أربع خطوات من أجل صناعة المُحتوى الرقمي: كيف تبني دماغك الثاني؟

أربع خطوات من أجل صناعة المُحتوى الرقمي: كيف تبني دماغك الثاني؟

6 يونيو , 2023

ترجم بواسطة:

خياطي ليديا

دقق بواسطة:

زينب محمد

الطريق نحو أن تصبح صانعَ محتوى رقمي.

النقاط الرئيسية

  • يعد “الدماغ الثاني” مستودعًا للمعلومات الرقمية التي يجمعها المرء وينوي استخدامها من أجل الصناعة الرقمية مستقبلاً.
  • يشتملُ “الدماغ الثاني” على منهجية تنظيمية وكذلك طريقة لغربلة محتوياته، من خلال تدوين الملاحظات على سبيل المثال.
  • طور تياغو فورت (Tiago Forte) صاحب مخابر فورت (Forte Labs) مفهوم “الدماغ الثاني”.

إن كل من لديهم شغف الإنتاجية، وحتى أولئك الذين يريدون فقط أن يصبحوا أكثر كفاءةً وفعالية قد سبق أن قرأوا عن سحر امتلاك “دماغ ثان”. فما هو؟ وما فائدته؟ وكيف يمكنك بناءه؟

الدماغ الثاني هو المستودع الرقمي الذي تبنيه والذي يساعدك على أن تصبح صانع محتوى رقمي.

طور تياغو فورت (Tiago Forte)، صاحب مخابر فورت (Forte Labs) مفهوم الدماغ الثاني بصفته خبيرًا في التنظيم الرقمي. وقد بدأ مشواره منذ صغره حيث كان مُولعًا بتنظيم مكعبات “الليغو”. وبعد سنوات، ارتأى فورت أنه بحاجة لأن يتوصل لمنهجية تسمح له بتنظيم الكم الهائل من المعلومات التي كان يجمعها رقميًا، والتي تمحورت في بادئ الأمر حول صحته الجسدية، وبعدها بصفته أستاذًا في الصناعة الرقمية ومعلمًا لأساليبها.

والدماغ الثاني هو المختبر الذي تصبح فيه صانعًا لمحتوى رقمي وذلك باستخدام اللبنات الأساسية التي قُمت بتنزيلها على جهاز الحاسوب، أو الهاتف الذكي، أو جهاز الآي باد، أو الأجهزة الرقمية الأخرى.

والدماغ الثاني ليس مجرد مكتبة أو مخزن للمعلومات. بل من شأنه مساعدتك على استخدام المعلومات التي تجمعها لصناعة محتوى جديد لتشاركه مع الآخرين؛ كعائلتك وأصدقائك، أو العالم بأسره.

تحتاج كل تلك الصور والقصص التي جمعتها من الإنترنت والتي قرأتها أو تنوي قراءتها مستقبلاً، إلى مستودع لتعثر عليها فيه عندما تحتاج إليها. وعليه، فدماغك الثاني هو ذلك المستودع الشامل لكل ما تعتقد أنك قد تحتاجه عندما تكتب أو تصنع محتوىً جديدًا لمشاركته مع الآخرين.

ما هي الخطوات التي تتخذها لبناء دماغك الثاني؟

هنالك أربع خطوات من أجل بناء دماغٍ ثانٍ، وغالبًا ما تُختصرُ بالإنجليزية في كلمة: «CODE»، وتتمثل الخطوات في: «Capture» أي الالتقاط، و«Organize» أي التنظيم، و«Distill» أي الغربلة، و«Express» أي التعبير. إذن ما هو المقصود بهذه النقاط السالفة الذكر؟

 الالتقاط (Capture):

تشير كلمة «capture» أو الالتقاط أو الجمع، إلى الكيفية التي ستلتقط بها المعلومات من أجل وضعها في دماغك الثاني. وثمة العديد من الطرق التي تسمحُ بجمع المعلومات رقميًا. فقد تحفظ الصور أو الرسوم البيانية أو المقالات في تطبيقات “الصناعة أو القراءة مُستقبلاً”، ونذكر على سبيل المثال تطبيقات تدوين الملاحظات التالية؛ إيفر نوت (Evernote)، أو نوشن (Notion)، أو اوبسيديان (Obsidian)، أو ريد وايز (ReadWise) أو روم ريسيرش (Roam Research). وعادةً استعين منها بتطبيقات؛ إيفر نوت، ونوشن، وريد وايز من أجل حفظ المقالات في شكل روابط إلكترونية أو ملفات PDF وأحفظ الصور التي التقطتها من شاشة حاسوبي في تطبيقات؛ نوشن، واوبسيديان، وروم ريسيرش، وثمة العديد من تطبيقات تدوين الملاحظات التي بإمكانك تجربتُها.

