مخاطر الزلازل وكيفية الحد منها
3 مارس , 2023
3 مارس , 2023
من أهم مخاطر الزلازل، والتي تُعد من المعلومات المغلوطة، هي اعتقاد الأغلبية أنها في الواقع تشبه الأفلام عندما تهتز الأرض وتنشق إلى نصفين لتبتلع كل شيء في جوفها، ولكن هذا غير صحيح. فزلزال تركيا وسوريا خير دليل على ذلك، إذ نتج عنه ضحايا بالآلاف وانهيار المباني السكنية بسبب الانزلاقات الأرضية.
تحدث الزلازل عندما تتكسر الصخور تحت الأرض وتتحرك بسرعة في اتجاه الفوالق من نقطة المركز (Focus) نتيجة توتر الكتل التكتونية (tectonic forces)، وينتج عن هذه الطاقة الصادرة موجات (seismic waves) التي تُعد مسؤولة عن حدوث الزلازل حتى تستقر هذه الصخور مجددًا.
ولكن قد تحدث هذه الموجات لأسباب جيولوجية أخرى، منها مينوميني كراك (Menominee Crack) التي تحدث عند تحرُك الرواسب نحو سطح الأرض وتسبب اهتزازات ينتج عنها انفجار البراكين.
وقد تحدث بسبب النشاط الجيولوجي تحت الأرض في منطقة البحيرات والمحيطات، أو أسباب لها علاقة بنشاط الإنسان مثل عمليات التنقيب (mining operations)، وعمليات بناء مترو الأنفاق (subway construction)، وعمليات الانفجار التي تحدث تحت الأرض.
كما تسبب الانفجارات النووية موجات مثل التي تحدث في الزلازل القوية، مما أدى إلى حظر اختبار الأسلحة والقنابل النووية.
يوجد 4 أنواع من الزلازل، وهي:
يحدث عندما تتكسر القشرة السطحية للأرض بسبب القوة الجيولوجية على الصخور وإعادة ترتيب الفوالق تحت الأرض التي تسبب تغيرات فيزيائية وكيميائية.
يحدث بسبب قوة الصخور التكتونية نتيجة النشاط البركاني.
تُعد زلازل صغيرة تحدث في المناجم بسبب الاهتزازات الناتجة عن انفجار الصخور فوق سطح الأرض.
يحدث نتيجة انفجار الأسلحة والقنابل النووية والأجهزة الكيميائية.
حان الوقت للتعرف على مخاطر الزلزال بالتفصيل، وهي:
يُعد اهتزاز الأرض من أهم مخاطر الزلازل، والتي تُعد بمثابة إنذار لما يحدث بعد ذلك، إذ تهتز المباني وتنهار في عدة ثواني نتيجة لهذا الاهتزاز تبعًا لقوة الزلزال.
تسبب هذه الاهتزازات موجات سطحية قد ينتج عنها تساقط المباني التي تقع في محيط هذه الموجات، وقد يسبب انزلاقًا أرضيًا أو انهيارًا جبليًا أو جليديًا في المناطق الجبلية الوعرة.
وقد تبتلع الأرض المباني لعدة أقدام عند حدوث تميّع التربة الذي ينتج عن عدم استقرار التربة وخروج المياه من باطن الأرض عند حدوث زلزال متوسط القوة أو شديد، خاصةً في المناطق التي يوجد بها المياه قرب سطح الأرض وتربتها رملية، وتعود الأرض إلى صلابتها بعد انتهاء الزلزال.
كما قد يسبب الزلزال الإزاحة الأرضية التي تؤثر في البنية التحتية، وتتحرك الكتل الصخرية التي تستقر عليها سطح الأرض ويسبب تصدعها وانشقاقها، بما في ذلك أنابيب المياه والغاز والأنفاق مثل ما حدث في زلزال تركيا، إذ انزلقت فوالق الانزلاق الأفقية بما يعادل 3-6 أمتار في اتجاه سوريا.
ليس ذلك فحسب، بل قد يسبب الزلزال انهيار السدود وحدوث الفيضانات وانهيار المباني السكنية مسببًا خسائر في الأرواح.
ومن أهم الكوارث الطبيعية التي تنتج عن الزلازل، هي تسونامي بسبب حدوث هزات أرضية في قاع المحيطات.
