دع أطفالك يتدربون على حل معضلاتهم الخاصة

دع أطفالك يتدربون على حل معضلاتهم الخاصة

30 سبتمبر , 2022

دقق بواسطة:

رحاب الدوسري

فخاخ الوالدين: ما هي وكيف نتجنبها؟

النقاط الرئيسية

  • الوالدان بارعون في حل المشكلات، ولكننا نريد أن ندع الأطفال يتعلموا حلها بأنفسهم.
  • فخاخ الوالدين: نحن نعلم أنه يمكننا أن نجعل أطفالنا يشعرون بالتحسن بسرعة، ولكن يجب أن ندعهم يفعلوا ذلك.
  • حاول ألا تسرق من طفلك الفرصة لحل مشاكله.

كآباء، نريد الأفضل لأطفالنا، نريد تزويدهم بالإرشاد والدعم والتوجيه ليتطوروا إلى بالغين مهتمين وواثقين، ولكن اكتسب الآباء في كل أنحاء البلاد فكرة أن “العالم الخارجي صعب” وأن أطفالهم بحاجة إلى الحصول على كل الميزات حتى يتمكنوا من المنافسة في الجامعة وسوق العمل.

الآباء يحلون مشاكل أطفالهم

فخ الآباء هو موقف ينجذب فيه الآباء لحل مشاكل أطفالهم، أو إنقاذهم بطريقة تؤدي في النهاية إلى خنق فرص النمو. رأيت الكثير من فخاخ الآباء في عملي كمعالج أسري، حيث يعمل الآباء بجهد أكبر من أطفالهم على حل مشاكل أو معضلات أطفالهم.

بالطبع ترغب في مساعدة طفلك بكل طريقة ممكنة، ولكن يجب أن تكون هناك حدود. يكمن الاختلاف في ما إذا كنت تمنح أطفالك مزايا أم تساعدهم لتطوير المهارات التي من شأنها أن تمنحهم ميزة. عندما يقوم الآباء بإعداد كل شيء لأطفالهم، يفقد الأطفال فرصة تعلم القيام بالأشياء بأنفسهم، مما يضعهم في نهاية المطاف في وضع غير مؤاتِ.

من ناحية أخرى، عندما يساعد الآباء أطفالهم لتنمية مهارتهم حتى يتمكنوا من اكتساب تلك المزايا بأنفسهم، فإن أطفالهم يدخلون عالم البالغين. ومع الضغط الشديد على هذا الجيل، غالبًا ما يقع الآباء في فخ حل المشكلات بدلاً من المساعدة.

من السهل الوقوع في فخاخ الآباء. جاذبية الفخاخ هي أن الآباء يريدون بذل قصارى جهدهم لأطفالهم. لدينا الكثير من الخبرة في حل المشكلات، ونعلم أنه يمكننا أن نجعل أطفالنا يشعرون بتحسن على الفور، ونكره أن نراهم حزينين أو يعانون. ومع ذلك، إذا هممنا دائمًا بإصلاح كل شيء، فكيف سيتعلم أطفالنا حل مشاكلهم الخاصة؟! الهدف هو أن يطور أطفالنا الثقة في أنه إذا ظهرت مشكلة، فإنهم سيتمكنون من التوصل إلى حلول لها. لن يحصلوا على هذا الشعور بالثقة إلا إذا خاضوا الموقف.

هناك طريقة أخرى للتفكير في هذا وهي المرونة. نستخدم كلمة المرونة عندما نصف شخصًا ما يمتلك الثقة بالنفس والمهارات للتغلب على المحن دون إحداث مشاكل أو أذى، كلنا نريد هذا لأطفالنا.

الأكاديميون والعلاقات الاجتماعية

يتفق الجميع على أن أحد أفضل الدروس التي يمكن أن يتعلمها الطفل هو القدرة على التفكير وحل المشكلات بمفرده. الطفولة مليئة بالفرص لممارسة هذه المهارات بشكل روتيني، ولكن هناك مجالين غالبًا ما يقع فيهما الآباء في فخ إنقاذ أطفالهم من صراعاتهم: الأكاديميين والعلاقات الاجتماعية.

