crossorigin="anonymous">
15 يناير , 2023
المخاوف والدموع هي أوسمة الشجاعة.
سيكون هناك دائمًا شيء واحد يثقل كاهل حماسنا بشأن مستقبلنا، ألا وهو خوفنا.
من المثير للسخرية أن جزءًا من دماغنا يحب الخوف وفقدان السيطرة. تجني مدن الملاهي الكثير من المال عن طريق إلقاء الناس في طريق الخوف والأذى، ونحن نحب ذلك. نحن ندفع وننتظر لساعات في الصف من أجل أن يتم تخويفنا. نذهب إلى بيوت الرعب للحصول على دفعة الأدرينالين الناتجة عن الخوف.
الخوف هو غموض نحبه، ونكرهه. نحن في حاجة إليه، وبدونه لن ننجز أي شيء مهم. إذا لم نكن نشعر بالخوف، فلا يمكننا أبدًا أن نتحلى الشجاعة، فمن خلال الشجاعة نواجه تحديات الواقع ونمضي قُدمًا.
هناك أربعة أنواع من الخوف: صحي، وغير صحي، وحتمي، والرهاب أو فوبيا.
الخوف الصحي هو صديقنا مَثله مثل الفيتامين، كلما كان حلمنا أكبر، وكلما أردنا أن ننجح زاد خوفنا. فالخوف هو تمويه لتغيير إيجابي، والتغيير يؤدي إلى التطور.
ثم هناك الخوف غير الصحي: العبء الزائد الناتج عن سؤال “ماذا لو”، وما قد يحدث. قالت امرأة في إحدى مجموعاتي ذات مرة: “أنا قلقة بشأن المستقبل، على الرغم من أن كل شيء يسير على ما يرام الآن”. قال الرجل الذي يجلس بجوارها: “يبدو أنك لا تؤمني بالتفاؤل”. إن الإيمان جيد.
كانت امرأة أخرى سئمت من سماع قول الناس بأنه يمكن لحافلة أن تدهسها غدًا. وتساءلت عن سبب الخوف باستمرار مما قد سيحدث مصدرةً غلاف كتابها بعنوان من هم هؤلاء سائقو الحافلات، ولماذا يلاحقونني؟
عندما يتملكنا الخوف ونركن إلى الجانب المظلم من الحزن، فإنه لا يمكننا رؤية العديد من الفرص يمكننا تشبيه ذلك بلعبة شد الحبل مع مشاعرنا السلبية من أجل التخلي عن الخوف والمضي قُدمًا وهو أحد أصعب التحديات التي نواجهها في الحياة.
الخوف الحتمي هو الخوف من أمور لا مفر منها كالموت. الكثير من الناس يخشون التغيير، فإنه من الطبيعي تمامًا أن نريد الشعور بالاستقرار، ومع ذلك فإن التغيير أمر لا مفر منه. مع الأسف، في كثير من الأحيان لا يمكننا السيطرة عليه.
الفوبيا لا حصر لها منها فوبيا العناكب، وفوبيا المرتفعات، وفوبيا الجلوبوفوبيا (الخوف من البالونات)، ورهاب الألكتوروفوبيا (الخوف من الدجاج)، ورهاب السرة (الخوف من أزرار البطن). بالطبع، هناك فوبيا الخوف، وهو الخوف من الخوف نفسه.
الخوف ليس العدو، بل إنها المشاعر التي يتسبب بها الخوف. من المهم تقبل تلك المشاعر، وألا نتجاهلها. يقول الدكتور روبرت مورير بأنه يجب أن نتعلم درسين مهمين من الأطفال: إنهم لا يخشون إخبارك بما يخافون منه، ولا يعتذرون عند البكاء. “متى كانت آخر مرة سمعت فيها طفلاً صغيرًا يقول: “أنا آسف جدًا لأنني أصبح عاطفيًا عندما أتحدث عن هذا الأمر؟”
بمجرد أن نحتضن الخوف، ونعالجه، ونتخطاه، يمكننا الوصول إلى الضوء الذي يقع في نهاية نفق الخوف.
من اليوم الذي نولد فيه ونحن نشعر بالخوف. سيكون لدينا مخاوف جديدة، وهناك مخاوف دائمة لا يبدو بأننا سنتخلص منها أبدًا.
يقول د. سبنسر جونسون: “ما تخاف منه ليس سيئًا أبدًا كما تتخيله. الخوف الذي تركته يتراكم في عقلك أسوأ مما هو في الواقع”.
عندما نكون محاصرين بالخوف، فإنه في كثير من الأحيان تكون قوة إرادتنا غير كافية لإخراجنا، وهنا يصبح الأمل مهمًا جدًا. فكر في الأمل كصديقك المفضل الذي يجلس بجانبك ويضع ذراعه حولك. يمكن أن يكون الخوف والأمل أفضل لاعبين في الملعب داخل رأسك، ولكن نأمل بأن يفوز الأمل في هذه المباراة.
الخوف كلمة من خمسة حروف، والأمل كذلك.
لقد ذكرت في مشاركاتي السابقة أن إحدى أعظم الطرق للتغلب على الخوف هي الثقة في أفضل صديق أو أحد أفراد الأسرة. تذكر الأوقات التي شعرت فيها بالأمل وبالإيجابية. ربما كنت تتأمل المحيط، أو النجوم، أو ربما كنت تستمع إلى الموسيقى أو تحدق في لوحة فنية. أيمكنك أن تتذكر الشعور؟ الأمل ليس ملموسًا. إنه شعور، وإيمان، وثقة، واستسلام. إنه العلم بأن كل شيء في الكون دائمًا سيسير على ما يرام.
المصدر: https://www.psychologytoday.com
ترجمة: رندا أبو عسكر
تويتر: @RandaOAA
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً