crossorigin="anonymous">
24 فبراير , 2023
بعد ثمان سنوات من تحليل البيانات، اكتشف المحللون إشارات تدل على أن منطقةً ما في الشمس على وشك الإنفجار، حيث اكتُشف أن ظهور الشرارت يسبق حدوث التوهج الشمسي، وهو عبارة عن انفجارات إشعاعية قوية من الشمس.
هذه النتائج تعطينا قراءات أفضل في توقعات حدوث العواصف الشمسية التي تعطل شبكات الطاقة وتدمر أنظمة الاتصالات على كوكب الأرض.
اكتشف العلماء هذا الاكتشاف بعد سنواتٍ من التنقيب عن البيانات في مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا (SDO)، و هو عبارة عن قمر صناعي يراقب الشمس منذ عام ٢٠١٠.
أخبرت كي دي ليكا، عالمة أبحاث كبيرة في رابطة أبحاث نورث ويست في بولدير في كولورادو دورية لايف ساينس، بأنه ومنذ سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، اكتشف الباحثون هذه الشرارات التي تسبق حدوث التوهج باستخدام مراصد أرضية، لذلك كانت هناك العديد من الدلائل التي توحي بأن هناك علاقة بين الشرارات والتوهجات الشمسية، لكن لم يمتلك الباحثون وقتها معداتٍ كمعدات مرصد ديناميكا الشمس التابع لناسا الذي يراقب ويسجل نشاط الشمس باستمرار من الفضاء.
تقول ليكا: “ساعدت الصور الملتقطة للشمس بالتأكيد العلماء والمتنبئين على فهم متى يمكن لمنطقة نشطة أن تصبح منتجةً للتوهج الشمسي”.
في مجموعة جديدة من المقالات المنشورة على صحيفة استروفيزيكال، اطلعت ليكا وزملاؤها على ما يقارب عقدًا من بيانات (SDO) لصور الشمس، وركزوا على مناطق نشطة في الشمس تُعرف بالبقع الشمسية. ينشط المجال المغناطيسي للشمس في هذه البقع المظلمة، بسبب وجود التواءات داخلية عميقة فيها.
تؤدي الالتواءات الموجودة في الشمس إلى اعوجاج وتشابك مجالها المغناطيسي. وعندما تعود خطوط المجال المغناطيسي المعوجة المتشابكة إلى شكلها الأصلي، تتفجر طاقة هائلة من سطح الشمس.
قد تظهر الانفجارات كتوهجٍ شمسي أو انبعاث كتلي إكليلي. التوهج الشمسي عبارة عن انبعاثات حادة لأشعة إكس وطاقة تبرق في جميع الاتجاهات. تجري الطاقة الكهرومغناطيسية بسرعة الضوء ويمكنها أن تصل للأرض أثناء ثمان دقائق، وعلى النقيض من ذلك، يعتبر الانبعاث الكتلي الإكليلي تفجر لجزيئات مشحونة بشدة، تثور باتجاه معين وتتحرك ببطء أكثر، بسرعة من ١٥٥ إلى ١٩٠٠ ملي لكل ثانية (٢٥٠ إلى ٣٠٠٠ كيلو متر لكل ثانية). قد تستغرق الانبعاثات الكتلية الاكليلة عدة أيام للتحليق فوق الأرض.
كلا نوعي الانفجار قد يُحدثان ضررًا في أنظمة الطاقة والاتصالات على كوكب الأرض، ولكنهما لا يضران بالبشر والمخلوقات الحية الأخرى عمومًا.
اكتشفت ليكا وفريقها بعد اطلاعهم على آلاف التيرابايت من البيانات المخزنة في (SDO)، بأن التوهج الشمسي يرتبط بحدوث سطوع يستغرق لحظات، كالشرارت التي نراها قبل اشتعال أعواد الثقاب. تحدث هذه الشرارات قبل ما يقارب يوم من اندلاع التوهج الشمسي من نفس المنطقة التي خرجت منها الومضات.
أوضحت ليكا أنه رغم حماسهم لمعرفة الفيزياء الشمسية، إلا أن النتائج لا تعني بأن العلماء باتوا قادرين على توقع إمكانية حدوث التوهج الشمسي. فوضعهم كمتوقعي اندلاع البراكين، فالزلازل التي تحدث بالقرب من البراكين النشطة تعني بأن الصهارة البركانية في باطن الأرض ستتحرك الآن وقد تؤدي إلى اندلاع البركان، لذا يراقب العلماء الزلازل ويقرأون النماذج لتوقع إمكانية اندلاع البراكين. لكن ليس كل زلزال علامة على اندلاع بركانٍ ما.
صرّحت الكاتبة المساعدة في الدراسة وعالمة الأبحاث في جمعية (NWRA) كارن ديزور في بيانٍ لها: “مع كل هذه المعلومات المتوفرة، بدءً من السطح الخارجي للشمس وانتهاءً بإكليل الشمس [الغلاف الجوي الداخلي للشمس]، سيتمكن الخبراء من رسم توقعات أفضل عن متى وأين قد تحدث التوهجات الشمسية”.
في الوقت الراهن، ظهر لليكا عدة تساؤلات من البحث، مثل كيف ترتبط ديناميكا مجال الشمس المغناطيسي بعمليات تحدث في أعماق الشمس، وكيف نجمع معلومات عن كلا المنطقتين لمساعدة العلماء على التنبؤ بحدوث التوهج الشمسي.
المصدر: https://www.livescience.com
ترجمة: روان الرفاعي
مراجعة وتدقيق: زينب محمد
اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية
اترك تعليقاً