٥ طرق لتتعافى من انخفاض تقديرك لذاتك

٥ طرق لتتعافى من انخفاض تقديرك لذاتك

5 مارس , 2023

ترجم بواسطة:

رزان عادل

دقق بواسطة:

زينب محمد

(اخرج وقل “مرحبًا” للناس)

النقاط الرئيسية

• تقدير الذات هو ثقتنا في قدراتنا وقيمنا والاحترام الذي نقدمه لأنفسنا.

• يمكن أن يؤثر انخفاض تقديرك لذاتك على كل شيء في حياتك.

• تقديرك لذاتك عبارة عن تفاعلات معقدة من الأفكار والمشاعر عن نفسك ومن التعليقات التي تحصل عليها من الآخرين.

قالت لي مارلين: “أخشى أن يتم طردي .. فأنا لا أفعل أي شيء بشكل صحيح، حتى عندما أفعل بالضبط ماطلبت مني قائدة الفريق فعله. ربما هي فقط لا تحبني”. نظرت إلى يديها، ثم عادت تنظر إلي وقالت: “أو ربما لا أجيد العمل في هذه الوظيفة حقًا”.

كانت مارلين تمر بوقت صعب. يبدو كما أنه لا شيء في حياتها يسير بشكل جيد. لقد كان من الصعب عليها ألا تلوم نفسها على كل هذه الصعوبات. وإذا نظرنا للصورة من الخارج سنجد أنه على الرغم من أنها قد ساهمت في بعض المشكلات، إلا أن بعضها كانت خارجة عن إرادتها، وفي الواقع لم تكن لها علاقة بها إطلاقًا، بل أثرت عليها بالسلب.

عندما ينخفض تقديرنا لذاتنا يؤثر ذلك على كل شيء في حياتنا، بما في ذلك كيف نشعر تجاه أنفسنا، ووظائفنا ومظهرنا الجسدي، وقدراتنا العقلية. يمكن أن يؤثر حتى على شعورنا حيال المكان الذي نعيش فيه وما نفعله من أجل المتعة والبهجة.

فمثلاً، أخبرتني جينيز أنها تشعر بالغباء عندما تكون مع ابنتها الكبرى، التي كانت تنتقدها دائمًا وتحبطها، فقالت: “أعلم أنني لست غبية.. في العمل يتم احترامي، والموظفون الأصغر مني دائمًا يقتدون بي وعندما يقول أحدهم تعليقًا إيجابيًا عن عملي، أندهش للغاية. ولكن ابنتي ترى أنني امرأة كبيرة في السن وحمقاء، والغريب أنني أشعر بذلك حقًا عندما أكون معها، أنا أحبها، وقد كنت دائمًا معجبة بها وأحب أن أكون معها. لكن الآن أكره قضاء الوقت معها وقد كنت ممتنة للغاية عندما غادرت. لكن مازلت أحتاج إلى بضعة أيام لاستعادة ثقتي بنفسي”.

تقدير الذات هو ثقتنا في قدراتنا وقيمتنا والاحترام الذي نقدمه لأنفسنا. لدى بعض الأشخاص تقدير لذاتهم أكثر مما نعتقد أنهم يستحقون؛ والبعض أقل بكثير .. فكيف يحدث ذلك؟ وماذا يمكنك أن تفعل عندما يتداخل سلوك أو موقف الآخرين مع تقديرك لذاتك وقيمتك؟

يعد تقدير الذات أمرًا مدهشًا، لأنه عبارة عن تفاعل معقد بين أفكارك وانطباعاتك عن نفسك والتعليقات التي تحصل عليها من الآخرين. ويبدأ على الأرجح بمجرد أن نولد ويستمر طوال حياتنا. فعلى سبيل المثال، قبل أيام من معرفتنا عن اضطرابات نقص الانتباه والاختلافات في التعليم. نشأ الكثير من الأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات مع انخفاض تقديرهم لذاتهم لأنه قد قيل لهم أنهم كسالى أو أنهم لم ينتبهوا جيدًا أو أنهم يصنعون المشاكل عمدًا.

يخبرني مرضاي دائمًا عن تجاربهم مع معلميهم وزملاء الدراسة أو العمل والتي  أكدت بطلان الصورة التي كونوها عن ذواتهم من خلال هذا التفاعل بين أنفسهم والآخرين، والذين غالبًا ما يكونون الآباء أو الأشقاء.

