تعرض الأجنة لمثبطات اللهب يزيد من أعراض القلق مستقبلاً

تعرض الأجنة لمثبطات اللهب يزيد من أعراض القلق مستقبلاً

22 ديسمبر , 2022

ترجم بواسطة:

شريفة عسيري

دقق بواسطة:

زينب محمد

ألقى بحثٌ جديد بقيادة د. جيفري سترون، وزملاؤه بجامعة سينسيناتي ومركز مستشفى سينسيناتي للأطفال ضوءًا على العلاقة بين تعرض الأجنة للسموم البيئية في رحم الأم والتطور المتتابع للقلق خلال فترة المراهقة ونُشرت نتائجهم في مجلة الاكتئاب والقلق Depression and Anxiety.

أشار سترون إلى فضول الباحثين لمعرفة المزيد عن العوامل المسببة للقلق والاكتئاب لدى الأطفال، خاصةً بعد زيادة هذه الأعراض أثناء الوباء. وقال إنه حتى قبل الوباء، كانت اضطرابات القلق من أكثر الأمراض العقلية شيوعًا.

وأفاد في هذا الصدد: “نعرف جيدًا عوامل الخطر المعتادة وراء القلق، مثل العوامل النفسية والسلوكية واضطرابات المزاج والعلاقات الأسرية، لكننا لا نعرف سوى القليل عن علاقة العوامل البيئية مثل تلوث الهواء وغيرها من السموم البيئية بالقلق”.

ركزت الدراسة على فئة من المواد الكيميائية التي تسمى إيثرات ثنائي الفينيل متعدد البروم (PBDEs) المستخدمة كمثبطات اللهب لمنتجات مثل بطانة فوم الأثاث، والسجاد، والتنجيد، وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة المنزلية، بالإضافة إلى استخدامها كمادة عازلة.

لوحظ أن التعرض للإيثرات أثناء نمو الدماغ يؤدي إلى العجز المعرفي، وانخفاض المهارات اللغوية ويتسبب في اضطراب نقص الانتباه/فرط النشاط، لذا حُظرت في الولايات المتحدة عام 2004.

ولكن رُغم ذلك، لا يزال التعرض لها قائمًا على حد قول سترون لكن علاقتها بالقلق لم تُدرس مسبقًا.

وقال: “أحد الأشياء التي نعرفها هو أن نمو الدماغ يبدأ في مراحل الحمل الأولى عادةً، لذلك أردنا أن ننظر في تأثير التعرض للمواد الكيميائية في مراحل الحمل المختلفة على نمو الدماغ وكيف يحتمل أن يترجم إلى خطر الإصابة بالقلق أو الاكتئاب، والذي تظهر أعراضه لاحقًا أثناء حياة الطفل، لكننا نرغب في تحديد عامل الخطر المسؤول عن تلك الأعراض بالتحديد”.

استخدم الباحثون بيانات من المؤشرات الصحية ومقاييس دراسة البيئة (HOME)، والتي صُممت لقياس تأثير تعرض الطفل في مرحلة الحمل ومراحل طفولته المبكرة للسموم البيئية، مثل الرصاص والزئبق والمبيدات الحشرية والإيثرات، وما إلى ذلك لعدد 468 امرأة حامل في منطقة سينسيناتي الكبرى من 2003-2006 وتابعوا أطفالهن من ذوي أعمار أكبر من 12 عامًا.

خضع ما يصل إلى 236 مراهقًا في هذه الدراسة إلى فحوصات القلق والاكتئاب، واكتُشف أن المراهقين الذين اتضح من عينات دم أمهاتهم أثناء الحمل ارتفاع مستوى الإيثرات يعانون مستويات مرتفعة من القلق، مما يشير إلى أن التعرض لـهذه المادة الكيميائية أثناء الحمل قد يكون عامل الخطر وراء تطور أعراض القلق في بدايات فترة المراهقة.

وأشار سترون أن تلك المواد الكيميائية تزيد من مستوى القلق بنسبة 10٪ أو 20٪، لدى السكان وهو أمر خطير فعليًا على حد وصفه، مما قد يؤدي إلى التحول من اضطراب القلق المعتاد إلى قلق خارج عن السيطرة.

وأوضح أن لازالت الأبحاث قائمة لفهم مناطق الدماغ التي تتأثر أكثر من التعرض للإيثرات، وإذا كانت هناك مراحل معينة في الحمل ترتبط ارتباطًا وثيقًا بزيادة خطر القلق، من أجل تحسين التدخلات السريرية والعمل على تقليل التعرض لـتلك المواد الكيميائية.

المصدر: https://neurosciencenews.com

ترجمة: شريفة عسيري 

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!