غالبًا ما يقع الآباء في هستيريا لأن كل صف وكل مهمة ستؤثر على فرص أطفالهم في الالتحاق بكلية اختيارية. يقود هذا الخوف الآباء إلى محاولة إنقاذ أطفالهم، مما يؤدي إلى تجنب الآباء فرص التدريس المهمة جدًا، عندما يزود الآباء الأطفال بحلول للمعضلات الأكاديمية مثل الدرجات المنخفضة، أو عدم القيام بالواجبات المنزلية، أو سوء السلوك في الفصل، فإنهم يعلمونهم أن المشكلات تُحلّ عن طريق سؤال شخص آخر عن الحل.

بدلاً من التركيز على حل سريع لرفع العلامات فقط، وهو الأمر الذي قد لا يكون مستحقًا إذا قام الوالد بالواجب المنزلي، يمكن للوالد التركيز على افتقار الطفل للجهد والتخطيط والمسؤولية. سيواجه هذا الطالب بعد ذلك العواقب الطبيعية للحصول على علامة منخفضة في الفصل، مثل فقدان الامتيازات حتى ترتفع علاماته مرة أخرى، يمكن للآباء مناقشة كيف يستطيع أن يفعلها بشكل مختلف في المرة القادمة، بدلاً من إصلاحه بأنفسهم. ساعد طفلك على ممارسة مهاراته الجديدة أو عادات المذاكرة بدلاً من القيام بذلك نيابة عنه.

هناك مجال آخر، نرى الآباء يقعون عادة في الفخ عندما يرون أطفالهم يعانون مع أقرانهم، سواء كان ذلك خلافًا بسيطاً أو شعر الآباء بأن أطفالهم منبوذين، حتى الآباء ذوي النية الحسنة يجدون أنفسهم يحاولون حل مشكلات أقرانهم بدلاً من السماح لهم بمعالجتها بمفردهم أو مساعدة أطفالهم للعثور على حل.

إذا كان الآباء دائمًا مسؤولين عن التقويمات الاجتماعية لأطفالهم، فلن يساعدهم ذلك في تعلم تكوين صداقات بأنفسهم. ينطبق هذا الفخ على مجموعات اللعب في مرحلة ما قبل المدرسة على سبيل المثال.

لدى الآباء أفكار حول الشكل الذي يريدون أن تبدو عليه الحياة الاجتماعية لأطفالهم، ولكن هذا قد لا يتماشى مع اهتمامات أطفالهم. فعلى المدى القصير، قد يشعر الطفل بأنه مشمول، ولكن على المدى الطويل، لم يتعلم الطفل المهارات الاجتماعية اللازمة لتكوين صداقات والاحتفاظ بها. يتمثل دور الوالدين في توجيه أطفالهم وتعليمهم كيفية الحفاظ على الصداقات، وليس القيام بذلك من أجلهم.

مصائد الآباء صعبة، لأنه على المدى القصير، من الرائع أن تجعل طفلك يشعر بالتحسن، ولكن سيشعر كل منكما بشكل أفضل عندما تعلمه كيفية حل المشكلات الاجتماعية الشائعة بمفرده.

كآباء لدينا خبرة كبيرة في حل المشكلات، وقد يكون الأمر سهلاً بالنسبة لنا، ولكن يحتاج الأطفال إلى فرص لممارستهم الخاصة، بدلاً من ذلك، يجب على الآباء إعطاء أطفالهم الفرصة لإنقاذ أنفسهم بأنفسهم، وتعليمهم أنه النتيجة الثانوية لحل معضلاتك هو تنمية الثقة بالنفس، وهي مهارة نريد أن يمتلكها جميع أطفالنا.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: سارة عبدالله صالح

تويتر: @sara_16999

مراجعة وتدقيق: رحاب الدوسري

تويتر: @lectoror


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!