يحدث الشيء نفسه في العلاقات بين البالغين، فعندما تخبر الطفلة أحد والديها بأنها تكره قد يشعر بالسوء للغاية. وإذا عزز الوالد الآخر تلك المشاعر السيئة، فقد يؤدي ذلك إلى أضرار كبيرة في تقديره لذاته. لكن إذا استجاب الوالد الآخر بالدعم وأخبره بـأهمية دوره، وأنه من الجيد أن يعبر الطفل عن مشاعره وأن يظل الوالد حازمًا ومحبًا في نفس الوقت، سوف يرتفع تقدير كلا الوالدين لذاتهم.

وبالحديث عن العمل، فعندما ينتقدك شخصًا أكبر منك، يكون من السهل تقبل النقد إذا كان هو أو شخص آخر في الوظيفة يقدم تحفيزًا إيجابيًا في بعض الأحيان، أو إذا أبدى أحد الغرباء تعليقات إيجابية تتعارض مع النقد، وكذلك إذا كانت لديك بعض المشاعر الإيجابية تجاه نفسك.

وجدت مارلين وجينيز نفسيهما في موقف صعب من الاستماع إلى شخص ما ينتقدها في لحظات كان فيها تقديرها لذاتها منخفضًا جدًا. هذا يعني أنه لم يكن لديهم نوايا جيدة لتقبل النقد بدون تردد. فلقد فقدوا إحساسهم بالقيمة في مواجهة المزيد من التعليقات السلبية الخارجية.

كيف تقاوم السلبية؟

هناك الكثير من الاقتراحات على الإنترنت لتعزيز تقديرك لذاتك، لكن تذكر من الصعب تعزيز تقديرك لذاتك بمفردك. حاول إحاطة نفسك بالأشخاص الذين غالبًا ما يعطوك تعليقات إيجابية، وبعدها ناقشهم عن سبب نظرتهم الإيجابية لك. من الجيد الاتصال بصديقك وسؤاله إذا ما كان يعتقد أنك أسوء والد في العالم، طالما أنك متأكد أنهم ليسوا كذلك. ولكن المدح ليس دائمًا مجديًا، لذلك إليك بعض الطرق الأخرى التي من الممكن ان تجعلك تشعر بتحسن تجاه نفسك بشكل غير مباشر للحصول على ردود فعل إيجابية:

١- افعل شيئًا ممتعًا مع شخص تحب التواجد معه سيؤدي مجرد قضاء الوقت مع هذا الشخص إلى تعزيز تقديرك لذاتك.

٢- قم بفعل شيئًا لطيفًا لشخص ما. هذا النوع من المشاركة الصامتة يمكن أن يعزز تقديرك لذاتك ببساطة لأنك تتأكد حينها أنه يمكنك فعل أشياء إيجابية، حتى لو فعلت ذلك بنية الشعور بتحسن تجاه نفسك فلا بأس بذلك.

٣- اذهب للمشي أو لركوب الدراجة في مكان ما حيث تستطيع رؤية الناس وابتسم أو قل “مرحبًا” لكل من تقابله. فمن الممكن أن يؤدي مجرد التواصل مع الآخرين إلى تعزيز تقديرك لذاتك.

٤- قم بالتسجيل في فصل دراسي جديد أو نوع آخر من الأنشطة، فالمشاركة مع الآخرين وتعلم شيء جديد يمكن أن يحسن من تقديرك لذاتك.

٥- استمع إلى شخص آخر، فالابتعاد عن تفكيرك بنفسك قليلاً والاهتمام بشخص آخر قد يحسن بشكل كبير من شعورك تجاه نفسك.

وختامًا، الشيء المهم الذي أريد منك أن لا تنساه هو أن تقدير الذات أمر تفاعلي. قد يكون من الصعب تحسين وتعزيز تقديرك لذاتك، لكن تغيير الأشخاص الذين تتفاعل معهم، وقضاء الوقت مع الأشخاص الذين تحب التواجد معهم ويستمتعون أيضًا بالتواجد معك، يمكن أن يجعلك تشعر بتحسن كبير تجاه نفسك.

المصدر: https://www.psychologytoday.com

ترجمة: رزان عادل سلامي

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!