذلك، ليس هناك شك في أن القطب الجنوبي يحتوي جليدًا أكثر من القطب الشمالي. وهذا بسبب الجليد المتواجد فوق اليابسة إضافةَ إلى الجليد البحري، فيصل سمك الغطاء الجليدي إلى 4.8 كيلومترات، ويغطي مساحة تبلغ نحو 13.7 مليون كيلومتر مربع وفقًا للمؤسسة الوطنية للعلوم.
بشكل عام، تحتوي القارة القطبية الجنوبية على 90% من جليد العالم.
قالت سيسيليا بيتز، عالمة المناخ القطبي بجامعة واشنطن في سياتل: “يتغير حجم وكتلة الجليد على الأرض في فصل الصيف بنسبة بسيطة عن كميتة في الشتاء؛ وهذا لأن الحجم والكتلة كبيران للغاية”.
كما كشفت الدراسات أن سماكة وامتداد الجليد البحري الصيفي في القطب الشمالي قد انخفضت بشكل كبير على مدى الثلاثين سنة الماضية وهذا يتوافق مع ملاحظات ارتفاع درجة حرارة القطب الشمالي.
وتضيف بيتز: “يتناقص جليد القطب الشمالي وغرينلاند بسرعة بسبب الاحتباس الحراري. فيؤدي تناقص مساحة الجليد البحري الشمالي إلى ارتفاع الحرارة بشكل أكبر، مما يفاقم المشكلة”.
في المقابل، أدى فقدان الجليد البحري حول القارة القطبية الجنوبية إلى تغيرات متفاوتة على مدى الأربعين سنة الماضية عندما كان لدينا بيانات جيدة نِسبيًّا. وتُعد ديناميات المناخ في القطب الجنوبي أكثر تعقيدًا، لأن دوران الهواء والمحيطات عاملان مهمان للغاية هناك”.
المصدر: https://www.livescience.com
ترجمة: رهام الجهني
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً