دراسة توضح كيف أن الجسيمات البلاستيكية تتسلق السلسة الغذائية بسهولة. هل يجب أن نقلق؟

دراسة توضح كيف أن الجسيمات البلاستيكية تتسلق السلسة الغذائية بسهولة. هل يجب أن نقلق؟

22 أكتوبر , 2022

ترجم بواسطة:

إيمان رمضان

دقق بواسطة:

زينب محمد

يبدأ الأمر من امتصاص النباتات الملوثات الصناعية من التربة، ثم تتغذى الحشرات على تلك النباتات الخضراء التي تمتلئ بالجسيمات النانونية، ويتبعها أي شئ يأكلها.

وكما الحال في المعادن الثقيلة بالمحيط، تتحول القطع البلاستيكية كبيرة الحجم  إلى جسيمات نانوبلاستيكية (حجمها أقل من ميكرومتر واحد)  بفعل العوامل الطبيعية، مثل: أكل الحيوانات لها،  والتي يمكنها الانتقال لأعلى السلسلة الغذائية.

أوضح هذه العملية باحثون من أوروبا، بقيادة عالم الأحياء فازل مونيخ من جامعة شرق فنلندا، من خلال إجراء تجربة معملية تقوم على تغذية الخس (Lactuca sativa) بأجزاء صغيرة بحجم 250 نانومتر من البوليسترين والبوليفينيل كلورايد.

وبعد 14 يومًا، أطعم الباحثون ذلك الخس إلى يرقات ذبابة الجندي الأسود (Hermetia illucens)، ثم أعطوا هذه اليرقات لسمك روش جائع لخمسة أيام أخرى (Rutilus rutilus). ثم قام الفريق بتشريح أنسجة السمكة وتصويرها على كل المستويات الغذائية.

ولأن هذه الأجزاء صعبة الإكتشاف ويمكن أن تتغير أثناء رحلاتها الفسيولوجية، غلّف الباحثون عنصر النادرالجادولينيوم النادر gadolinium  بداخل الأجزاء البلاستيكية الصغيرة لسهولة تعقبه. استخدم الباحثون الميكروسكوب الإلكتروني الماسح (SEM) للتأكد من أن البلاستيك يغطي المعدن بشكل كامل لتقليل تأثيره البيولوجي.

الأخبار الجيدة أن هذا التضخم البيولوجي لم يظهرعلى ما يبدو مع هذه الأنواع من النانوبلاستيك في الكائنات الحية محل الدراسة. فالتضخم البيولوجي يحدث عندما تصبح المواد الكيميائية في المستويات الغذائية السفلى لتصبح أكثر تركيزًا عندما تعبر السلسلة الغذائية، هذه المشكلة شائعة بسبب ملوثات منها الزئبق  وثنائي الفينيل متعدد الكلور.

لكن وضحت الصورأن النانوبلاستيك في الخياشيم، الكبد، والأمعاء الدقيقة للأسماك، في فم وأحشاء الحشرات وتتجمع  في أوراق الخس.

علاوةً على ذلك، أن كلا  نوعيّ البلاستيك تفاعل بشكل مختلف أثناء الرحلة في السلسلة الغذائية، حيث أخذ الخس قليلاً من البوليسترين، لذلك اكتسبت نكهة البلاستيك بعض الشئ مقارنةً بالبوليفينيل كلورايد.

أوضح الباحثون أن خصائص الجسيمات مثل الحجم، والشكل، وكيمياء السطح يمكن كلها أن تؤثرعلى الحياة بشكل مختلف. فعلى سبيل المثال، قد تحطم بعض ديدان الأرض البولي إيثيلين في التربة قبل أن تتغذى عليها النباتات.

أوضح مونيخ: “تظهر نتائجنا أن الخس يمكنه أن يمتص النانوبلاستيك من التربة وينقله للسلسة الغذائية، مما يشير إلى وجود أجزاء بلاستيكية صغيرة في التربة يمكنها أن تولد مخاطر صحية لآكلات الأعشاب والإنسان لو أنها وجدت معممة على النباتات والمحاصيل وفي الأماكن الميدانية”.

أصبحت البلاستيكيات الصغيرة ، تشمل النانوبلاستيك الأصغر، منتشرة الآن في كل مكان، من خنادق المحيطات العميقة ، وأعلى الجبال، والقارة الجنوبية القطبية المنعزلة النائية.  وحتى الطعام الذي نتناوله، و الماء الذي نشربه، وفي الهواء الذي نتنفسه.

تعبر البلاستيكيات الصغيرة أجسادنا كل يوم، لكن أخبرنا الباحثون أن لا داعي للخوف، حيث إن تأثيرها المباشر قصير الأمد بشكل واضح، لكن التعرض لها على أمد طويل وبتركيز عالي يُثير القلق.

يكمن القلق من هذه الأجزاء الصغيرة في حجمها الدقيق الكافي للعبور من خلال حواجز فسيولوجية عدة على عكس الأجزاء الكبيرة.  ثبت أن بعضها يمكن أن يسبب تسمم محتمل في النباتات، واللافقاريات، و الفقاريات.

يوضح مونيخ وزملاءه كيف أن هذه البلاستيكيات يمكنها أن تجذب غلاف بروتيني لسطحها أثناء عبورها من خلال الأشكال الحية المختلفة، وغير معروف بتاتًا كيف يغيرهذا تأثيرها.

أشار مونيخ إلى شدة الحاجة لأبحاث أخرى حول هذا الموضوع.

المصدر: https://www.sciencealert.com

ترجمة: إيمان رمضان

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!