ويصل طول تسونامي إلى عشرات الأقدام وتضرب الشاطيء بقوة مسببة دمارًا هائلاً وخسائر بشرية.
بينما تحدث تسونامي صغيرة الحجم (Seiches) في البحيرات ويبلغ طولها عدة أقدام، ورُغم حجمها الصغير، إلا أنها تسبب أيضًا انهيار المباني السكنية والأشجار والفيضانات.
بالإضافة إلى حدوث الحرائق بسبب انهيار أنابيب الغاز، خاصةً عند كسر أنابيب المياه المسؤولة عن إطفاء الحرائق مثلما حدث في زلزال سان فرانسيسكو في 1906م الذي سبب إشعال النيران لمدة 3 أيام، مما أدى إلى تدمير المدينة وتشريد 250,000 مواطن.
بعد التعرُف على مخاطر الزلازل أصبحت الوقاية من الزلازل والتقليل من مخاطرها شغل الإنسان الشاغل، ومن أهم طرق الاستعداد لمواجهة مخاطر الزلازل هي:
لا يوجد طريقة علمية للتنبؤ بالزلازل، ولكن يمكن تحديد نسبة معدل حدوث الزلازل والأماكن المُعرّضة لحدوث مخاطر الزلازل بكثرة على المدى البعيد.
يحتاج التنبؤ بالزلازل معرفة وقت ومكان ومدى قوة الزلزال وهذا مستحيل، وعلى الرغم من ذلك يحاول العلماء جاهدين لتحقيق ذلك والتقليل من مخاطر الزلازل.
طوّر العلماء نموذجًا للذكاء الاصطناعي للتنبؤ بحدوث الزلازل قبل حدوثها بيوم واحد بناءً على نشاط الكتل التكتونية في الثلاثين يومًا التي تسبق حدوث الزلازل.
ويمكن تحديد حركة الكتل التكتونية في كل ساعة من خلال التعرُف على بعض البيانات مثل بيانات البقع الشمسية (sunspot data)، والإشعاع الشمسي (solar radiation index)، ومؤشر وقت اضطراب العاصفة (disturbance storm time index).
ويعتمد تطوير الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل على حدوث الزلازل في حد ذاتها فكلما كان أقوى، زادت إمكانية التنبؤ بالزلازل التي تليها، وآخر ما توصل إليه العلماء هو قدرة الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بالزلازل التي تصل شدتها إلى 6 أو أكثر.
ولكن مازال العلماء مقيدون ببيانات الغلاف الأيوني (ionospheric data) ولا يُمكن التأكد من تحديد المركز السطحي (epicenter)، كما تتغير معدلات الرادون (radon levels) قبل حدوث الزلازل القوية.
على الرغم من مخاطر الزلازل وصعوبتها يعتقد العلماء أن للزلازل فوائد على المدى البعيد، إذ تدل الاهتزازات القوية التي تحدث في المحيط الهندي على تجدد القشرة الأرضية فتصبح صالحة للحياة.
تُعد الزلازل المسؤولة عن تكوين المحيطات والقارات والغلاف الجوي، وتكوين الجبال وزيادة خصوبة التربة، وتنظيم درجة الحرارة، والحفاظ على التوازن الكيميائي للبحار، وزيادة تركيز معدن الذهب والمعادن النادرة، والحفاظ على معدل غاز ثاني أكسيد الكربون.
كما تسبب التسونامي توزيع رواسب التربة الخصبة من الأنهار إلى السواحل، وتعبر مياه المحيطات من خلال مسام الصخور، فتزداد نسبة العناصر المعدنية مثل البورون والكالسيوم.
لابد من اتباع نظام الحماية المتبع من الهيئات والحكومات ضد مخاطر الزلازل وهي (DROP, COVER, and HOLD ON) التى تحث المواطنين على:
ختامًا، لا تقتل الزلازل الإنسان وإنما انهيار المباني وسقوط الأثاث هو الذي يقتله، إذ تسببت زلازل قوية في اهتزازات خفيفة نتيجة لقوة الأبنية السكنية وقدرتها على مقاومة مخاطر الزلازل، مقارنةً بزلازل أقل شدة تسببت في دمار هائل، ويسعى العلماء يومياً لتطوير الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالزلازل بكل دقة من أجل توفير الأمان للجميع.
المصادر
بقلم: د. نهى أشرف
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً