قد يكون تذكرنا للأشياء أفضل مما نعتقد!

قد يكون تذكرنا للأشياء أفضل مما نعتقد!

10 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

بشاير العوفي

دقق بواسطة:

زينب محمد

قام باحثون بتقييم قدرة عينة من الأفراد المشاركين بسلسلة تجارب على تذكر مكان وزمان جسم معين، ووجدوا أن الذاكرة المكانية والزمانية لدى الإنسان كلاهما ضخم.

لذا لا تصاب بالإحباط إن نسيت أين وضعت مفاتيحك، أو أوقفت سيارتك، أو وضعت نظارتك، فالبحث المذكور وجد أنه إذا عُرض على المشاركين عددًا كبيرًا من الأجسام، فإنهم جيدون في تذكر أي جسمٍ قد رأوه مسبقًا. وقد أشارت دراسة حديثة إلى أن البشر وبشكل صادم ماهرين في تذكر مكان وزمان تلك الأجسام.

وفي سلسلة من التجارب أجراها باحثون من مستشفى بريغهام للنساء، الأعضاء في نظام الرعاية الصحية الشامل في المستشفى، وجِد أن المشاركين كانوا قادرين على تذكر موقع أكثر من مائة جسم واختيار موقعه الصحيح أو الخلية المجاورة له بدقة عند عرض الأجسام على شبكة مكونة من سبعة أعمدة وصفوف. وقد أثبتت النتائج المنشورة بدورية  Current Biology أن البشر يمتلكون ذاكرة مكانية ضخمة لتحديد مكان الأجسام من حولهم، بالإضافة إلى ذاكرة زمانية ضخمة لمعرفة آخر مرة شوهدت فيها تلك الأجسام.

وكما ذكر جيرمي وولف، المؤلف المراسل والدكتور في قسم الجراحة في مستشفى بريغهام: “غالبًا ما يظن البشر أن ذاكرتهم ضعيفة، ولكن على خلاف ذلك فقد أوضحت نتائج تجربتنا أن بإمكاننا تذكر مكان وزمان أي جسم من حولنا بدقهٍ معقولة إن لم تكن مثالية، للعديد من الأجسام حولنا، حتى وإن لم تكن ذاكرتنا المكانية والزمانية للأشياء بقوة ذاكرة الطيور والسناجب الذين يتعين عليهم تذكر مكان إخفاء غذائهم لفصل الشتاء، فإن نتائج تجربتنا أثبتت أننا نمتلك ذاكرة قوية”.

فقد طلب وولف وزملائه لإجراء دراستهم من المشاركين تذكر مجموعة من الأجسام الموزعة على شبكة مكونة سبعة أعمدة وصفوف، تم تمييز كل جسم لمدة ثانيتين بوضع مربع أحمر حوله. وبعد عرض كل الأجسام على المشاركين اُزيلت كل الصور وبعد ذلك اختبروا قدرتهم على تذكر ما إن قد رأوا هذا الجسم من قبل أم لا، وإن نجحوا بتذكره فيتعين عليهم تذكر موقعه على الشبكة بعد ذلك.

وقال وولف: “في بعض النواحي، تشبه تجربتنا إلى حدٍ ما لعبة الذاكرة التي لعبها معظمنا في الطفولة حيث نقلب بطاقة ثم نحاول تذكر مكان البطاقة المطابقة لها التي رأيناها مسبقًا ولكن على خلاف لعبة الذاكرة، نحن لم نحسب الإجابة الصحيحة فحسب، بل قسنا مدى قرب المشارك من الصور التي سبق له رؤيتها”.

رأى جميع المشاركون ما يصل إلى 300 جسم، وأغلبهم استطاع تحديد ما يزيد عن مائة جسم داخل خلية موجبة أو سالبة من موقع الجسم الحقيقي. وفي تجربة لاحقة عُرض على المشاركين جسمًا تلو الآخر وطُلب منهم النقر على مخطط زمني على الشاشة التي أمامهم للإشارة إلى وقت رؤيتهم لهذا الجسم وقد أفاد الباحثون أن المشاركين قاموا بمعرفة مكان ما يصل إلى 60-80٪ من الأجسام التي سبق لهم رؤيتها في غضون 10٪ من المدة الزمنية الصحيحة ويعتبر هذا أفضل من النسبة التي كان من الممكن أن يحصلوا عليها من خلال التخمين فحسب وهي 40٪.

وقد لاحظ المؤلفون ضرورة إجراء المزيد من التجارب لتوضيح الحد الأقصى لذاكرة الإنسان الضخمة أو التنقيب عن عوامل أخرى، كالتأثير المحتمل لنوع الجنس على الذاكرة.

فسر وولف الحقيقة خلف دخول بعض الأشياء من حولنا إلى ذاكرتنا طويلة المدى بشكل أسهل بكثير من غيرها وأن معرفة ما نستطيع تذكره بسهولة كصور الأجسام والمواقف بإمكانها مساعدتنا لتحقيق الاستفادة القصوى من ذاكرتنا.

 وأوضح قائلاً: “منذ العصور القديمة، مازال يستخدم الناس حيل عقلية مرتبطة بقدرتهم على تذكر الصور والمواقف ومساعدتهم على تشفير كميات ضخمة من المعلومات وتخزينها في العقل وبهذا لا يعتبر اكتشاف مهارتنا في تذكر أماكن وجود الأشياء بأساليبنا الخاصة أمر مفاجئ، فقد أوضحت تجربتنا حقيقة وجود ذاكرة مكانية وزمانية ضخمة وستحدد الأبحاث المستقبلية حدودها.

المصدر: https://scitechdaily.com

ترجمة: بشاير العوفي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!