وجدت دراسة جديدة، قادها باحثون من جامعة كاليفورنيا في لوس أنجلوس، أن النوم بمقدار خمس ساعات أو أقل في مرحلة منتصف العمر إلى أواخره يمكن أن يكون مرتبطًا بزيادة خطر الإصابة بمرضين مزمنين في الأقل. حلل البحث، الذي نُشر في مجلة بلوس ميدسن الطبية، تأثير مدة النوم على صحة أكثر من 7000 رجل وامرأة تتراوح أعمارهم بين 50-70 عامًا من حسب الدراسة الجماعية الثانية لوايتهال.

اختبر الباحثون العلاقة بين مدة نوم كل مشارك وما إذا كانوا قد شُخصوا بمرضين مزمنين أو أكثر- مثل أمراض القلب أو السرطان أو مرض السكري – على مدار 25 عامًا. قال بعض الأشخاص أنهم كانوا قد حصلوا على معدل خمس ساعات من النوم أو أقل في سن الخمسين، حيث كانوا أكثر عرضة بنسبة 20٪ للإصابة بمرض مزمن و40٪ أكثر عرضة للإصابة بمرضين مزمنين أو أكثر على مدى 25 عامًا، مقارنةً بالأشخاص الذين ناموا تصل إلى سبع ساعات.

بالإضافة إلى ذلك، ارتبط النوم لمدة خمس ساعات أو أقل في سن 50-70 عامًا بزيادة خطر الإصابة بالأمراض المتعددة بنسبة 30٪ إلى 40٪ عند مقارنتهم بأولئك الذين ينامون لمدة تصل إلى سبع ساعات. وجد الباحثون أيضًا ارتباط مدة النوم التي تبلغ خمس ساعات أو أقل في سن الخمسين بزيادة خطر الوفاة بنسبة 25٪ على مدى 25 عامًا من المتابعة – وهو ما يمكن تفسيره بشكل أساسي من خلال حقيقة أن قصر مدة النوم يزيد من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة التي بدورها تزيد من خطر الموت.

قال الدكتور سيفيرين سابيا، من معهد جامعة كاليفورنيا في لوس انجلوس لعلم الأوبئة والصحة، والمعهد الوطني للبحوث الطبية في جامعة باريس سيتي: “تتزايد الأمراض المتعددة في البلدان ذات الدخل المرتفع، وأكثر من نصف كبار السن يعانون الآن على الأقل من مرضين مزمنين. ثبت أن هذا يمثل تحديًا كبيرًا للصحة العامة، حيث ترتبط الأمراض المتعددة بكثرة الإقبال على خدمات الرعاية الصحية، والاستشفاء، والإعاقة ومع تقدم الناس في السن، مما يغير عادات نومهم مدته.

ومع ذلك، يوصى بالنوم لمدة 7 إلى 8 ساعات في الليلة – لأن فترات النوم التي تزيد أو تقل عن ذلك ارتبطت سابقًا بالأمراض المزمنة الفردية. تظهر النتائج التي توصلنا إليها أن النوم لمدة قصيرة مرتبطة أيضًا بالأمراض المتعددة. ولضمان نوم أفضل ليلاً، من المهم تعزيز طاقة النوم الجيدة، مثل التأكد من أن غرفة النوم هادئة ومظلمة ودرجة حرارة مريحة قبل النوم. ويُنصح بإزالة الأجهزة الإلكترونية وتجنب الوجبات الدسمة قبل النوم والنشاط البدني وقد يعزز التعرض للضوء أثناء النهار النوم الجيد”.

كجزء من هذه الدراسة، قام الباحثون أيضًا بتقييم ما إذا كان النوم لمدة طويلة، تسع ساعات أو أكثر، يؤثر على الصحة. والنتيجة أظهرت أنه لم يكن هناك ارتباط واضح بين فترات النوم الطويلة في سن الخمسين والأمراض المتعددة لدى الأشخاص الأصحاء.

إذا شُخص أحد المشاركين بالفعل بأمراض مزمنة، فإن مدة النوم الطويلة ترتبط بزيادة خطر الإصابة بمرض آخر بنحو 35٪. ويعتقد الباحثون أن هذا قد يكون بسبب الظروف الصحية المعروفة التي تؤثر على النوم.

قالت جو وايتمور، وهي ممرضة متخصصة في أمراض القلب في مؤسسة القلب البريطانية: “الحصول على قسط كافٍ من النوم يسمح لجسدك بالراحة. هناك سلبيات أخرى لقلة النوم قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية، بما في ذلك زيادة الالتهاب وزيادة ضغط الدم. يضاف هذا البحث إلى مجموعة كبيرة من الأبحاث التي تسلط الضوء على أهمية الحصول على نوم جيد ليلاً”.

قيود الدراسة

استخدم الباحثون البيانات التي أُبلغ عنها حول النوم، والتي من المحتمل أن تكون عُرضة للتعبير عن التحيز، رُغم أن استخدام بيانات 4000 مشارك قِيس نومهم عبر جهاز إلكتروني يؤكد النتائج. في غضون ذلك، كانت البيانات المتعلقة بنوعية النوم متاحة فقط لمن هم في سن 60 و70 عامًا. تشمل الدراسة الثانية لوايتهول أعضاء الخدمة المدنية فقط، الذين كانوا جميعًا يعملون عند تعيينهم في الدراسة ومن المرجح أن يكونوا أكثر صحة من عامة السكان.

المصدر: https://www.sciencedaily.com

ترجمة: نور الهدى عبد الوحيد

مراجعة وتدقيق: أماني نوار

تويتر: amani_naouar