لم تعد إدارة الغذاء والدواء في حاجة لاستخدام الحيوانات لاختبار العقاقير الجديدة.. فهل هذا آمن؟

لم تعد إدارة الغذاء والدواء في حاجة لاستخدام الحيوانات لاختبار العقاقير الجديدة.. فهل هذا آمن؟

26 أبريل , 2023

ترجم بواسطة:

ندا محمد

دقق بواسطة:

زينب محمد

تعتمد إدارة الغذاء والدواء الأمريكية حاليًا الأدوية التي لم يتم اختبارها على الحيوانات، ولكن لا تتوقع من شركات الأدوية أن تخطو خطى سريعة للأمام.

لم تعد منظمة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تطلب اختبارات على الحيوانات ليتم الموافقة على العقاقير الجديدة بفضل إقرار قانون  في ديسمبر 2022، بما في ذلك تلك التي تستخدم الأنسجة المزروعة في المختبر أو نماذج الحاسب الآلي، قبل اختبارها في التجارب السريرية على البشر. 

ولكن هل هذا آمن، وهل سيحدث في أي وقت قريب؟ كما صرح الخبراء لدورية لايف ساينس: “في الوقت الحالي لا ينبغي لأحد أن يتوقع تحولاً هائلاً في كيفية قيام مطوري العقاقير بجلبها إلى السوق”.

أوضح فيفيك غوبتا للايف ساينس، وهو أستاذ زميل في الصيدلة الصناعية في جامعة سانت جون وأيضًا المؤسس العلمي لشركة (PulmoSIM) العلاجية، وهي شركة تابعة لشركة (VeriSIM Life) التي تطور العلاجات لأمراض الجهاز التنفسي النادرة والمتطورة: “أعتقد أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن تعميمه فعليًا”. 

وأضاف جيم نيومان، وهو مدير الاتصالات بمنظمة أمريكيون من أجل التقدم الطبي، التي تدعو إلى استخدام الأبحاث الحيوانية: “وذلك لأنه رُغم تطوير نماذج غير حيوانية مؤخرًا، إلا أن هذه التقنيات لا تزال في مهدها”.

كانت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية سابقًا عادةً ما تطلب اختبار الأدوية في نوع واحد من القوارض ونوع واحد من غير القوارض، قبل نقلها إلى التجارب البشرية، حسبما ذكر موقع ساينس.

تساعد اختبارات الحيوانات في الكشف عن كيفية تحلل الأدوية في الجسم، وما إذا كانت تصل إلى الأنسجة التي تستهدفها وهل تؤدى فاعليتها على تلك الأنسجة دون أن يكون لها آثار جانبية ضارة.

وفقًا لمراجعة 2019 في دورية Translational Medicine Communications: “لكنها ليست مثالية، فأكثر من 90٪ من الأدوية التي تجتاز الاختبارات الأولية على الحيوانات ينتهي بها الأمر إلى أن تكون غير آمنة أو غير فعالة في البشر”.

تهدف مجموعات البحث التي تطور بدائل للتجارب على الحيوانات إلى العثور على نماذج مختلفة تؤكد هذه المعلومات، أو تتنبأ بدقة كيف سيتصرف الدواء في جسم الإنسان. 

واتفق الدكتور دونالد إنغبر، المدير المؤسس لمعهد ويس للهندسة المستوحاة بيولوجيًا في جامعة هارفارد، مع تقييم غوبتا بأن تنفيذ القانون الجديد سيكون تدريجيًا.

قال إنغبر لـلايف ساينس: “على ما أعتقد سيظل هناك بعض الوقت قبل أن نرى تأثير هذا حقًا، إن واحدة من أكبر العقبات ستكون إقناع مطوري الأدوية بتبني طرق اختبار جديدة غير حيوانية، وسترغب الشركات في رؤية دليل على أن هذه النماذج ستظهر أداءً مكافئًا أو متفوقًا على اختبار الحيوانات، والتأكد إلى أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستنظر إلى الاختبارات على أنها مهمة قبل أن تستثمر بكثافة في التكنولوجيا الجديدة. وبمجرد حدوث ذلك، سيمنح إدارة الغذاء والدواء المزيد من الأدلة على أن هذه الاختبارات يمكن أن تحل محل التجارب على الحيوانات”.

