التعرض لفترة وجيزة لتلوث الهواء له تأثيرات سريعة على المخ

التعرض لفترة وجيزة لتلوث الهواء له تأثيرات سريعة على المخ

16 فبراير , 2023

ترجم بواسطة:

شيرين مصطفى

دقق بواسطة:

زينب محمد

أظهرت دراسة جديدة أجراها باحثون بجامعة كولومبيا البريطانية وجامعة فيكتوريا أنه يمكن للمستويات المعتادة من التلوث المروري إضعاف وظائف المخ في غضون ساعات فقط.

 تشير النتائج المنشورة في دورية انفيرونمينتال هيلث “Environmental Health” إن التعرض لمدة ساعتين فقط لعادم الديزل يسبب انخفاضًا فى الاتصال الوظيفي للمخ، طبقًا لتجربة خاضعة للمراقبة على البشر حول التغيير الذي يحدثه تلوث الهواء على شبكة الاتصال في المخ.

وقال كبير الباحثين في الدراسة الدكتور كريس كارلستن، أستاذ ورئيس الطب التنفسي ورئيس أبحاث كندا في أمراض الرئة المهنية والبيئية في جامعة كولومبيا البريطانية: “اعتقد العلماء لعقود عدة أن المخ قد يكون محميًا من الآثار الضارة لتلوث الهواء. تقدم هذه الدراسة، وهي الأولى من نوعها في العالم، دليلاً جديدًا يدعم وجود صلة بين تلوث الهواء والإدراك”.

قام الباحثون في الدراسة بتعريض 25 بالغًا سليمًا لعادم الديزل لفترة وجيزة ولهواء مرشح في أوقات مختلفة في بيئة معملية. قيس نشاط المخ قبل وبعد التعرض في كل مرة باستخدام  التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي (fMRI).

 حلل الباحثون التغييرات الواقعة لشبكة الوضع الافتراضي للمخ (DMN)، وهي مجموعة من المناطق المتصلة ببعضها في المخ تلعب دورًا مهمًا في الذاكرة والتفكير.

أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي انخفاضًا في الاتصال الوظيفي لدى المشاركين في مناطق واسعة النطاق من شبكة الوضع الافتراضي في المخ بعد التعرض لعادم الديزل مقارنةً بالهواء المنقى.

قالت د. جودي جوريلوك، أستاذة علم النفس بجامعة فيكتوريا والباحثة الاولى في الدراسة: “نعلم أن تغييرالاتصال الوظيفي في شبكة الوضع الافتراضي في المخ قد ارتبط بنقص الأداء الإدراكي وأعراض الاكتئاب، لذا من المقلق ملاحظة أن التلوث المروري يؤثرعلى نفس هذه الشبكات. بينما نحتاج إلى مزيد من البحث لفهم التأثيرات الوظيفية لهذه التغييرات فهماً كاملاً، فمن المحتمل أنها قد تضعف تفكير الناس أو قدرتهم على العمل”.

طرق للوقاية

من الجدير بالذكر، أن التغيرات الحادثة للمخ كانت مؤقتة والاتصال الوظيفي للمشاركين عاد إلى طبيعته بعد التعرض، وتوقع د. كارلستن أن التغيرات قد تكون طويلة الأمد حيث يكون التعرض للعادم مستمرًا. كما أضاف أنه يجب على الناس أن يكونوا منتبهين إلى الهواء الذي يتنفسونه ويتخذون الخطوات المناسبة لتقليل تعرضهم لملوثات الهواء التي يحتمل ضررها مثل عوادم السيارات.

وأوضح: “قد يرغب الناس في التفكير جيدًا المرة القادمة التي يعلقون بها في زحام المرور بينما نوافذ سيارتهم مفتوحة، ومن المهم التأكد أن مرشح الهواء في سيارتك يعمل جيدًا، وإذا كنت تمشي أو تركب الدراجة في شارع مزدحم، حاول السير في طريق أقل ازدحامًا”.

رُغم أن الدراسة الحالية اهتمت فقط بالتأثيرات المعرفية للتلوث الناتج عن حركة المرور، أشار د. كارلستين، أنه من المحتمل أن تكون نواتج الاحتراق الأخرى مصدر قلق.

وقال: “تلوث الهواء معروف الآن كأكبر تهديد بيئي لصحة الإنسان، ونشهد التأثيرات المتزايدة عبر جميع أعضاء أجهزة الجسم الرئيسية. أتوقع أن نرى تأثيرات مماثلة على المخ من التعرض لملوثات الهواء الأخرى، مثل دخان حرائق الغابات، لذلك من المهم أن يضعها مسؤولي الصحة العامة وصناع القرار في اعتبارهم، خاصةً مع تزايد حالات الاضطرابات العصبية الإدراكية”.

أجريت الدراسة في مختبر التعرض لتلوث الهواء بجامعة كولومبيا البريطانية، الواقع في مستشفى فانكوفر العام، وهو مجهز بمقصورة للتعرض على أحدث طراز يمكنها محاكاة استنشاق مجموعة متنوعة من ملوثات الهواء.

استخدم الباحثون في هذه الدراسة التي تم تصميمها واعتمادها بعناية من أجل السلامة، عادمًا أُنتج حديثًا والذي خُفف ليعكس ظروف العالم الواقعي.

المصدر: https://medicalxpress.com

ترجمة: شيرين مصطفى

مراجعة وتدقيق: زينب محمد


اترك تعليقاً

القائمة البريدية

اشترك في قائمتنا البريدية ليصلك جديد مقالاتنا العلمية وكل ماهو حصري على مجموعة نون العلمية

error: Content is protected !!