التنظيم (Organize):

تشير كلمة «organize»، أو التنظيم إلى كيفية تصنيفك للمعلومات التي التقطتها. وتشمل منهجية فورت التي تبناها العديد منا، أربعة عناصر والتي تُختصر بالإنجليزية في: «P.A.R.A»، ولقد اتَبعتُ هذه المنهجية في تصنيف الأقراص الصلبة الخاصة بي والمعلومات التي جمعتها في شتى التطبيقات التي كنت استخدمها في حياتي اليومية.

يُشير حرف «P» إلى «Projects» أي “المشاريع” التي أعمل عليها في الوقت الحالي. على سبيل المثال، هذا المقال الذي كتبته هو “مشروع”.

يُشير حرف «A» إلى «Areas» أي “المجالات”. على سبيل المثال، أحد مجالاتي هو “الكتابة”. عملي على منشور هو “مشروع”. عندما أنتهي من هذا الأخير، أُدرجه ضمن فئة “الكتابة”، إلى جانب جميع المنشورات الأخرى التي كتبتها.

يُشير حرف “R” إلى «Ressources» أي “الموارد” والتي تتمثلُ في جميع المعلومات التي جمعتها والتي قد أرغب في استخدامها كمرجع مستقبلاً. على سبيل المثال، إذا قرأت مقالًا حول كيفية نشر المقالات التي كتبتها، فسأخزنها في ملف “الموارد” – في القرص الصلب الخاص بي أو في تطبيق تدوين الملاحظات الذي استخدمه.

يُشير حرف «A» إلى «Archive» أي “الأرشيف” والذي يُعد مستودعًا لكل ما كنت أستخدمه أو أعمل عليه في ما مضى ولم أعد بحاجة إليه بالضرورة. وبصفتي أستاذة، فالمحتوى الذي أدرسه حاليًا هو “مشروع” في حين كل المحتوى الذي درسته سابقًا يُوضع في قسم “الأرشيف”.

الهدف من استخدام المنهجية السالفة الذكر، هو تسهيل العثور على المواد التي احتجتها في الماضي كصانع محتوى رقمي والتي أحتاجها الآن أو سأحتاجها مُستقبلاً.

الغربلة (Distill):

الغربلة هي الخطوة الثالثة لعمل دماغي الثاني وتشير إلى ما قد أفعله بما التقطته أو جمعته. على سبيل المثال، فقد أقوم بتنزيل أو حفظ مقال يتناول موضوع “كيفية كتابة مقال أكثر إثارة للاهتمام”، وعند قراءتي له قد أدون ملاحظات عليه، أو أسلط الضوء على أقسام منه أو أكتب تعليقات على الأجزاء التي أجدها أكثر أهميةً فيه. ويعد هذا غربلةً للمقال حيث تُسهل هذه الخطوة الرجوع إلى المنشور وتحويله إلى “ملاحظة” مما يُتيح لي -مباشرةً- رؤية الأجزاء التي تهمني وتفيدني أكثر.

التعبير (Express):

إن السبب الذي يجعلك تبني دماغك الثاني هو صناعتك لمحتوى جديد. أي أنك لا تجمع الأشياء لمجرد أنك تريد تخزينها، فالمعلومة الموجودة في دماغك الثاني هي المادة التي ستستخدمها كصانع، أو كمنشئ، أو كمخترع. “التعبير” هو المصطلح المستعمل لعكس هذه العملية الصناعية.

إن القصص والصور والأفكار التي أوجدت لها مستودعًا في دماغك الثاني هي اللبنات الأساسية لكل ما ستصنعه. فأنا بكوني أخصائية نفسانية ومربية وكاتبة، فإن المواد المخزنة في عقلي الثاني هي ما سوف أقدمه خلال حصتي التعليمية التي أخَططُ لها أو لكتابة مقال مستقبلاً.

إن دماغك الثاني هو المستودع والمختبر الذي بنيته من أجل أن تصبح صانع محتوى رقمي مُنتج، جرب الأمر واختبره بحرية. سيصبح دماغك الثاني لمحة عن دماغك الأول المنظم بشكل فريد، حيث ستتمكن أخيرًا من إيجاد المواد التي تحتاجها لصناعة المحتوى الرقمي.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: خياطي ليديا آمال

تويتر: LydiaKhiati@

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!