وأضاف: “أعتقد أن هذا سيحدث على مدى العامين المقبلين، وستظهر أدوية بناءً على بيانات هذه النماذج”.

 تعتبر رقائق الأعضاء مثالاً على هذا النوع من الأدوية، وهي عبارة عن أجهزة صغيرة تحتوي على الأنسجة البشرية الحية والسوائل المتدفقة التي تحاكي وظائف أعضاء الجسم الداخلية كاملةً، وتُسوّقها شركة (Emulate)، لاستخدامها في اختبار العقاقير، وهي شركة تكنولوجيا حيوية يكون إنغبر عضوًا فيها.

كتب إنغبر في مراجعته: “استبدال النماذج الحيوانية برقائق الأعضاء سيحدث تدريجياً، حيث سيتعين التحقق من صحة كل نظام لغرض محدد، كإظهار كيفية امتصاص القولون للدواء أو ما إذا كان يضر بخلايا القلب”. 

والأكثر من ذلك، أن التحقق من فعاليتها كبدائل للحيوانات سيتطلب تقييمًا واسع النطاق يشمل مئات الأجهزة من نفس التصميم التي يتم تنفيذها باستخدام نفس البروتوكولات.

ووصف إنغبر ذلك بالإنجاز الذي سيتطلب من الوكالات التنظيمية وشركات الأدوية التعاون لتوحيد أساليب التحقق ومعايير الأداء.

ومن البدائل الواعدة الأخرى للاختبارات على الحيوانات هي العضويات، أو مجموعات ثلاثية الأبعاد من الخلايا المزروعة في المختبر والتي يمكن أن تحاكي السمات البيولوجية الرئيسية للأعضاء الطبيعية؛ المستمدة في كثير من الأحيان من خلايا جذعية تنمو على السقالات المادية، وهي مفيدة في مراقبة استجابات الأدوية تحديدًا على مستوى الخلايا والأنسجة، وكذلك تقيم مدى ارتباط الأدوية بأهدافها الجزيئية.

وأوضح غوبتا: “وتعتبر من العضويات التي في نفس المستوى من الجودة، فهى مجموعات في أبسط صورة من الخلايا ثلاثية الأبعاد التي غالبًا ما تستخدم كنموذج للأورام السرطانية”.

وأضاف: “على الرغم من صعوبة الحصول عليها في كثير من الأحيان أكثر من الخلايا الخالدة، إلا أن الخلايا الأولية تُعدّل بشكل أفضل في ما يحدث في المريض البشري”. 

إلى جانب هذه النماذج التي تم إنشاؤها من الخلايا، توجد تلك النماذج المنشئة باستخدام أجهزة الكمبيوتر. فعلى سبيل المثال، قام العلماء بتصميم نماذج حاسوبية لتقييم سمية الأدوية، يتنبأ أحد النماذج بما إذا كان دواء معين يمكن أن يكون له تأثيرات سامة على القلب.

قال غوبتا: “نظرًا لأن النماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي أصبحت أكثر قوة مع إدخال المزيد والمزيد من البيانات فيها، أعتقد أنها قادرة على تقديم تنبؤ دقيق إلى حدٍ ما”. وأشار أن إتقان هذه النماذج المستندة إلى الذكاء الاصطناعي سيكون ضروريًا للتخلص من الاختبارات التي أجريت على الحيوانات في المراحل المبكرة والتي تقيّم كيفية تحليل الأدوية في الجسم وتفاعلها مع الأنسجة المختلفة.

نظرًا لاستثمار العديد من مطوري الأدوية في رقائق الأعضاء والنماذج القائمة على الذكاء الاصطناعي لتحسينها، قد تتقلص الحاجة إلى الدراسات على الحيوانات تدريجيًا. وقال إنغبر: “في غضون ذلك أعتقد أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ستكون سعيدة بمراجعة البيانات”. وأضاف: “إذا رأوا بيانات يعتقدون أنها مقنعة، فيمكنهم استخدامها”.

المصدر: https://www.livescience.com

ترجمة: ندا محمد عبد الرازق

لينكد إن: nada-m-abd-el-razik

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!