6 أبريل , 2023
كشف علماء بجامعة سانت أندروز عن علاج جديد لمرض الدرن (المعروف باسم السُّل) بإمكانه تقليل فترة الاستشفاء من المرض لمدة تصل إلى شهرين، مما قد ينقذ الملايين من الأرواح.
قدمت الدكتورة ميوج تشيفيك، الباحثة الأكاديمية في مجال الأمراض المعدية وعلم الفيروسات الطبية في قسم العدوى وبحوث الصحة العالمية في كلية الطب بجامعة سانت أندروز، نتائج التجربة السريرية (SimpliciTB) التابعة لتحالف السل العالمي في المؤتمر السنوي الثلاثين للفيروسات القهقرية والعدوى الانتهازية (CROI) المنعقد في سياتل، والمؤرخ في 20 فبراير/شباط.
ينجم عن السل حوالي مليون حالة وفاة سنويًا، لذا تلزمنا أدوات وعلاجات جديدة لقلب الموازين وإنقاذ الأرواح. تستلزم معالجة السل النشط توليفة من الأدوية، كما تتطلب أكثر أشكال السل حساسيةً تجاه الأدوية أربعة أشهر على الأقل من العلاج باستخدام أربعة عقاقير مضادة للسل. ذكرت منظمة الصحة العالمية (WHO) أن ما يقدر بنحو 1.6 مليون شخص فقدوا أرواحهم جراء إصابتهم بالسل في عام 2021، بيد أن الإحصاءات الدقيقة غير معروفة، وتشير الأبحاث الحديثة إلى أن حصيلة السل من الوفيات قد تكون أكثر من ذلك.
أُجريت تجربة (SimpliciTB) الدولية لتقييم نظام (BPaMZ) العلاجي، وهو عبارة عن توليفة من البيداكويلين (B)، والبريتومانيد (Pa)، والموكسيفلوكساسين (M)، والبيرازيناميد (Z)، حيث أظهرت التوليفة سابقًا فاعلية فائقة وقدرة على تقليل فترة العلاج في كل من التقييمات قبل السريرية ودراسة سريرية في مرحلة مبكرة على المرضى المقاومين للأدوية.
قيدت تجربة (SimpliciTB) 455 مريضًا يعانون من مرض السل الحساس للأدوية (DS)، أو السل المقاوم للأدوية (DR) في 26 موقعًا من مختلف أنحاء ثمانية بلدان، هم: جنوب إفريقيا، وتنزانيا، وجورجيا، والبرازيل، وروسيا، والفلبين، وأوغندا، وماليزيا. صُممت تلك التجربة السريرية لتقييم سلامة توليفة (BPaMZ) وفعاليتها على مصابي السل الحساس للأدوية (DS-TB)، أو السل المقاوم للأدوية (DR-TB).
أوضحت نتائج التجربة التي عُرضت في المؤتمر أن نظام (BPaMZ) أظهر فعالية قصوى في القضاء على بكتيريا السل، حيث أظهرت نقطة النهاية الأولية لدى المشاركين المصابين بالسل الحساس للأدوية زيادة في احتمالية شفاءهم بـمعدل 2.93 مرة بحلول الأسبوع الثامن. بيد أن نظام (BPaMZ) التجريبي، الممتد لأربعة أشهر، لم يبلغ نقطة النهاية الثانوية للدراسة اللادونية بالنسبة للنتائج الإيجابية المئوية مقارنةً بنتائج ستة أشهر من توليفة (HRZE) على مصابي السل الحساس للأدوية. رجع ذلك إلى صعوبات التقيد بالعلاج، حيث توقف حوالي 10٪ من المرضى المقيدين على نظام (BPaMZ) عن تناول العلاج بسبب الآثار الجانبية.
أوضحت الدكتورة ميوج تشيفيك أن: “التقدم الأخير المُحرز في معالجة السل كان محدودًا، حيث ظهر عدد قليل من أصناف الأدوية الجديدة خلال الخمسين عامًا الماضية. تساعدنا التجارب السريرية المبتكرة، مثل (SimpliciTB)، على فهم كيفية عمل نظم الأدوية الجديدة فهمًا أفضل لمكافحة كل من السل الحساس للأدوية والمقاوم للأدوية، مما يمهد الطريق لخيارات علاجية أفضل لجميع مرضى السل”.
أصيب 10 ملايين شخص بالسل وتوفي حوالي 1.6 مليون جراءه في عام 2021. تشير التقديرات إلى أن حوالي 500 ألف شخص يصابون كل عام بنوع من السل المقاوم للأدوية، كما أن ما يصل إلى 40٪ من جميع الحالات في بعض المناطق مقاومة للأدوية، لذا نحن بحاجة ماسة إلى أنظمة دوائية جديدة للمساعدة في السيطرة على جائحة السل.
يتطور السل المقاوم للأدوية عند اتباع نظام دوائي طويل، ومعقد، وممتد لعقود من الزمن اتباعًا خاطئًا، أو عندما يصاب الأشخاص بعدوى السل من المصابين بمرض مقاوم للأدوية، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتطوير نظم علاجية أفضل ومدتها أقل. تَلّقى ما يُقدر بثلث المصابين فقط بعدوى السل المقاوم للأدوية العلاج في عام 2021.
يعمل قسم العدوى وأبحاث الصحة العالمية بجامعة سانت أندروز على مجموعة واسعة من المجالات، تشمل: التجارب السريرية، وعلم الوراثة، والمقاومة المضادة للميكروبات، وأدوات التشخيص، والتعليم، وسياسة الصحة العالمية.
أوضح البروفيسور ستيفن جيليسبي، قائد مجموعة العدوى في سانت أندروز، أن: “هذه الدراسة تُبيِّن قيمة الشراكة الرائدة عالميًا لجامعة سانت أندروز مع المتعاونين الدوليين وتحالف السل. نلتزم جميعنا التزامًا مستدامًا بتطوير علاجات جديدة وأفضل لمرض السل الذي لا يزال يشكل خطرًا على صحة الإنسان على الصعيد العالمي”.
أردف الدكتور ديريك سلون، أحد كبار المحاضرين في كلية الطب المشاركة في التجربة العالمية، أن: “التجربة تشير إلى إمكانية قضاء توليفات المضادات الحيوية الجديدة على جميع أنواع بكتيريا السل على نحوٍ أسرع من الأساليب التقليدية، وهو أمر رائع. بيد أننا بحاجة إلى تحديد المعالجات الأكثر ملاءمة لكل مريض على حدة خلال رحلتنا في إيجاد خيارات جديدة لتطوير علاج السل”.
سيتضمن العمل المستقبلي استقصاءً أعلى تفصيلًا حول المضادات الحيوية المضادة للسل التي تعطي مفعولًا أفضل معًا. كما ستشمل الاعتبارات المستقبلية سلامة المرضى واللوجستيات المعقدة لكيفية تنفيذ استراتيجيات العلاج الجديدة عبر مجموعة متنوعة من الأماكن التي يشكل فيها السل تهديدًا رئيسيًا وعالميًا على الصحة.
يخطط تحالف السل لطرح البيانات الصادرة عن (SimpliciTB) لنشرٍ خاضع إلى استعراض الأقران. يعد تحالف السل منظمة غير ربحية مكرسة لاكتشاف أدوية أفضل، وسريعة المفعول، وميسورة التكلفة لعلاج السل ومتاحة لمن يحتاجون إليها، وتطويرها وتوفيرها.
المصدر: https://medicalxpress.com
ترجمة: أمنية يوسف
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً